22 ديسمبر، 2024 8:15 م

ثنائية النفس والجسد:
كما للجسد أمراض فان للنفس أمراضا، وان كانت أجزاء الجسد وأدواته من قلب نابض وكلية ورئتين وغيرها من الأدوات المعروفة تمرض فيعزى لعجزها انتهاء الأجل كذلك الأمراض النفسية التي تصيب أدوات وأجزاء المنظومة العقلية قد يعزى لها انتهاء الأجل، وما بين المنظومة العقلية والجسد تجتمع النفس التي سواها الله جل وعلا مع هذا الجسد وأعطاها الميزة الآدمية للنفس البشرية الآدمية وهي بمنظومتها العقلية.
المنظومة العقلية تتكون من الدماغ وما فيه حيث تستقر النفس بمتميز أدواتها، اللب والقلب (ليس المضخة التي في الجوف) والفؤاد ذلك الجهاز المعالج للأحاسيس، والسمع والبصر وما هو معروف من أجزاء أخرى ووظائف حيوية وحياتية؛ هذه تمرض أيضا، فالفؤاد قد لا يميز الصواب عند اختلاط مدلولات المشاعر، أو نتيجة فكرة مسبقة مخزونة في اللاوعي، كذلك قد تخدع العين فيما ترى إما بخداع البصر أو بتحليل فؤادي عاطفي لمشهد ما فيبني عليه القلب حيث موطن التفكير في الصدر الذي هو الجبهة.
الصحة النفسية:
لايعتبر الدكتور احمد عكاشة إن الصحة هي عكس المرض وكما يعرفها العلماء، بل هي جودة الحياة الجسدية والنفسية والاجتماعية ويضيف الروحية ويقصد الإيمان، وهذا الحقيقة مشمول ضمنا في عوامل الجودة ويتحدث عن مكونات الصحة النفسية ونلخص قوله بتصرف:
قدرة الإنسان على التكيف أمام الصدمات والمتغيرات وهو يعني الصمود، فهو الصبر إذًا أو المطاولة، وتجاوز الذات ومقاومة التقوقع حولها عندما يتعرض لضغوط مادية ومعنوية وما يؤدي للإحباط نتيجة التخلي وغيرها، لكنه يقف من جديد.
الاستمرار في العطاء بكفاءة، لان عجز الإنسان عن العطاء والانطواء يعني أن صحته سيئة.
المواكبة والتغلب على الإحباط
هو لا يتمحور حول نفسه وإنما يتمركز حول الآخر.
تعريف النخب الذكية عالميا:
تذكر عدد من التقارير التي عادة ما تجرى على شرائح ــــــــــــ لكن لها ما يكفي من الدقة والمصداقية لأنها تتبع أساليبا منتقاة علمية ـــــ أن الناس تنقسم إلى 60% من متوسطي الذكاء، والبقية تتوزع مناصفة ما بين اقل من المتوسط واعلى من المتوسط وان هنالك نحو 1% ممن تفوق نسبة ذكاؤهم المعتاد لتصل منتصف ومضاعف النسبة المئوية، لكن بعض هؤلاء تنقصه الكاريزما التي تجعل له القبول بين الناس وهي الذكاء الاجتماعي والشفافية التي تقربه من الناس العاديين وان كان مستوى ذكاؤه دون المتوسط.
في محيطنا هنالك نحو اربعة ملايين وفق هذه الفرضية من العباقرة، لكنهم غير فاعلين أو حتى ظاهرين بل يمكن أن يتعرضوا للإحباط بما يجعل منهم أناس فاقدي القدرة على الحياة والتعامل معها، فإما يهرب حيث يقدم ما عنده ويقيم أو يموت عمليا وهو في الحياة، ذلك لان البيئة ليست بيئة صالحة لهؤلاء العباقرة ومنهم من يكون موسوعيا رهيبا في الإنتاج. فما السبب؟ ما هو السبب في عطل النخبة 20% والتي تقدر وفق ذات الفرضية ثمانون إلى مائة مليون والتي واجبها الارتقاء بخدمات الناس وتطبيق الإبداع على الأرض، وأين 60% من متوسطي الذكاء الذين يفترض أن يعينون نخب الأمة على النهضة.
الإحباط عند الناس:
الناس عموما بحاجة إلى الضروريات، والضروريات تتسع مع التطور المدني، وهي التي تعطي الالتصاق وتمهد للانتماء للأرض مع وجود فكر أو عقيدة أو ايدلوجيا ما فعندما يكون هنالك استبداد ونهب للثروات وفقدان للمساواة قبل أن تفكر الناس بالعدل، فتغيب القيم وبذلك تفقد مرتكزات الانتماء والإحساس بالالتصاق فمن يروه في الحكم يرون انه لا يخدمهم بل هو حالة من المسالمة الهشة وان عطايا من يأتي للحكم جديدا هي فرصة لاستحصال ما يرونه حقا لهم منهوب وليس خلقا أو ميزة لمن يسهر على راحتهم، ومع الزمن تأصل هذا ليصبح من ضمن مسلمات الشعوب المظلومة والمغبونة وهو ما يصعب على المضحي من اجل هذه الشعوب فهمه، فيتهمها بانها لا تدافع عنه وهو من خدمها ولا ترى لهذه الشعوب أي رد فعل تجاه أي ظلم في العالم رغم تأثرهم كآدميين، فلا اجد مثالا لدفاع شعب عمن خدمهم أو خدم عقيدهم إلا في الحالة التركية حيث خرج الشعب ليسقط الانقلاب وهو اعزل، ذلك لتكون الثقة والمصداقية بين النظام والشعب وهذا امر مهم وقائم على أساس علمي فالرئيس التركي حقق الأسباب العلمية للنجاح، فحاجة الشعب أتت به، وهو يعلم ما سيفعل خلال المرحلة الأولى وعنده رؤية طويلة الأمد وترى نسبة النجاح وهي حاصل ضرب العوامل الثلاث تحقق نسبة عالية سنة بعد أخرى إضافة إلى الدعم الايدلوجيا والمحصن بقناعات غير المنتمين تنظيميا له أي الثقة.
إحباط النخبة من النخبة:
اهم ما يحبط النخبة الإصلاحية هو النخبة الفاسدة المؤثرة، فهذا يشعرها بالعجز، كما أن تعويم النخب الإصلاحية وفقدان الاعتناء بها ورعايتها غالبا إما يدمرها بحيث تصبح مريضة لا أباليه أو أنها تهاجر، وغالبا ما يفقد الحوار بين النخبة فتعزل ذاتها عن التأثير بتضاربها، والكارثة إن عبرت النخب الإصلاحية عن عجزها بالتحول إلى الطرف الآخر عندها تحدث إبداعا في الفساد.

الأرقام الإحصائية من الدكتور احمد عكاشة وبرنامج بلا حدود