أعتقد إن حيدر العبادي قد أجبر على الدخول في معمة النخيب ؛ هناك الكثير من الضغوط التي تدفع به لكي يكون طائفيا وإن لم يكن فمصيره هذا التشويه وصفاة الإنبطاح والضعف والمجاملة على حساب الحق ودماء الشهداء ؛ صبر الرجل كثيرا ووافق على ركب الموجة الطائفية من خلال النخيب
فقرة النخيب خطوة طائفية مرتبة ترتيبا استراتيجيا فهي تمنع دخول المساعدات السعودية الى صفوف داعش وتبعد الخطر عن المحافظات الآمنة ويمكن أن تضاف الى الخارطة الشيعية إذا حدث تقسيما في المستقبل
إثارة قضية النخيب في هذا الوقت الحساس خطوة خاطئة تسجل في سجل أخطاء حكومة العبادي لكنها تعد واحدة من أهم الأهداف التي تستحق أن يشتد الخلاف حولها ؛ هذه الخطوة الكبيرة لم تقدم عليها حكومة المالكي طيلة الثمان سنوات المنصرمة وأشعلت الحرب الطائفية بحجج واهية لاأهمية لها
لقد كنا نحترق بالمفخخات في ظل الحكومة السابقة بسبب إعتقال طارق الهاشمي أو العيساوي أو العلواني ويشتد الصراع الطائفي على أوج عظمته من دون أن تحقق الحكومة أي شيء يذكر للطائفة سوى إراقة الدماء وهكذا إستمرت الحكومة السابقة ولم نجن منها سوى الفشل والدم
بما إن أجواء العراق أصبحت طائفية بإمتياز فنحن بحاجة الى حاكم طائفي ” مرتب ” يحقق لطائفته إمتيازات مهمة دون إثارة الضوضاء ؛ الكثير من العراقيين لايعترفون بأن صدام كان طائفيا والسبب في ذلك يعود لممارساته الغير معلنة فهو كان طائفيا مرتبا يعمل بعيدا عن الإعلام وإستطاع إن يغير ويعدل في موازين القوى الطائفية كما يحلو له ولطائفته
لقد أحاط صدام حسين بغداد بالسنة وجعل الشيعة في العمق بحيث يصعب عليهم الخروج منها إذا قرروا الحرب وهذا ما نعاني منه اليوم والمسمى بحزام بغداد ولازالت العاصمة تحرق بالهاونات والسيارات المفخخة المنطلقة من هذا الحزام الذي خطط له صدام ولازال يحصد ثمن تخطيطه الطائفي
عزل النخيب وإبعادها عن كربلاء واحدة من خطوات صدام الطائفية المرتبة وحان الوقت لإعادتها بخطوات مرتبة أيضا بعيدا عن الضوضاء والأصوات النارية عبر الفضائيات
[email protected]