27 ديسمبر، 2024 3:47 م

النجيفي والحكيم يقودان مسيرة تصحيح مسارات الوضع العراقي نحو الانفراج

النجيفي والحكيم يقودان مسيرة تصحيح مسارات الوضع العراقي نحو الانفراج

اللقاء الذي جمع بين أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الاسلامي ، والجولة التي قام بها عمار الحكيم لقطر والكويت، والمبادرة التي قيل ان الحكيم يحملها الى قادة دول الخليج، تحمل مؤشرات ايجابية تؤكد في مجملها إعادة تصحيح مسارات العملية السياسية التي تعيش أخطر مراحلها الان، وهي بحاجة الى قادة يكون بإمكانهم ان ينتشلوا العراق من مخاطر تلك الهوة العميقة مع وضعهم السياسي العام ومع محيطهم العربي بشكل خاص.
اللقاء بين النجيفي والحكيم يحمل أكثر من دلالة، ليؤكد الرجلان حاجة الرئاسات الثلاث الى عمل انتقالي جديد يعيد رسم ملامح المعادلة العراقية التي اختلت كثيرا بعد سيطرة داعش على محافظتي نينوى والانبار لفترة طويلة والجهود التي يبذلها كل من النجيفي والحكيم للخروج من المأزق الراهن بحل شامل يعتمد على تشاور كبار القادة الذين يعدون من وجهة نظر قطاع كبير من الجمهور العراقي انهم مؤهلون لقبول شعبي لمبادرة يقودها الحكيم ويريد اطلاع قادة العراق وعلى رأسهم النجيفي في الإسلوب والصيغة واعداد الستراتيجية الجديدة، والتي تتمثل أبرزها في تطبيق ما اتفق عليه في وثيقة الاتفاق السياسي التي اعتراها الكثير من علامات الخيبة والتردد والتشاؤم من ان مرحلة رئيس الوزراء الحالي الدكتور حيدر العبادي مهددة بمخاطر جمة ان لم يتم العودة الى مضامين تلك الوثيقة، والعمل بمبادئها وأسسها، كونها الضمانة لكسب ثقة الشركاء ، بعد ان توصلوا الى قناعة ان تلك الوعود ذهبت ادراج الرياح، وان هناك قوى مؤثرة داخل العراق لاتريد لمسيرة العبادي ان تنجح، وهناك احاديث ومؤشرات على ان المالكي يسعى للعودة مرة أخرى الى الواجهة من خلال تحرك يقوده حاليا للاستحواذ على قيادة الحشد الشعبي وعلى الجهات التي تحمل توجهات معارضة للعبادي ولمسيرته، وتعمل في السر والعلن، على ( حياكة خطط ومؤامرات ) للانقلاب على العملية السياسية للعودة مرة أخرى، وقيل ان المالكي يسعى لترميم علاقته مع الاميركان، للعودة مجددا الى واجهة الحكم كرئيس للوزراء.
المبادرة التي يحملها الحكيم تقوم على مباديء اساسية اهمها العودة الى مبدأ الشراكة في الحكم وعدم الاستفراد بالقرارات وان يتم الاطلاع على وجهات نظر قيادات المكون العربي ( السني ) ودعم متطوعيهم واشراكهم الفاعل في تحرير محافظاتهم، واعادة رسم ملامح المرحلة الجديدة، بما يعطي للشركاء الضمانات بأن أدوارهم ستكون أكثر فاعلية، وبامكان الحكيم ان يكون المرتكز لتدعيم علاقات العراق مع محيطه العربي، اذ ان الرجل يقود تحركا بهذا الأتجاه، للانفتاح العراقي الجديد على دول المنطقة التي ينبغي ان يكون لها دور مؤثر في تقديم العون للعراقيين للتخلص من ارهاب داعش ومن استحواذها على مقدرات العراقيين، وان الحكيم لايريد ان يعول على مزايدات ( البعض ) من القيادات الحاكمة من التحالف الوطني ممن يريدون جر العراق الى متاهات لايعلم الا الله مدى ماتجره من كوارث ان بقيت مسارات تحركاتهم العسكرية تسير في اتجاه الاستفراد بمسار العمليات العسكرية، في حين تبقى قيادات المكون العربي عاجزة عن إشراك جمهورها ومتطوعيها، في وقت تسعى جهات كثيرة للتضييق على حرمان المتطوعين من محافظتي نينوى والانبار من ان يكون لهم ادوارا مؤثرة في المواجهة مع داعش، وفي وقت لم يلمس العراقيون اية بوادر لنجاحات عسكرية مضمونة النتائج، وخيبة امل من ان تحرير تلك المحافظات سوف لن يسهل على جمهورها العودة الى محافظاتهم عندما تتحرر، وهناك ادلة ملموسة جرت في ديالى وتكريت وبابل لم يتم اعادة الكثير من المهجرين بعد تحريرها الى ديارهم ، والتخلص من معاناة النزوح والتهجير التي طال امدها، وما رافقتها من محن والام ونكبات وخيبات الأمل.
ان كل مبادرة تصب في اعادة تصحيح مسارات العملية السياسية بما يعود بقادة العملية السياسية الى المشاركة الفاعلة في صنع القرار وفي رسم ستراتجيات المرحلة وفق الاتفاقات السابقة، بامكانه ان يعطي دفقا لمسارات تصحيح الاوضاع الخطيرة، ويعيد للعراقيين بقايا الأمل بأن بالامكان ان تسفر جهود النجيفي والحكيم وقادة أخرين الى ما يطمئن ملايين العراقيين بان هناك ضوءا في نهاية النفق، وان الخلاص من غطرسة داعش واجرامها وتحرير محافظاتهم من هيمنتها سيكون في وقت ليس ببعيد بعون الله وبهمة الاخيار الذين يعلق العراقيون عليهم الآمال لينتشلوا بلدهم من آخر رمق يسير بهم الى متاهات خطيرة ، ان لم يتداركوا أمرهم، قلل فوات الاوان.