لم يعد المراقب للوضع في العراق بحاجة الى دلائل وتجليات جديدة للحكم بان هناك حربا طائفية انغمست فيها دول جوار العراق تشن على شيعة العراق خصوصا وعلى شعبه عموما , ان النظر في الانتماء الطائفي لسكان المناطق التي استهدفتها العمليات الارهابية في بغداد وفي المحافظات في الايام الدامية الاخيرة يجعلنا نعد منكري الحرب على شيعة العراق حمقى او جزءا من هذه الحرب القذرة . فمدينة الصدر والشعلة والكاظمية والزعفرانية والكمالية والحسينية والمعامل والشعب الكرادة وغيرها من مناطق العاصمة كلها ذات اغلبية شيعية , وهي مسرح العمليات الارهابية الاخيرة , هذه الحقيقة هل سيطرحها النجيفي في جلسة برلمانه الكسيح , وهل سيتناولها اعضاء تجارة الدم العراقي في البرلمان في الجلسة الاستثنائية التي دعا لها ليوم غد ؟ .
الجلسة البرلمانية موضوعها الوقوف على حقيقة الوضع الامني واسباب تدهوره واستضافة وزير الدفاع وكالة والقادة الامنيين , وكأن المجلس الكسيح ورئيسه لا يعرفون حقيقة الوضع الامني واسباب تدهوره , قاتلهم الله انى يؤفكون ؟ . ان الجلسة الاستثنائية يريدها النجيفي وقومه وقائمته التي دعى رئيسها الدب العراقي اياد علاوي الى حضور جميع جوقته حتى من هو خارج العراق لمتابعة اعماله التجارية وغسيل امواله القذرة , يريدها لتكون جلسة خطابة وشتائم وتحميل الحكومة وشخص رئيس الوزراء وحده المسؤولية .
ان اسباب تدهور الوضع الامني اذا كان النجيفي لايعرفها فهي :
1 – الغطاء السياسي والاعلامي الذي يوفره رئيس مجلس النواب واعضاء قائمته لارهابيي القاعدة والبعث , ويكفي ان المجلس الذي يتباكى رئيسه على امن العراقيين يضم بين صفوفه نوابا مطلوبين للقضاء بتهم ارهابية , والاجدر بهذا المجلس القذر اذا كان ممثلا للشعب العراقي ان يرفع الحصانة عن اولئك النواب الارهابيين , والاجدر به كذلك ان يشرع قانون تجريم حزب البعث شريك القاعدة في الجرائم الارهابية لانه لايوجد قانون عراقي يعاقب من انتمى للبعث بعد عام 2003 مع ان البعث اعاد بناء تنظيماته حتى اصدر نظامه الداخلي الجديد وبدأ يعمل على مستوى مكاتب وفروع تنظيمية في كل المحافظات العراقية .
2 – الدفاع عن ارهابيي الاعتصامات في الانبار ونينوى وسامراء , وهو دفاع سياسي واعلامي يتبناه النجيفي والقائمة العراقية وبعض المرتزقة في الكتل الشيعية على الرغم من اعلان قادة الاعتصامات الحرب على الدستور والوحدة العراقية والشيعة , واستعانتهم باردوغان الزعيم الحقيقي للقائمة العراقية , وبحمد امير قطر المتآمر على ابيه , حتى وصل الحال ان يتحول النائب الطائفي احمد العلواني الى متحدث باسم اهل السنة والجماعة فيخير الحكومة العراقية بين اقامة اقليم سني في الانبار او الحرب .
3 – توهين واضعاف رجال القوات المسلحة العراقية واتهامهم بشتى التهم وكيل السباب والشتائم لهم وهم يؤدون مهمة التصدي للارهاب , ولا نكشف عن شيء خفي عندما نقول ان نواب القائمة العراقية وزملائهم من مرتزقة الكتل الكتل الشيعية هم اكثر من يطلق السباب والشتائم , واخرها ما تلفظ به النائب البعثي حيدر الملا فوصف الفريق علي غيدان بانه علي كمياوي جديد وكأن الملا لم يكن من بطانة علي كمياوي صدام .
4 – فساد القضاء العراقي بخضوعه للرشوة واطلاق سراح الارهابيين بعد تغيير مادة الحكم من (4) ارهاب الى مادة اخرى , فقد حدثني احد كبار ضباط العمليات بان بعض الارهابيين اعتقلوا حسب المادة الرابعة ارهاب لكن تم تغيير مادة الحكم الى حيازة اسلحة ممنوعة , واضاف بان ما ان تقوم الاجهزة الامنية باعتقال ارهابي حتى تنهال المكالمات الهاتفية من بعض كبار المسؤولين في الدولة باطلاق سراحه او تغيير المادة القانونية .
ومع ان هذه الاسباب هي الابرز التي تعزز موقع القاعدة والبعث وتزيد من فعالياتهما , وهي من صنع النجيفي واعضاء قائمته فاننا لانعفي الحكومة والاجهزة الامنية من مسؤوليتها حيث يمكننا تاشير عدد من النقاط ابرزها :
1 – الاختراق الذي تعانيه الاجهزة الامنية من قبل عناصر البعث والقاعدة وتجار الجريمة , ومع ان هذه حقيقة لا يمكن انكارها لكننا لم نلحظ اعتقال ومحاسبة مثل هذه العناصر وعرضهم على الجمهور .
2 – الفساد الذي ينخر في المؤسسة العسكرية , وهو فساد له اكثر من وجه , فمرة يكون من خلال صفقات اسلحة فاسدة ومعدات فنية غير صالحة , ولاشك ان اللجان الفنية في القوات المسلحة مسؤولة مسؤولية مباشرة عنها , ومرة من خلال رشوة الضباط والآمرين من قبل الارهابيين , فتمر المفخخات بامان عبر السيطرات , او رشوتهم من اجل اطلاق سراح المعتقلين , او رشوتهم من اجل ان يظل بعض الجنود في بيوتهم ويتحمل من لايعطي الرشوة كل الواجبات العسكرية .
3 – ضعف الجانب المهني لدى كثير من افراد القوات المسلحة الى جانب التخلف التكنلوجي في المعدات والاجهزة وافتقار هذه القوات لمفردات تسليحية مهمة مثل طائرات التجسس بدون طيار , وطائرات معالجة الاهداف المتحركة على الارض , ومعروف ان هذا الضعف والتخلف يعود الى اجندات سياسية داخلية لبعض الكتل واقليمية لبعض الدول .
كم تمنينا ان يعقد النجيفي جلسة طارئة لنوابه الخطابيين لمناقشة الاتفاق بين حكومة اردوغان وحزب العمال الكردستاني وتاثيره وخرقه لسيادة العراق وتحول شمالي العراق الى ملاذ آمن لمنظمات ارهابية خطيرة كما هو الحال في مخيمات معتصمي الانبار واخواتها , نعم نتمنى على النجيفي ذلك وان كنا نعرفه انه ينحدر من اصول تركية ولايمر شهر دون ان يجدد فروض الطاعة لسيده الزعيم الحقيقي للقائمة العراقية رجب طيب اردوغان .