19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

النجف وعاصمتها, ووسائل الإعلام الغائبة مسؤولية من ؟؟

النجف وعاصمتها, ووسائل الإعلام الغائبة مسؤولية من ؟؟

تنتمي النجف الى العواصم الدينية والثقافية الشاملة لكل الفعاليات الدينية والسياسية والوطنية وبسبب مشاطرة النجفيين من العلماء والمراجع والمثقفين والكتاب والشعراء وعبر تاريخها فى جميع فعاليات الانتماء وهذا شى طبيعى لمن يغرف من رحيقها العبق الفواح الذى امتد عبر تاريخها العميق ومنذ ان اسس الامام على (ع) مدينته الكوفه باتخاذها عاصمة الدولة الإسلامية
 اليوم النجف عاصمة الثقافة الإسلامية ألمدينه المثقلة بتاريخ مشرف فى كل مجالاتها التى أصبحت قطب الرحى لكل مكتشف فى العلوم والمكتشف من الشخصيات العلمية والمكتشف من افذاذ الشعراء والمكتشف من الكتاب والادباء والرواد  ومازالت تدور اعين الناس وعقولهم وافئدتهم  حيثما دارت النجف حيث مرقد امام الائمة وابو الائمة عليا امير المؤمنين
وحيثما دارت السنين من عمر هذه المدينه العظيمه ظلت تقاوم بجذوة متقدة كل اشكال التهميش والاقصاء والمطارة والمحاربة للبيوتات العلميه وزج ابنائها فى السجون والاغتيال وسياسات المراقبة ,كل هذه لاساليب لم تهن من عضد بناء العاصمه الفقهيه لشرائح كبيرة من المسلمين فى اصقاع الارض ولم تهن او تتخاذل عن اداء دورها فى ايقاد اليقظة الاسلامية ,اليوم  النجف هى نفسها العاصمة تحتفى بما تملك ولن يضيف احتفائها بنفسها سوى تسجيل عقد وفاء صادق لاحياء هذا التراث الحى من قبل ابنائها الكرام وجيوش المناصرين المحبين للاحتفاء بها
اليوم هو تذكير بما تحققه النجف وما حققته من انجازات معرفيه للانسانية لقد اثبتت النجفيون انهم صناع احياء التراث باجمل صوره من خلال الانفتاح لكل منافذ المشاركة والتفاعل لابناء العراق فى داخل العراق اوخارج العراق ولكل محب لعطاء هذه المدينة
ان هذه المدينه قد قدر الله لها ان يتخرج من مدارسها العلمية الالاف من طلبة العلوم الاسلاميه  وان تصدر الالاف من المعلمين الرساليين فى سبيل رفعة شان الاسلام والمسلمين وحتى غدت ميادينها  غذاءا ينهل  منه تلاميذ هذة المدرسة من العلماء والفقهاء والقادة  واثبتت للبشرية مواقف مجاهديها العظيمة من الإحداث الخطيرة والمنعطفات التاريخية,فى حياة العراق.

لا شك شان مجتمع مدينة النجف هو مدرسة كبيرة  يتلقى فيها الفرد دروسا تختلف عن اى مدرسة اخرى وعن اى محافظة اخرى لما اكتنزت المدينه من شروط وظروف تاريخيه جعل منها موئلا  لطلبه العلم والفقه والمنطق والعلوم الكلاميه والمدارس والمناهج الثقافية لشدة تنوعها وثرائها بسبب تركز طلب العلم فيها دون غيرها وهى مستمرة بدورها التعليمى والثقافى لجميع طلاب المعرفة فى شتى اصقاع الارض البشريه فاصبحت ركيزتها الاساسيه هى تصدير العلماء والفقهاء ومعلمى البشرية لكل العالم الانسانى واضحت حركة التاليف والكتب والمحاورات العلميه من فجر كل يوم حتى الهزيع الاخير من الليل
ان النجف اليوم تمثل مدرسة متكاملة فى صناعة العلم والثقافة فنا وممارسة فهى صانعة حضارات من التراكم العلمى والثقافى وبشكل نوعى اعطى للمدينه هيبتها لانها تنتمى لامير علم البلاغة والفقه والعلم الامام على (ع)
تشارك مدينة النجف فى اعظم الادوار التنمويه لصناعة جيل علمى مميز وهى متمكنة من اداء دورها هذا لتحقيق التغييرات النوعيه فى طرق التفكير والاجتهاد واثارة مختلف الموضوعات المتعلقة بمستقبل الانسان المسلم.التنمية فى النجف الاشرف غايتها تحقيق التراكم العلمى واعطاء القيمة الحقيقية للعقل الانسانى المبدع ,ولعل النجف احدى اقدم المدن التى عرفت الاتصال فى العصور منذ تأسيها ,وحتى يومنا هذا ,ولم تتوقف فيها عمليات الاتصال ,ومجموعة من انماطه ومستوياته .من الرسائل الاتصاليه واشكال وانماط الاتصال الى وسائل الاتصال الجماهيرية ,وانماط الاتصال الجمعى بمدارس العلم والثقافة والحوار الى ارسالها الاتصاليين ليكونوا ادوات النشر الثقافى والعلمى باصقاع الارض ,ولم تغب الصحافة التى يذهب بعض الباحثين الى ان  النجف شهدت ولادة الصحافة العراقية ,فى العصر الحديث ,ولم يتطرقوا الى ان النشر الصحفى بالنجف لم ينقطع منذ ان جلس النساخون بطباعة الكتب منذ امد بعيد ,واصبحت خزانات الكتب الارشيف الانسانى الاول منذ مكتبات اشور بانيبال ,ولانذهب بعيدا عن مقولة ماكلوهان (اصبح العالم قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال) سبقت النجف هذه المقولة بمئات السنين ,اذ سجلت لنفسها قصب السبق فى الاتصال الانسانى ,بواسطة المبلغين ,ولعل النموذج الاتصالى الذى يقوم على من؟ وبقول ماذا,ولمن ,وباى وسيلة,وباى تاثير ,يمتد فى صالح فعاليات العمليات الاتصالية ,ولاابلغ من القول باحقية النجف بمختلف الحضارات السمعية والكتابيه حتى انتشار وسائل وتقنيات الاتصال الحديثة ,فالخطبة مثلت اوجه الحضارة السمعية لدى النجفيين ووظائفها التفسيرية ووسائل الاتصال المكتوبة لم تكن تغادر النجف فى استعمالها الرسائل الاخبارية المنسوخة ,كانت النجف لم تتوقف عن الاتصال ليلا ونهارامن حركة طلبة العلم وحراكهم بين ممرات المدينة القديمة فى الكوفة والنجف ,فضلا هم حركة التواصل الثقافى التى انتجتها فيوضات وكرامات الامام على عليه السلام,وانفتاح المدينه للمئات من الزوار يوميا عبر مئات السنين ,جميع هذه الفعاليات لازلنا نتلمسها اليوم ولكن بمنظار اخر احكمته مرجعيات الاتصال الحديثة من صحف واذاعات وفضائيات فانزوت النجف فى حيز الوسائل العراقية ,واصبح على النجف ان تجد لنفسها وسائل اعلامها المحلية ,التى مازالت دون المستوى ,مع ماتنتجه النجف يوميا من عشرت الرسائل الاعلامية ؟؟
الاراء النقديه الموجه لوسائل الاعلام العراقية
اولا:  فقدان المشاركة الحقيقية الفعالة فى الانتماء الى احدى رموز الثقافة الاسلامية النجف كعاصمه للثقافة الاسلامية فى وسائل الاعلام العراقية
ثانيا: غياب الرؤية فى ابراز التاثيرات العظيمه التى حملت النجف رسالتها للعالم الاسلامى بوصفها احدى اهم مناطق الانتاج الثقافى اليومى
ثالثا: قلة الرسائل الاعلاميه الموجهة بعمق لمحاكاة التجربه الجديده بالاحتفاء بالمدن المهمة على الصعيد الانسانى
رابعا: لم تبرز وسائل الاعلام العراقية السبل والطرائق اللازمة للمشاركة من خلال مناشدة الكتاب والاعلاميين للانطلاق والكتابة فى افاق مدينة النجف
خامسا: تحويل المناسبه الوطنيه فى الاحتفاء للنجف بشكل سطحى دون الغوص بملاحقة مختلف التاثيرات الثقافية للمدينة
سادسا:الاعلان الخجول الذى ظهرت به وسائل الاعلام فى تغطيه القليلة للفعاليات كجزء مقطوع للا خبار فقط وعدم تحويل الفعالية الاعلاميه الى حدث وطنى وتم التعامل معها الى حدث عابر
سابعا:عدم الاهتمام بصناعة حوارايات مع مختلف الكفاءات العلمية النجفية وغيرها بسبر اغوار هذه المدينه والتعريف بها ن خلال البرامج الخاصة
ثامنا: لم يتم الافادة مماتقدمه الفضائيات العراقية والتى تمتلك مؤهلات تصدير الخطاب الثقافى لهذة المدينة والتى اضحى الجزء الاكبر من مخرجاتها اليومية وبالتالى لجات الفضائيات الى تقزيم صور التعبير فى انعاش الرسالة التلفزيونية وشحنها بالكثير من الملفات المطلوبه
تاسعا: ارتبطت النجف وخلال تاريخها وممارستها العمل الصحفى وبروز اهم طبقة من الدباء والكتاب المشهورين والذى كتبوا اهم المقالات فى شتى فنون المقال العلمى والفلسفى والادبى والذى اضحى ميزة للصحافة النجفيه فضلا عن مشاركتهم فى الكتابة لمختلف الصحف العراقية,
عاشرا: غياب المناظرات العلميه الثقافيه والتى هى ميزة لازمت الحياة العلمية اليوميه فى مختلف مناشط الفكر والتى لم تعمل وسائل الاعلام على احيائها وابرازها

القراءة النقدية المتعلقة بالمدينة ومؤسساتها
اولا: تاشير عدم الافادة من اهمية هذه الفعالية الثقافية فى اشراك جميع امكانات الافراد الملزمين او المتطوعين فى تحويل المناسبه الى احتفاء مدينة وطنى
ثانيا: تاشير نجاح محدود للانفتاح الثقافى على المدن العراقية وبالتالى تدعيم العلاقة والتبادل بين الجماعات الثقافية الرسميه
ثالثا: غياب الممارسات الشعبيه ودعوتها بالالتحاق بركب الممارسة اليومية للاحتفاء بالمدينه
رابعا:غياب الافاده مما تقدمه وسائل الاعلام المحلية الصادرة عن المدينه وتصدير المضمون الثقافى للمدينه فى كل الفعاليات وحتى الخدمية
خامسا: هيمنة الفعاليات الرسمية المعباة بالشخصيات الرسمية والحكومية فى الفعاليات المتقدمة للمشاركة
سادسا: تأشير الجهود الحثيثة والمميزة لجامعة الكوفة ومركز دراسات الكوفة فى التعباة العلمية من خلال توزيع افاق الاحتفاء وإقامة المؤتمرات التي تنصب لصالح المدينة فى مناسبتها المميزة .
شى مميز جدا الموقع الالكترونى لعاصمة الثقافة الاسلامية النجف’وعليه هناك طاقات نجفية ,رائعة ممكن الافادة منها ولان المشروع قدم لنا مجهودات المخلصين من النجفيين او الذين دعموا المشروع من الحكومة او مجلس النواب ,او الشخصيات الثقافية ,اتمنى ان تصب كل فعاليتنا الاعلامية فى سبيل النجف عاصمة الثقافة الاسلامية واود ان اقترح التسمية الدائمة للنجف ,هى النجف عاصمة الثقافة الإسلامية