23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

النخلة البصريّة مِن ضحايا حرب حزب صدّام

النخلة البصريّة مِن ضحايا حرب حزب صدّام

بوحي الرّوائي البريطاني Charles Dickens في رائعته “ الصَّغيرة Little Dorrit ” عنوان “ غرباء ” رواية الصَّحافي «سليم نصّار» قصة شاب تعلّق بحبّه الأوَّل على أنه حبّه الأخير. رفضته رغم حبّها له لحساب الزَّواج المُدبَّر الحُرّ من الحُبّ المليء بضمانات الاستقرار. اليومُ عشيّةُ الجُّمُعة نصف شهر على احتجاجات تشرينين1و2 الرّافدين وشِفارُ عُيون المَها على ضحايا مدائن العراق وساحة التحرير ووقائِع جُسور بغداد .. صدّام قبلَ فراره كان يُملي أماليه الأدبيّة على كتبةٍ تزجيةً لوقت ماقبل الفرار، مُستلهماً عنوان مُسلسل “ زينب والعرش ”، لرواية “ زبيبة والملك ” البدويّة التراثيّة. {عشيّة الجُّمُعة} مُتظاهرو البصرة الشَّباب يستغيثون عبر إذاعاتها المحلّيّة بسبب قطع الإنترنت Internet، في مُحاولَة لنقل ما يجري ضدّهم، ومصادر طبّية قالت إن مُستشفى الفيحاء القريبة مِن ساحة الاعتصام اكتظَّت بالجّرحى، وأن المنازل القريبة مِن مبنى المُحافظة تواصل إطلاق نداءات بسبب الرَّمي الكثيف وحالَة الذعر التي تُخيّم على المِنطقة. وأن القوّات أطلقت قنابل الغاز والرّصاص الحيّ نحو المُتظاهرين، وفق شهود عيان، ثم طاردت الَّذين فرّوا صوب مِنطقتي “الجُّبيلة والجُّنينة”، والمُلاحقة مُستمرَّة. وإن قوّة مِن الجَّيش و”سوات” هاجمت حشداً مِن المُتظاهرين تجمعوا وسط المدينة، حين حاولوا بناء خيم جديدة، بعد أحرقت الخيم السّابقة، نتيجة فضّ الاعتصام قبل يوم، بعد أن حاول أشخاص عبور جدار مبنى المُحافظة. وأكّد اللّواء «عبدالكريم خلف» الناطق باسم مكتب رئيس مجلس الوزراء «عادل عبدالمهدي» أن استخدام الغاز المُسيل للدّموع مسموح دوليّاً، ولا يمكن السَّماح للمُتظاهرين باقتحام البنك المركزي. التروتسكيّ السّابق عادل عبدالمهديّ يصف رضاه عن نهب وتهريب «برزاني» للنِّفط العراقيّ على حساب الشَّعب بأنه “فلسفة!” وأنّ موازنة العراق ليست مُجرَّد أرقام . عام 1932م دُعي «تروتسكي» للتحدث إلى الشَّباب الدّيمقراطي الاشتراكيّ الدّنماركي “ خط بيان التنمية الصّناعية لروسيا تعرب عنه أرقام مُؤشّر النِّفط الخام على النحو التالي، عام 1913م الأخير سبق الحرب بقَرن مِن الزَّمَن. عام 1920م ذروة الحرب الأهليّة الأدنى في الصّناعة – فقط بـ25 (ربع إنتاج ما قبل الحرب). عام 1925 ارتفع إلى 75%، ثلاثة أرباع الإنتاج قبل الحرب, عام 1929م نحو 200. عام 1932: 300، ثلاثة أضعاف حصيلة عشية الحرب. بين عامي 1925- 1932م انخفض الإنتاج الصّناعي لألمانيا ضَعف ونصف، في أميركا لضَعفين، في الاتحاد السّوفيتي زاد أربعة أضعاف. أرقامٌ ناطقة”. حسب موقع “ صوت اليسار Left Voice ”، في مِثل هذه الأيّام التشرينيّة قبل أكثر مِن قَرن مِن الزَّمَن وُصِف انقلاب البلاشفة عام 1917م بأنه انقلاب تآمر حفنة مِن المُثقفين المُحترفين الميكافيليين الَّذين تسلّطوا بالتلاعب بطبقة عاملَة سلبية غير مُبالية، فيما نفى لينين ذلك. المصدر:
Marxists’ Internet Archive، “العام الأوَّل للانقلاب الرّوسيّ” بقلم Victor Serge، الرّابط:
https://www.marxists.org/archive/serge/index.htm
امس عشيّةُ الجُّمُعة نصف شهر على احتجاجات تشرينين1و2 الرّافدين وشِفارُ عُيون المَها على ضحايا مدائن العراق وساحة التحرير ووقائِع جُسور بغداد ..
https://kitabat.com/2019/11/08/إنعام-التحديق-عن-قُرب-بالشَّجرة-ذهول-ع/
قصّة واقعيّة «زنوبة عبدالخضر خضيّر عاشور»، وُلدت في البصرة لاُسرة غير مُوسرة قبل نحو عَقد مِن مولد جُمهوريّة العراق. لم تتمكّن مِن مواصلة تعليمها الابتدائي عدا القراءة والكتابة وبدأت بيبع البطّ في سوق المدينة مع مولد الجُّمهوريّة لمُساعدة أسرتها وكانت تُجيد الطّهي فعملت طبّاخة في بيت أحد التجّار العراقيين، وبعد سنوات طلبَ مِنها تاجر كويتي العمل لحسابه والإنتقال معه إلى الكويت فوافقت، انتقلت للعمل في أحد الفنادق حيثُ شاهدها الفنان «عبدالحسين عبدالرّضا» وعرض عليها دخول المجال الفني بسبب ندرة العنصر النسوي فقبلت دون تردد باسمها الفني “ زينب الضّاحي ”، إذ اشتركت بمُسلسل “ الغرباء ” التراثي مع «غانم الصّالح وحياة الفهد» كتبه «طارق عثمان» مع بَدء الحرب العراقيّة- الإيرانيّة بدعم آل صباح وقطع رؤوس نخيل البصرة بالحرق، المُسلسل تنبأ بغزو صدّام للكويت، تدور أحداث المُسلسل حول مدينة العواصف الَّتي يغزوها “ كامل الأوصاف ” (غانم الصّالح) ومُساعده “ جاسر ” (عبدالإمام عبدالله) وجنودهما، وينتشر الظُّلم والفساد في المدينة كما في وادي الرّافدين ما قبل ثورة شباب التشرينين، حتى أضحى كُل أهل المدينة في حال خوف وذعر مِن الحبس، إلّا أن “ هند ”، الفارس المُلثم (ميعاد عوّاد) ومرجان (عبدالرّحمن العقل) يرسمون خطط تحرير المدينة. أنصار آل صباح بعد إعادة أميركا لهُم بَدأ عنوان المُقاومة باعتقال المُشتبَه بتعاونه مع الغزو مِن البدون جنسيّة، ولمّا كسبها نقيب الفنانين الأسمر «داود القيسي» المقتول لاحقاً لتغني لصدّام، مُقاومة آل صباح أطلقوا على رأسها رصاصتين (رصاصة واحدة أصابت قدم صدّام في فيلمِه “ الأيّام الطَّويلة ” بوحي فيلم “ ثائر بلا قضيّة Rebel Without a Cause 1955 ” بطولَة الأميركيّ James Dean) في مزبلة ولم تمت فصحبها إمام مسجد إلى مُستشفى لتُحكم بحَبس مُدَّة عَقد ونصف العقد وأفرج عنها بعفو أميري ورحلت لدولة تختارها فكانت الإمارات ثم دِمَشق حيث ساعدتها قناة “ الشَّرقيّة ” الفضائيّة وعادت إلى ظِلّ نخل البصرة المُحترق.
يا حوم اتبع لو جرّينا !.. صقر قُريش «عبدالرّحمن الدّاخل» فاتح الفردوس المفقود الأندلس، العربيّ الَّذي نهدَ فينا وتنهَّدَ حسرةً على الرّصافة وسمّى بها إحدى روابض Andalucia وجعلَ لها رايةً خضراء bandera blanquiverde لها أبعاد راية “ الله أكبر ” علم العراق في عرصات ثورة تشرين ساحة التحرير والمِنطقة الخضراء ورصافة بغداد، يتوسّط الرّاية ذات اللّون الأبيض في علَم العراق، اُستبدلَت برقش عبارة الله أكبر؛ عبارة “ ولا غالب إلّا الله ”، باللَّون العبيط المُهراق على عتبات خضرا العراق. عبدالأمير«بريمرBremer» الكويت صاحب اللَّقب العِلميّ «على كيمياوي Ali Chemical -Kīmāwiiyy» أعلى اللهُ كأسَه الأوفى وكعبَه شَنقاً، ألِفَ مِنطقة “ الجَّهرا ” في حاضرتِه الكويت وهو الإلف المألوف، كما ألِفَ “ خضرا ” بغداد .. تنهدَ بصدره العامر بالإيمان ببعث اُمّة عربيّة واحدة، (مُعارضاً!) صاحب “ الأطلال ” الطَّبيب «إبراهيم ناجي»، مُحاكياً صوت «اُمّ كلثوم»، ترنمَ:
“.. بلى إن ذا يوم لمن يفتدي الجَّهرا فجَهرا هيَ المِحرابُ والجَّنةُ الكُبرى، حلَفنا أن نولّي وجهَنا شطرَ حُبّها ونبذلَ فيهِ الصَّبرَ والجَّهدَ والعُمرا (نحملُ العُمرَ نُبدِّدهُ.. أهِ ! ما أطْيَبَهُ بَدَدا !) فهلّا وقفتم دونها تمنحونها أكُفاً كماء المُزنِ تمطرها خيرا ؟، شبابٌ نزلنا حومةَ المَجدِ كُلّناَ ومَن يغتدي للنصر ينتزعُ النصرا، تعالَوا نُشيّدْ مَلجأً، رُبَّ ملجأٍ يضمّ حطامَ البؤسِ والأوجهَ الصُّفرا، تعالَوا نقلْ للعصب أهلاً فإننا شبابٌ ألِفنا الصَّعبَ والمَطلَبَ الوعرا، شبابٌ إذا نامتْ عُيونٌ فإننا بكرنا بكورَ الطَّيرِ نستقبلُ الفجرا ”.