اتحاد الادباء صرح عراقي كبير , قامته بقامة العراق , انه ليس ذا بنيان هندسي رائع اوبناية يفتخر بها المهندسين والبنائين , لكنه على بنائه المتواضع والقديم واثاثه الذي لايرقى لاثاث غرفة مدير بأفقر وزارة لكنه غني وثري بأدباءه ومثقفيه فهو رمز لادباء ومثقفي العراق من شماله لجنوبه لايمر اسبوع الا ويحتفل بأديب اوشاعر او مناضل ليكرمهم بحفاوة ادبية وثقافية .
ليس عليه شبهة فساد, ذلك الفساد الذي استشرى في دوائر الدولة ولايضم بين صفوفه احد المرتشين وليس بينهم من يثير الفتنة وليس بينهم من هو متهم بسقوط الموصل او الانبار وليس له علاقة بارتفاع سعر الدولار وكذلك هو غير مسؤول عن الحصة التموينية ولا عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية وبالتأكيد هو غير مسؤول عن انقطاع الكهرباء , اذاً لماذا تمت مداهمته وتحطيم اثاثه والعبث بمكتبته .؟
هل يعلمون هؤلاء الاوباش ان الاتحاد عظمته تكمن بالفكر الذي يحمله مثقفيه ولاتكمن بأثاثه , هل يعرف هؤلاء الفاشين ان معظم ادباءه قد عانوا من النظام السابق وتعرضوا للسجن والتوقيف وتمت محاربتهم ومحاربة الفكر الذي يحملوه , هل يعلم هؤلاء النازيين بملابسهم السوداء التي تشبه ملابس رجال النازية في زمن هتلر ان الارهاب لن يعيق تقدم ثوار الفكر الوطني والتقدمي .
هل يعلم هؤلاء الهمج ان اعضاء ورواد اتحاد الادباء هم ملح هذه الارض لاشك انهم يعلمون , لاشك انهم يعرفون اهدافهم جيدا .
أن ابرز اسباب تدهور المجتمع هي عسكرته التي بدأت منذ الاحتلال ولغاية اليوم , ورفضنا لعسكرة المجتمع خوفا من الانفلات المجتمعي المؤطر بثقافة القتل , هل اصبح السلاح اسلوب حياة ؟ فلا الدولة قادرة على ضبطه ولا المنظمات المختلفة ذات الطابع المليشياوي قادرة , لان المعارك احيانا تحتدم حتى بين هذه المليشيات من اجل الفوز بأكبر مساحة جغرافية .
أن الخطر حين يداهم المثقفين فهذا يعني انه يداهم حياة العراقيين , لان النخب المثقفة تمثل عصب الحياة العراقية , هموم الناس وأوجاعهم وتطلعاتهم يعبر عنها هؤلاء النخبة فهل يريدون اسكات ضمير العراق .
