النرجسية مرض نفسي وهو من مظاهر حب ألآنا التي تستفحل عند البعض فلا يرى ألآ نفسه وذاته المنتفخة
أما أنعدام الوفاء : فهو مرض أخلاقي يعبر عن تأصل الجفاء والبخل والجبن واللؤم وهي صفات مذمومة حذر منها الحكماء , وهجاها الشعراء , ورفضها عامة الناس , وعدها ألآمام علي من الصفات التي لاتصلح للحكم والتصدي .
تنتشر بين العراقيين اليوم أحاديث التذمر والسخط من سلوك وتصرفات من وصلوا للمنطقة الخضراء بعضهم حملته الصدفة , وبعضهم حملته المحاصصة , وبعضهم حمله الخطأ الذي أصبح من سمات الحكم والعملية السياسية التي ركبت على حصان هزيل وعربة متهالكة عمدا حتى أصبح النثار المتساقط من حمولة العربة مثار السخرية التي يزيدها سوءا وشفقة تعثر الحصان المصاب بأمراض يعرفها الطبيب البيطري الغائب مثل غياب الطبيب العراقي النطاسي عن غرفة عمليات مستشفيات العراق التي أصبحت تعج بمن يعلقون السماعة الطبية على رقبابهم تباهيا ويتوسلون بالنذور وقراءة الفنجان وألابراج عندما يتوجهون لآمتحانات الهيئة العراقية للاختصاصات الطبية أو البورد العربي .
النرجسية وأنعدام الوفاء عند من سكنوا المنطقة الخضراء ولو لدورة واحدة من دورات البرلمان العراقي الذي أصبح مشهورا بألامتيازات وقلة ألانجازات حتى وصلت الغرابة غير المفسرة الى عدم أقرار الميزانية العامة التي تتوقف عليها مصالح البلاد متجاهلين أن من يفعل ذلك يقترف خيانة الوطن , ولآن مرضى النرجسية وألانا لايشعرون بغيرهم لذلك تكاثرت مصائب العراق التي لن تكون مصيبة الفلوجة والرمادي أخرها , وأن كانت مدن العراق نتيجة أصحاب النرجسية وألاعاء الفارغ من البصرة الى بقية المحافظات ظلت تلبس رداء الفقر وتتراكم في طرقاتها وساحتها القمامة التي تكشف جهل وجفاء وجلف من تولوا مسؤوليات الحكم
حدثني من أثق به : أنه قدر له اللقاء بأحدى الشخصيات التي سعت للتقرب من رجالات ألاحتلال ألآمريكي عبر الولائم التي ذكرها سيئ الذكر بول بريمر في كتابه ” سنة من العمل في العراق ” فأصبحت له حواشي وأمتلك فضائية مما جعله يطمع بتأسيس حزب ظل خاويا منكمشا على نفسه نتيجة نفور الناس منه , لآنه مما ينطبق عليه قول الشاعر :-
مازاد حنون في ألاسلام خردلة
ولا النصارى لها شغل بحنون ؟
يقول محدثي : أنه سأل تلك الشخصية عن أقدم وأقرب صديق في حياته لماذا لايتم لقاء بينهم , فما كان من ذلك النرجسي ألآ أن رد بجفاف وعجرفة قائلا : أنا موجود في بغداد , وعندما قال له سائله وكيف ؟ فطلب ذلك النرجسي من مرافقه أن يحدد لنا موعدا عندما يرجع هو من سفر الى أحدى الدول ألآجنبية التي تقيم بها عائلته .
يقول محدثي : تعجبت من عجرفة ذلك الرجل : أحدثه عن شخصية وطنية معروفة بعطائها الفكري وعلاقته التاريخية به , وذلك النرجسي المغرور يتصرف معنا وكأننا نطلب موعدا للتعيين , أو نتوسل منه قضاء حاجة نحن نزهد بها ونزهد بمن يعتقد أننا نقصده لذلك , يقول محدثي : أنهيت اللقاء بذلك النرجسي عديم الوفاء الذي نزل في نظري , وأزداد ت قناعتي وثقتي بصاحبي صاحب الشخصية الوطنية والفكرية الذي لم يلوث نفسه بأخطاء مرحلة ألآحتلال ومانتج عنها من محاصصة بغيضة , والذي كان قد شرح لنا مستقبل العملية السياسية وعرفنا ببوصلة الجيوسياسية وأشخاصها الذين لم يكونوا صناعا للجيوسياسية أقتصادية وأنما كانوا من أدوات الصناع يستغنون عنهم عندما تنتهي أدوارهم كما تقتضي لعبة ألآمم برمي ألآخطاء على الفاشلين , ومثلما كان مصير شاه أيران , وصدام حسين , وحسني مبارك , والقذافي ,وزين العابدين بن علي , وعلي عبدالله صالح , وأسامة بن لادن , كذلك سيكون مصير تنظيم القاعدة التكفيري ألآرهابي ومسمياته : داعش , وجبهة النصرة , والجبهة ألآسلامية ومصير الذين أحتضنوهم وتلاعبوا بألآلفاظ ليخدعوا الناس باللعبة الطائفية التي كان من هواتها من هم عديمي الفهم والوفاء من الذين لم يعرفوا صمود العراق التاريخي تجاه العنصرية والطائفية سواء كانوا من سكنة المنطقة الخضراء أو من سكنة عمان ألاردن حيث غسيل ألاموال وشبكات المخابرات التي تحسن خبرتها أسرائيل وتغدق عليها أموال الخليج المهددة بالديموغرافية الزاحفة من جنوب شرق أسيا , ويضيف محدثي بأسى لو أتيح لنا الكتابة عن أصحاب النرجسية وألآنا ممن سكنوا المنطقة الخضراء أو تقربوا منها لاصبحت لدينا مجلدات ولكنها لافراد نكرات لايستحقوق ثمن الورق والحبر الذي يكتب عنهم ولا يستحقون ثمن الكومبيوتر الذي أصبح مرجع العصر في حفظ الملفات وأن بدا كأصحاب النرجسية الذين لاوفاء لهم لضعفه تجاه الفيروسات المهاجمة كضعف الساكنين في المنطقة الخضراء تجاه المال والمناصب .