22 ديسمبر، 2024 7:52 م

النخبة في الجزائر بين اقتراح الحلول والخوف من التخوين

النخبة في الجزائر بين اقتراح الحلول والخوف من التخوين

يعبر حال الأزمة في الجزائر، وما عرفه من تصعيد في المطالب وتقزيم الحلول وعدم المبالات بالحلول المقترحة من طرف الشخصيات والنخب وكذلك ما قدمته المؤسسة العسكرية من تعبيد وفتح العقد المبرمة في هذه الازمة، وذلك منذ بداية الازمة، إلي يومنا هذا، والتي تعتبر الفريدة من نوعها في دول العالم الثالث او دول العسكر، حيث ان بوادر المؤسسة العسكرية في الجزائر تعتبر لحد الساعة بوادر موضوعية وعقلانية منبعها العقل والاعتماد علي المعلومة الصحيحة واستشراف التطورات، وبثوابت مرنة، ومنبع دستوري مقنن، وبعيدة عن النرجسيات والعنتريات والعواطف، وهو ما يوحي ان المؤسسة العسكرية تستخدم نظرية التوافق بشقها العصري، والحديث او ما يعرف بتقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة في الأزمة، وهذا ما نعتبره لحد الساعة من مبادرات وايجابيات المؤسسة العسكرية، التي حاولت وضع خارطة طريق لحل الأزمة ضمن ما يقتضيه الدستور الجزائري، وفي المقابل نري ان هناك حالة انسداد تامة من حيث مطالب الشعب واقتراحات الشارع او ما يعرف بشخصيات الخفاء، والنخبة في الجزائر حيث يعود ذلك لسببين اثنين وهما غياب الموضوعية، وتغليب العواطف والنرجسيات وحب الشعبوية، فوجود الموضوعية هو من بين الأسباب الهامة والضرورية لتحليل الأزمة والخروج بحلول واقعية مدروسة، واما ما يقابله من لا موضوعية والدخول في دوامة العواطف والتمني والنرجسيات هذا ما ادي الي زيادة حدة الأزمة والتصعيد في دخول دوامة التوتر واستفحال الازمة، فنري ان الشخصيات السياسية وبعض النخبة في الجزائر تغلب عواطفها في تحليل الوضع مع الغياب التام لدور العقل، وهنا ظهر الوجه الثاني لتغلغل الأزمة وتصعيد بوادرها، وهو ما ترك النخبة تحتكم لعواطفها، دون الرجوع الي العقل والتمييز بين الحوار والتفاوض وبين التنازل والتزمَت وبين اقتراح الحلول وانتقاد الماضي القريب، والانصياع الي طلبات غير موضوعية مثل مصطلح الرحيل الجماعي لكل اطارات الدولة، (ترحلو قاع، ترحلو يعني ترحلو)، وهنا يظهر ان النخبة اصبحت غير قادرة علي تحليل فحوى هذه المصطلحات، او تغليطها او تعرية مخرجاتها الغير موضوعية في شقها التطبيقي، والتقليص من مدي مصداقيتها، ويرجع هذا السبب الي عدم المراعات الموضوعية لحيثيات الأزمة في الجزائر وان هذه الشخصيات السياسية ليست عاجزة عن التحليل الموضوعي لكنها اصبحت تخاف من التخوين من طرف جماعة او فئة لا هم لها سوي تصعيد الأزمة واللعب علي اوتارها واختراقها، بأساليب السرد والنقد وعدم تقديم اين مبادرة او حل واقعي وموضوعي، فهاجس التخوين والعمالة اصبح يلاحق النخبة المثقفة في الجزائر، من طرف بعض الأصوليين والذين لاهم لهم سوي الوصول بالجزائر الي انسداد سياسي مبرمج، ولا يراعون الي عامل او القاسم المشترك بينهم وهو ان الجزائر فوق كل اعتبار.