18 ديسمبر، 2024 8:47 م

النزاعات والأزمات تهدد الشعوب و تفتت الكيانات

النزاعات والأزمات تهدد الشعوب و تفتت الكيانات

من سوريا الى اليمن الى العراق و لبنان و الى ايران حروب و نزاعات داخلية و خارجية حروب اقليمية و أخرى طائفية و ثانية اهلية و ترسيخ التقسيم والأنقسام في النفوس و هو الأشد خطورة من الخرائط الجغرافية و التي سوف تعدل لاحقآ بما يتناغم بما احدثته تلك الصراعات من شروخ و فجوات في اعماق الناس القاطنين في هذه المنطقة من العالم و الأحداث الدامية التي قد عصفت بدول هذه المنطقة و شعوبها قد دفعت الثمن الباهظ من دماء ابناءها و خراب بنيانها و مازال الأقتتال فيما بينهم متوترآ و مستمرآ فالسعودية و الأمارات قد اشتبكتا مع اليمن في حرب أبادة ضروس و سوريا منشغلة بالحرب الداخلية مع الفصائل المتنوعة ( التسليح ) و العراق لم يستقر بعد تمامآ و هاي أزمة خطيرة تندلع بين أيران و أمريكا في مواجهة ان وقعت فسوف يشتعل برميل النفط العربي و يحرق الكل في طريقه الملتهب .

في ظل هذه الأجواء المشحونة بالحروب و النزاعات المسلحة و التي تعم على أغلب دول الأقليم تراجعت المسألة الفلسطينية و هي الأهم و أنزوت و خف بريقها و لم تعد هناك من محاولات في حل عقدتها ان تعقدت اكثر من الماضي و تراجعت حتى وصل الأمر الى الأعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة موحدة لأسرائيل و الذي لم يجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار كل الأدارات الأمريكية السابقة و على الرغم من تعاطفها و تأييدها المطلق للدولة العبرية الا انها أي تلك الحكومات السابقة كانت تحجم عن نقل سفارة أمريكا الى القدس و الذي يعني الأعتراف بتلك المدينة عاصمة موحدة لدولة أسرائيل بدلآ من ان تكون عاصمة دولتين .

بدلآ من تكاتف الجهود و الأرادات في ايجاد حل عادل للمشكلة و المعضلة الفلسطينية و استعادة و لو جزء يسير من الحق الفلسطيني المهدور في أقامة الدولة المستقلة و انهاء الصراع العربي الأسرائيلي المزمن و التوجه نحو التنمية و البناء و ترك سنوات الصراع الطويلة جانبآ و التفرغ لأعادة أعمار الأنسان و البلدان لكن هذا لم يحدث فقد وجدت شعوب هذه المنطقة و هي تغرق في اوحال الحروب الأهلية و الأقتتال الداخلي و بدلآ عن العدو الواحد الواضح المعالم ( اسرائيل ) اصبح هناك العديد من الأعداء في داخل كل بلد عربي و كان الأختلاف بين ( الأشقاء ) هو على المعتقد و الدين و المذهب و أختلف ( الأخوة ) فيما بينهم و ترك العدو الحقيقي ( اسرائيل ) و هو ينظر و يتفرج بكل شماتة و تشفي .

في كل الأزمات و النزاعات التي يراد لها ان تحل و تنتهي لابد من التصعيد الى اعلى حد ممكن قبل نشوب الحرب عندها من المحتمل ان تهدا الأوضاع قليلآ بعد المناشدات و الوساطات و يجلس الفرقاء لاحقآ الى طاولة المفاوضات و التصعيد الحالي في المنطقة قد بلغ ذروته مع قدوم الأساطيل الحربية الأمريكية و لغة التهديدات المتبادلة بين أمريكا و أيران قد وصلت أوجها و قد تكون هذه الأزمة و الحرب ان حدثت من أخطرما مرت به المنطقة منذ الحرب التي اخرجت القوات العراقية من الكويت و هذه الأزمة الحالية هي واحدة في سلسلة التوترات التي تعصف بالمنطقة و دولها و شعوبها و التي لم تدع فسحة او مجالآ امام الأستقرار و الهدؤ الذي تتمناه ولم تنله هذه الشعوب في هذه المنطقة و منذ زمن بعيد .

كأن تلك الحروب الأهلية و البينية لم تكن كافية في أحداث ذلك الدمار و الخراب الرهيب حتى تسارعت المواجهات بين أيران و أمريكا و التي بقيت لحد الآن ضمن اطار حملات التهديد و الوعيد المتبادلة و التي لا يمكن لأحد ان يتنبأ بما ستؤول اليه الأمور لو كانت هناك رشقات رصاص ( طائشة ) اخرى قد لا تصيب هدفآ بعينه لكنها قد تكون كافية في أشعال البرميل المليئ بالتوتر و الأحتقان و الذي ان انفجر فسوف تطال شظاياه الجميع و لن يكون هناك مكانآ او ملاذآ في هذا الأقليم المضطرب من العالم آمنآ او محميآ بل سوف يكون الجميع تحت طائلة تلك الحرب بكل ما تعنيه كلمة الحرب المرعبة من معنى .

المنزلق الخطير الذي انخرط الجميع في أتونه ان كان ذلك عن علم مسبق او عن جهل مطبق فالنتيجة واحدة و هي في تشكل الحواجز و الحدود بين أبناء الشعب الواحد تحت شعارات و بيانات و حروب طائفية و اخرى قومية مفتعلة جعلت من الصعب ان لم يكن من المستحيل على الأقل في المستقبل القريب في اعادة و اصلاح النسيج الوطني او حتى العشائري و التي أنفصمت تلك الأواصر بفعل تلك الحروب و الصراعات و طغت و استفحلت الروابط الطائفية و الدينية على الأواصر الوطنية ما جعل تلك الدول تكافح و تستميت من اجل الحفاظ على ما تبقى من وحدة الشعب او انقاذ ما يمكن انقاذه في اللحظة الأخيرة من هذه الأوطان المهددة بالتلاشي و هذه الشعوب المتعددة الأهواء و الأتجاهات الدولية و اعادة صياغة الشخصية الوطنية من جديد و التي يجب ان يكون شعارها الوحيد هو ( الولاء للوطن من الأيمان ) .