عندما نتحدث عن المرجعية فنحن نتحدث عن مؤسسة دينييه عريقة ملزمة القرار للجميع سياسيون أكانوا أم فراد أو مؤسسات أو دول…..الخ. كلام المرجعية ينبع من واعز ديني ومذهبي ، وهي خلاصة القول لنظرة مستقبلية تراها هي الأصلح، في تطبيقها.
النجف كما اسماها روح الله الخميني “قدس” “عاصمة المائة مليون شيعي”. وهي مركز القرار، والتتابع، وبالتالي ترتبط هي المدينة مع المرجعية بصورة مباشر جدا. حيث هي المقر الأول للمرجعية وساحة تنفيذ قراراتها، الملزمة، وما تتمتع المدينة من طبيعة ديموغرافية خاصة جعلتها محط العيون لانعكاس القرار الشيعي في المنطقة.
النجف أطلق شرار ثورة عام 1918 من داخل أزقتها عندما ألزمت المرجعية التصدي لقيامها. وكذلك قيام عشائرها بالاشتراك والدعم لثورة العشرين في العراق.بناءا على ما قام مراجعها من إصدار الفتاوى في قيام الثورة. النجف هي الأخرى أيضا قدمت الكثير من الإخلاص والولاء لمرجعيتها من عام 1941 إلى عام 1968م والمراحل التي مر بها العراق في أعقاب هذه الفترات. وصولا إلى انتفاضة صفر 1977م. والموقف من الحرب العراقية الإيرانية 1981-1988م، وبعد ذلك تحشديها والمشاركة الفعالة لها في انتفاضة عام 1991م. وصولا إلى حرب 2003وصولا إلى كتابة الدستور ومواجهة الإرهاب والعمل على تشكيل الحكومة العراقية .
بناءا على ما تقدم كانت النجف هي اليد المنفذة لقرار المرجعية تحت أي ظروف وأي شكل من الأشكال، لكن ما شاهدته المرجعية الآن من تخلي النجف عن قراراتها يعد مؤشر خطير ينذر بتجاهل مراجعها والخروج عن الطاعة.
حينما قررت المرجعية التغيير في انتخابات العراق 2014م كان للنجف مسؤولية كبيرة لهذا القرار في تنفيذه ، وبالنتيجة فشل قيام الأخيرة في تلبية النداء. السبب هل تحولت النجف إلى عاصمة السياسيين المنتفعين من السلطة؟ أم تغيرت التركيبة السكانية للمدينة؟ جيل الناخبين ألان إن “صح التعبير” تخلى عن سماع فتاوى مراجعه! لم يحدث تغيير قط وإنما إعادة نفس الوجوه التي كلت وملت منهم الجميع، هل فقدت النجف قيمتها الدينية والمركزية في تحكم القرار الشيعي؟. لماذا؟