يقول القائد الفرنسي نابليون بونابرت ، ان الانسان يستطيع ان يعمل كل شيء بالحراب ، ولكنه لا يستطيع الجلوس عليها !نحن نستطيع ان نفعل كل شيء بالقتال ، واستعمال القوة ، لكننا لن نستطيع ان نبني وطنناً بها ، لان الاوطان تبنى بأيجاد المشتركات بين ابنائها ، لا بفرض الإرادات ، وارهاب المنافسين المحتملين ، لانهم مهما كانوا ، فسيبقون اخوة في الوطن ، اختلافاتنا لا تذكر امام مشتركاتنا غياب الهوية الوطنية الشاملة ، تنمر الهويات الفرعية عليها ، ضياع الساسة واتباعهم ، ضبابية المشهد ، وغابة الأحداث ، ودموية الاعتداءات ، يؤدي الى تمزيق البلد ، ويسرع به الى الهاوية ، التي كان متجهاً اليها منذ مدة ليست بالقصيرة كل شيء يمكن تعويضه ، حتى الانسان ، لكن الاوطان لا تعوض ، في أوقات الأزمات يجب ان يظهر الشعور الوطني ، وتغليب المصلحة الوطنية ، على خلافاتنا الخاصة ، ويلتجأ الجميع الى من عنده الحلول ، بعيداً عن الكبرياء والعظمة الكاذبة ، فمن يجب الالتجاء اليه هو من حفظ الوطن ، ولم ينتظر جزاءاً ولا شكورا ، فالوطن هو سقف الجميع ، وهو غايته ، مهما زادت الخلافات والصراعات ، سواء السلطوية ، او الجماهيرية ، فلابد ان يكون لها حدود يجب ان لا تعلو عليها ولا تغادرها ، لان ضريبتها مكلفة ، ضريبتها وطن ! المرجعية الدينية كانت ولا زالت صِمَام الأمان ، وحجر الزاوية في تعايشنا ، وحامي حمانا ، وقيادتنا التي لم تخذلنا في يوماً من الايام ، ولطالما قدمت النجف الحلول تلو الحلول ، ولكننا لم نقدرها حق قدرها ، تنصحنا فنختار غير نصحها ، وتأمرنا فنخالف امرها ، وتتودد لنا فنتبغض اليها ، وبعد كل هذا نعود لنلقي اللوم عليها ، ونشتمها ، ونشهر بها ، واحيانا ً نعيرها بعدم عروبتها ، وكأن العروبة فخر ينقصها ! مالم نعد الى رشدنا ، مالم نعد الى النجف ، فلن نجد سبيل النجاة ، فربان سفينتنا يسكنها ، ولن نجد مرشدنا لدى امّم اتحدت ، ولا منظمة بالاسلامية ادعت ، فكلها لا تشعر بألامنا ولا معاناتنا ، ان لم تكن سعيدة ومشاركة بما يحصل لنا لا امر لمن لا يطاع ، ومن بُح صوته مجبر على السكوت ، ليس لانه يريد السكوت ، وانما من يخاطبهم صُم بكم عمي ، فلن يزيد كلامه شيئاً ، وكثرة الكلام بلا سماع ، تفقد المتكلم هيبته ، وتفقد كلماته تأثيرها ، فوجب السكوت ، وإرجاء الحديث الى موعده ، فمن وصموه بالصمت ، نطق فهز عروش ، وهمس فألهم ، وتحدث فأرعب ، وأفتى فحفظ عرضاً وارضاً وديناً .