لاشكَّ انَّ قرّاءً كِثار إطّلعوا على النص الحرفي ” وبخط اليد ” للرسالة التي كتبها السيد اسامه النجيفي الى ادارة فندق ” ريتز كارلتون ” في واشنطن , والذي استطاع موقع ” كتابات ” من استنساخها في نوعٍ من السبق الصحفي , وبالنظر لِما تحمله هذه الرسالة من أَبعادٍ غير ظاهرة ورموزٍ تبدو غامضة , فسنضطر هنا الى إعادةِ نشرها وذلك لتسهيل الإطّلاع والتمعّن على العمليتين التفكيكية والتحليليه
النص- :
الى ادارة فندق ريتز كارلتون
إقامتنا في فندقكم اسعدتنا وشعرنا فيها بالراحه والاستقرار وهو في قلب العاصمه الامريكية واشنطن الجميلة , وقد حققنا اجتماعات ناجحة مع الادارة الامريكية لصالح شعبنا وبلدنا … اشكر القائمين على ادارة الفندق على ما قدّموا من رعاية واحترام يليقان بالشعب الامريكي الصديق
25 – 1 – 2014
اسامة النجيفي
رئيس البرلمان العراقي
تفكيك الرسالة : – إذ ليست هنالك بالطبع اية ضرورةٍ تلزم مسؤولاً رفيعا او نزيلاً اعتياديا في ايٍّ من الفنادق بتوجيه رسالةٍ مكتوبةٍ يُعبّر فيها عن امتنانه , فكلّ خدماتٍ فندقية هي مقابل المال بالطبع , ولاشيء غير ذلك , واذا كان لابدّ من عرض الإمتنان فبكلمة شكرٍ شفويّه ” عند مغادرة الفندق ” وتكون اكثر من كافيه , والأمر لا يتعدّى المجاملات العابره . ثانيا : – من غير المفهوم , ومن الغرابةِ التي ما بعدها غرابه لأن يذكر السيد النجيفي ضمن رسالته عن الفندق بأنه يقع “” في قلب العاصمة واشنطن “” !! الا تدري ادارة ” ريتز كارلتون ” انّ فندقها يقع في قلب واشنطن .!؟ , ومَنْ ذا الذي قال انه يقع بمدينه اخرى او في اطراف واشنطن البعيدة .!! . ثالثاً : ما علاقة ادارة الفندق ” والفنادق جميعها اهلية ” بنجاح او فشل زيارة ايّ مسؤولٍ خارجي الى الولايات المتحدة .؟ وماذا يهمُّ صاحب الفندق من ذلك .! ثمّ , لا احد في العراق والوطن العربي قد عرف ما هي النجاحات التي تحققت في الزيارة ” حسبما مذكورُ في الرسالة , ” وهل النجاحات يجري تعتيمٌ عليها
التحليل : – لماذا كتب السيد اسامه النجيفي رسالته البسيطة هذه باللغة العربية .؟ واذا كان لايجيد الانكليزية , فعلى الأقل فأنه اصطحب معه السيد ” انس التكريتي ” اللاجئ العراقي المقيم في بريطانيا منذ عقودٍ من الزمن ويحمل شهادةً عليا في الترجمة الفورية – وموضوع خلفية استقدام السيد التكريتي احد ابرز اقطاب الحركات الاسلامية في بريطانيا قد اوضحها الإعلام ومدوّنه في شبكة الانترنيت – , اذن : الا يمكن الإفتراض انّ كتابة الرسالة بالعربية قد تمّ عن عمدٍ وقصد ولتكون موجّهه اصلاً للرأي العام العراقي ” اكثر مما هي لأدارة الفندق ” وذلك بهدف إظهار الفرق بين التعامل الامريكي معه ” بروتوكوليا ” وبين الزيارة السابقه للمالكي الى واشنطن والتي ارغموه فيهاعلى دفع اجور الفندق ” خلافا للبروتوكول السائد في كل دول العالم ” ؟ انه احتمالٌ له وجهة نظر على الأقل … ثمّ : اذا لم يكن السيد النجيفي وراء ذلك – وهذا احتمالٌ واردٌ وقائمٌ ايضا , فلا ريبَ ابداً انّ الوصول الى هكذا رسالة في اروقة ادارة فندق وتسريبها الى الإعلام , لا تقومُ به إلاّ مخابرات او وزارة الخارجية الامريكيه > لغايةٍ في نفسِ يعقوب < .! , وبعكسهِ كيفَ لوسيلةِ إعلامٍ او صحيفةٍ ان تدخل الى الأقسام الاداريه للفندق وتقتحم ملفّاته وتبحث عن ورقة هذه الرساله وكأنها تعلم مسبقاً بأن جرى كتابتها. , وهنا , اظنُّ وبعضَ الظّنِ ليسَ اثماً ايضا , بأنّ العديد منَ المتابعين والقرّاء يتوقّعون انّ السيد رئيس البرلمان العراقي سيقوم بتوضيح هذه النقاط المبهمه – ولا سيّما مسألة استصحاب ” انس التكريتي ” من لندن وضمّه الى الوفد العراقي ومقابلته الرئيس الامريكي – إنّما شخصياً لا اتوقّع ذلك ولربما سيجري تجاهل الموضوع كما جرى تجاهل مواضيعٍ اخريات …