23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

النجيفي يقود تحركا عربيا ودوليا لمواجهة تداعيات أزمتي الانبار ونينوى

النجيفي يقود تحركا عربيا ودوليا لمواجهة تداعيات أزمتي الانبار ونينوى

يرى مراقبون يتابعون تطورات الاحداث الدراماتيكية في العراق ان أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية ورئيس ائتلاف متحدون الذي يقود تحركا عربيا يسعى لأن تكون هناك مشاركة عربية فاعلة في دعم العراق عسكريا بالسلاح والخبرات بهدف مواجهة ارهاب داعش والحاق الهزيمة بها وبخاصة بعد ما شهدته الانبار مؤخرا من احداث دامية، أدت الى ازمة نزوح مرعبة لم تشهدها المحافظة من قبل.
ويرى المتتبعون للشأن العراقي ان زيارات مرتقبة يعتزم النجيفي وبعض قادة المكون العربي القيام بها في بعض الدول العربية وبخاصة المملكة العربية السعودية ودول خليجية اخرى ، يمكن أن تعيد رسم ملامح مرحلة تسعى الى اعادة حالة التوازن التي اختلت كثيرا في المواجهة مع داعش، في مواجهة تدخل اقليمي حاول الاستفراد بمجريات الاحداث في الساحة العراقية ما ادى الى حدوث ارتباكات وازمات، كان من بينها تمدد داعش وتصعيد تحركها لالحاق المزيد من الضرر بالمكون العربي ومحافظاته ، وبخاصة بعد ماحدث في الانبار من تداعيات وما سبقتها من احداث مؤلمة شهدتها محافظة نينوى.
ويشير المراقبون الى ان النجيفي سبق ان زار الاردن قبل فترة مرتين والتقى فيها الملك عبد الله ملك الاردون مرة منفردا واخرى مع الجبوري والمطلك ، جرى فيها اطلاع الاردن على آخر اداعيات الوضع في الانبار وما رافقها من ازمة نزوح كثيفة الى بغداد ، بعد سيطرة داعش على مناطق كثيرة من المحافظة، وعدم عودة ابناء المحافظات التي تم تحريرها من سيطرة داعش وبخاصة في محافظات ديالى وصلاح الدين وبابل، ان لم تكن ديارهم قد تعرضت الى حالات نهب وسلب من ميليشيات متنفذة.
واعاد هؤلاء المحللون والمتابعون للشأن العراقي الى الاذهان تأكيد النجيفي الى عدم حاجة محافظتي الانبار ونينوى لمشاركة قوات من خارج محافظاتهم واعطاء دور اساس لعشائر وابناء تلك المحافظات لتحرير محافظاتهم بأنفسهم، وما جرى في تكريت استدعى التريث في مشاركة اية قوات من محافظات اخرى قد تعيد مأساة ماشهدته تكريت من عمليات سلب ونهب لاحيائها.
ويعرب متتبعون للشأن السياسي العراقي عن تفاؤلهم بتحركات مكثفة على الصعيد العربي يقوم بها قادة المكون العربي وعلى رأسهم اسامة النجيفي من خلال مبادرات لانقاذ الموقف والبحث عن حالة توازنات تعيد المشهد العربي المؤثر الى الواجهة هذه المرة في مواجهة تحرك ايراني يحاول قدر الامكان ان يستفرد بالوضع العراقي المرتبك ليفرض سيطرته على مقدرات العراقيين ويبقي حالة الارباك والفوضى هي السائدة في محافظات المكون العربي السني.
ويتوصل هؤلاء المتابعون للشأن العراقي الى انه بسبب اختلال كفة موازنة المكون العربي في العراق تعرض هذا المكون الى حالات استهداف لوجوده، لم يبذل القادة العرب ما يكفي لمواجهة خطر داعش وخطر ميليشات مدعومة من ايران حتى وقع هذا المكون بين نارين في آن واحد : نيران عدوان داعش واحتلالها لمحافظاته، ونيران تدخل الميليشيات والقوى المدعومة من ايران وسعيها للامساك بمقدرات المكون العربي من خلال تسليح ضخم تحصل عليه من ايران مقابل تحجيم دور قوى المكون العربي السني وعدم تسهيل مهمة سعيها الى تحرير محافظاتها وفرض شروط مجحفة لمشاركتهم في اية مهمة لمواجهة داعش.
ويختتم هؤلاء المحللون والمتابعون للشأن العراقي الى ان العراقيين يأملون هذه المرة نجاح هذا التحرك الفاعل عربيا وحتى على صعيد دولي ، وان يبذل القادة العرب ما بوسعهم لدعم اخوتهم في العراق وان لايتركوهم لوحدهم يواجهون اهوال هذه المحنة من خلال دعمهم بالسلاح والخبرات واثبات الوجود، لا ان يبقى العرب يتفرجون على مايجري في محافظات المكون العربي، في حين تسعى قوى اقليمية معادية للعرب تفرض وجودها على المشهد العراقي ، لكي تبقى هيمنتهم على مقدرات العراقيين هي الراجحة، في مواجهة لامبالاة من كثير من الاخوة العرب في مواجهة مايجري في العراق من احداث دامية.