منذ الخليقة الاولى للبشرية ومارافقها من خير وشر ونجاح وفشل تجد اغلب الشعوب تبحث عن نجاحاتها في كل مجالات التطور من ابداع في الثقافة الى السباق في مجالات التطور التكنولوجي والاهتمام بكل الجوانب الاخرى مثل تنظيم وتخطيط سياسة البلاد والاهتمام بالجانب الاقتصادي وتوفير مستلزمات الراحة للانسان من وسائل ترفيهيه في جوانب اخرى مثل الجانب السياحي والرياضي….. وتجدها دوما تحدد نقاط الاخطاء وضعف الاداء وتحولها الى دروس ناجحة لايمكن تكرارها ولم يعتمدوا في ذلك على ركيزة العلم فقط رغم انه اللبنه الاولى لذلك. ولكنهم اعتمدوا على بناء الانسان كلاً حسب ثقافته وتحصيله العلمي فللطبيب عمله الخاص وللممرض واجباته الاخرى وللمهندس التخطيط وللايدي العاملة التنفيذ ولرجال السياسة تنظيم امور الدولة الداخلية والخارجية….والجميع متفقون للوصول الى النجاح ولاتميزهم الدرجة الوظيفية او التحصيل العلمي لانهم يؤمنون ايمان كامل ومطلق ان ظروف الانسان احيانا وقدره في الحياة هو من يرسم مستقبله..وان النجاح في العمل وفي الحياة عموما لايحددها التحصيل العلمي فقط وانما الذكاء والخبرة التراكمية في مجال العمل وقد اثبتوا ذلك من خلال التجربة التكنولوجيه والتطور الإلكتروني الموجود في عالمنا اليوم حيث اننا نجد ان شركات عملاقة وخاصة في مجالات المواصلات والاتصالات عبر برامج الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من مجالات الكترونية وهنا تجد الخبرة والذكاء والتفكير السليم ببناء وتحفيز القطاع الخاص واعتباره موازي للقطاع الحكومي خلق فرص عمل ورؤوس اموال تعجيزية وخيالية احيانا عندما تعرف ان اي شركة اومؤسسة من هذه التشكيلات تعادل موازنتها وارباحها موازنة دولة من الدول المنتجة والمصدرة للبترول وهذا هو النجاح بدون الاعتماد على مبدأ الدولة كفيلة بكل شيء…وهذا مايحصل في مجتمعاتنا العربية مع الاسف وخاصة مجتمعنا العراقي ومانعانيه من ازمات اقتصاديه دوما بسبب اننا شعب وضعنا كل مقدراتنا وآمالنا وارزاق عوائلنا بيد الدولة واعتمدنا كلياًّ على القطاع العام والوظيفة فيه وتركنا القطاع الخاص لاسباب الانتكال والعجز..فنجد اليوم لدينا مئات الالاف من الخريجين عاطلين عن العمل وبالمقابل تجد شحة قوية في سوق العمل في القطاع الخاص رغم انه معطل شبه كامل بسبب السياسات الخاطئة للدوله وعدم التخطيط بصورة صحيحة…اليوم نجد ان الشاب العراقي وخاصة من الخريجين لايستطيع العمل في بعض المهن في بلده ومدينته بسبب الحياء او النظرة السفلية بينما تجده يعمل في اي مهنة في الدول الاخرى عندما يهاجر الى هناك…وانا رأيت بعيني ذلك الشيء ورغم انني انسان من الطبقات العصامية المعتمدة على نفسها واشجع العمل الشريف لكنني تأثرت كثيرا عندما رأيت ذلك الشاب العراقي وهو خريج كلية مرموقه ويعمل عامل خدمة في احد المطاعم وعندما ناقشته لماذا لاتعمل افضل من هذا في بلدك كان الجواب معروف مسبقا الحياء والوضع الاجتماعي لعائلته واسباب اخرى لم اقتنع بها…ايها الشباب ان العمل عبادة وشرف وليس النجاح في الشهادة المدرسية فقط وانما النجاح في كل مفاصل المجتمع وكل جوانب الحياة والمراحل العمرية…فلا نعلق كل اخطائنا على الدولة ونترك توجيهات العوائل ويجب ان نساعد اهلنا في عمل نجني منه بعض الثمار لحين تحقيق مانصبو إليه..ونكون قد نجحنا في تحقيق احلامنا واحلام عوائلنا من الحصول على الشهادة العلمية وعلى العمل حتى وان كان دون اختصاصنا للمساهمة في بناء الاسرة…
والله ولي التوفيق