لم يسجل في كل صفحات هذا التاريخ إن
( الأنباريين ) أساءوا إلى أحد أو سبوا أحداً أو شتموه , ولم يثبت أو يروَ أن أنباري شتم أو سب أو أهان حتى ألد أعدائه , هذه الأخلاق الحميدة والعقل الراجح والقلب الطاهر جسدها أبنائنا الأنباريين , لم نعتد على أحد ولم تسخر من احد ونحن الأنباريين ما تعلما من اجدادنا الكبارعدم الإساءة للآخرين , فلنأخذ الأمر بدون تشنج وبمنطق المثقفين الأكاديميين الّذين يعتمدون على الوثائق والأدلة الدامغة .. ونبتعد عن منطق
( الشقاوات ) وقطّاع الطرق .. أحد أعضاء مجلس محافظة كربلاء وقائد ما يسمى ( بقاصم الجبارين ) يُعلن رسمياً وعلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية أنَّ الميليشيا التابعة له إحتلت ناحية ( النخيب ) التابعة لمحافظة الأنبار منذ تأسيس الدولة العراقية لعدم وجود كهرباء وماء فيها !
هذا العضو يدقُّ بابَ موضوع سبق وأن إحتدم النزاع عليه بعد إحتلال العراق في عام ( 2003) وتصاعدت حدة الخلاف حتى وصلت إلى ذروتها في عام ( 2005) وانتهى الأمر وعادت الأمور إلى مجرياتها الطبيعية .. هذا العضو ومن بين الأمور التي يستشهد بها قرار قديم أُصدر في عام
( 1978) ألغي بعد شهور إعتبر النخيب تابعة لكربلاء وهو لايحسب أكثر من مئة عام كانت النخيب ومازالت وستبقى قصبةً خالدةً من أراضي الأنبار .. ( ومن الطريف أنَّ جميع قرارات الدولة منذ عام ( 1968) ولغاية ( 2003 ) تم إلغاؤها أو تعديلها وبقيَ الإعتراف بهذا القرار معمولاً به فقط! ) .. لهذا الأمر إعتبارات عدة لعل من أخطرها تأسيس ميليشيات مزاجية تشبه عصابات صقلية التي تحولت إلى مافيات تُسيطر على تجمعات اللصوص وحركة البغاء وتجارة المخدرات في العالم .. وإلا مامعنى أن يقوم عضو مجلس بتأسيس ميليشيا تحتل أرض غير تابعة لها بهذه البساطة وماذا يُخبئه الوزراء وأعضاء مجلس النواب والأحزاب والتكتلات وأصحاب النفوذ وغيرهم من جيوش مهيئة لإحتلال الباب الشرقي وباب المعظم وكرادة مريم !
والله أخجل من التوسع والتفصيل بهذا الأمر كنتُ وإنتخينا للعمل مع زملاء أعزة وقلنا إنتهى الأمر لأننا نتعامل ونتحاور مع أخوة لنا ونعيش تحتَ سقف واحد إسمه العراق .. فكيف يمكن النظر إلى إحتلال من أخ وجار لك بحجج مضحكة ولا يتجرأ أن يتكلم الصدق هو ومن كلفه بالموضوع خارج الحدود وداخلها .. إن إحتلال ناحية النخيب بهذا الأسلوب المعادي وبدعوات مضحكة للعودة إلى القرار ( 140) من الدستور سيفتح باباً أخرى من أبواب جهنم على العراقيين المساكين بعدما أُغلقت الباب الأولى !
فإحتلال النخيب من ميليشيا يقودها صبى ومراهق سياسي هي في حقيقتها دعوة على طبق من ذهب للطامعين بأرض العراق بلا إستثناء , فالأكراد لديهم حجة دامغة في ضم خانقين ونصف الموصل ومندلي وجلولاء وكل شبر أو متر قاتل فيه البيشمركة .. أما كركوك فإنها ( بالجيب) ! وسيحتل مجلس السماوة أجزاء من البصرة وستعود أبو غريب إلى الرُمادي وهور الحويزة للبصرة وهور الشويكة الى بغداد وسدة الهندية للحلة وهكذا يختلط حابل العراق بنابله !
أين ( الحكومة المركزية ) من هذا العدوان وماهي حدود أوامرها وسيطرتها .. وما الذي سيفعله محافظ الأنبار ومجلس المحافظة بعد إحتلال النخيب ومحاولة قطع الطريق الذي يربط الأنبار بالحدود السعودية بعدما إكتفى عضو أيضاً بمجلس النواب عن الأنبار برد مخجل .. وبعد أن عقد رئيس مجلس محافظ الأنبار مع رئيس مجلس محافظة كربلاء مؤتمراً صحفياً مع ضابط عسكري لم يفهم الناس منه شيئاً .. ننتظر الإجابات وننتظر آراء الزملاء الباحثين في هذا الموضوع ونأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها قبل ظهور هذا العضو وعصابته المحتلة ولعبته التي أعدها خاسرةً من الأساس ومتعبةً ومخزيةً له ولمن شجعه ودعمه فإذا عجز القضاء العراقي الفاشل المسيس عن البت بهذه القضية وحسمها فهناك ألف باب يطرقها أبناء الأنبار الّذين يمتلكون الأدلة والوثائق والقرارات جميعاً تلك التي تُثبت بأنَّ الخالدة النخيب جزء لا يتجزأ من الأنبار وأرضها..