18 ديسمبر، 2024 6:14 م

النجف بين السخرية والأمل

النجف بين السخرية والأمل

صارت النجف الأشرف واحدة من أهم المدن الدينية والثقافية في العالم، وهي تحتضن ضريح الإمام علي عليه واله افضل الصلوات، مقصداً للمسلمين من أتباع أهل البيت من جميع أنحاء العالم..
سياسياً أصبح لها الدور المؤثر، في تشكيل القوى المتحكمة بالنظام الديمقراطي الحالي، فصار وصفها بأنها المحور الأساسي في التأثير بالسلط، دقيقاً ومنطقياً ومطابقاً للواقع..
رغم ذلك حاول الفاعلون السياسيون رأيٌ آخر، حين تراقصت وعودهم لتتلاعب سلطتهم بأموال المجتمع النجفي، محاولة جعل المواطنين مجرد دمى، تشهد على فشل القيادات، وأنعدام الجدية في تحقيق التقدم والإزدهار.
ثلاث مراحل كانت هي الفيصل في خراب النجف تحت خيمة الديمقراطية، بدأًت بالوعود الضائعة، التي تبخرت فيها الآمال وقُتِلَ حلم النجف عاصمة الثقافة الإسلامية، لتتحول الطموحات لذكرى ساخرة، عندما تحولت أموال المشروع إلى قصر يتيم، تحومه الحفلات الفارغة السطحية، و الشعارات كانت هراء سياسياً، أستهلك أموال الشعب بدون فائدة ملموسة، كل ذلك زاد من معانات المواطنين، الذين تأملوا خيراً بمن يخلفهُ..
من الضياع إلى الجريمة، هو العنوان الأبرز لما حل بالنجف بعد حقبة عاصمة الثقافة، حيث أزدهرت السرقات، الخطف والمخدرات في ظل تجسيد حقيقي لسياسة الفشل الذريع، وتحولت النجف فيها إلى نموذج لمافيا صغيرة، وملاذاً لإيواء المجرمين، وكأنها مسرحية سوداء تحمل عنوان “سياسة الفشل” وكل ذلك أثار غضب الأهالي وأثر سلباً على الإستقرار الأمني، لتتأمل النجف خيراً بمن بعده..
من الجريمة إلى حفارة الشوارع، حيث وصلت الأمور إلى ذروتها في إهدار الأموال ورفع التبليط وكثرة الغبار.. حين بلغنا قمة النكبة بتبديد كل أموال الأمن الغذائي، بدون فائدة حقيقية وواقعية في الشارع النجفي، حتى أصبحت الشوارع محفرة والأموال مهدرة.. لنكون “علكة” في أفواه الناس وتصبح النجف الأشرف مدينة الحفر!
كل ذلك لم يقف عائقاً أمام طموحات المواطنين، الذين أرادوا أملاً بعد عودة مجلس المحافظة وأنتخاب محافظ، تجربة ديمقراطية أشركت النجفيين بأختيار ممثلين لهم لإدارة محافظتهم، وإنتشالها من واقعها المزري، والتخلص من مسرحية السخرية السياسية التي تناوب فيها الفاشلون على قمة السلطة، حيث أن تنصيب المحافظ الجديد، ربما سيكون بداية لوضع حد لهذا الجنون، و التطلع نحو مستقبل ممكن أن يكون أفضل، الأهم هل سيكون السيد يوسف كقميص يوسف؟ وهل سيكتب نهاية المأساة، أم سيبقى الحال على ماهو عليه، ويظل المواطن ينتظر فرصة أخرى؟