“من جد وجد، ومن زرع حصد”، إرث كبير بمعناه، الذي يَحضُّ الإنسان على الجد في العمل، والإتقان والتفنن فيه، لتنال مسألة شخصية يحب رضا الخالق أولاً، والمخلوق ثانياً، والجدية إنما المقصود منها المصداقية، والنتيجة معروفة، لان من بعد ذلك حصاد ما تجنيه من العمل، الذي يوصلك الى الحاصل، وهو بمقدار ما عملت، ولا يمكن أن تأخذ أكثر من نتاج حاصلك، مهما إجتهدت أو عملت أو تحايلت لتكون بالمقدمة، يبقى نتاجك نفسه لا يتغير .
يُعابُ على السيد باقر جبر الزبيدي تسلمه أكثر من وزارة، ووصل التعدي على شخصه وإتهامه بشتى الإتهامات الفارغة، التي لا تستند على حقيقة، ومعروف من هي الجهة الممولة لهذا التسقيط، لانه كان الند الأول للمتبني لنهج التسقيط، وكان قاب قوسين أو أدنى من تسلم ذلك المنصب، الذي تم بيع العراق من أجله، ويا ليت باقي الوزارات العراقية كانت ناجحة، بقدر نجاح الزبيدي، فهل هنالك وزارة، لم يُسَجَّلْ عليها أيّ فسادٍ او شبهةٍ مالية ؟.
مقارنات بين الأمس واليوم لوزارة النقل، التي كانت تأخذ من ميزانية الدولة، مبلغا قدره أربعة مليار دولار، ولم يكن هنالك ناتج تم إيداعه لدي الحكومة، جراء ناتج عمل تلك الوزارة، وكانت الاصوات خافتة جداً، وتكاد لا تُسْمَعْ، بينما في عهد السيد الزبيدي، وبعد كل الجهد الذي بذله، في سبيل الإرتقاء والصعود للوصول الى ناتج، يغذي الحكومة بالأموال بعد أزمة التقشف، وعدم إستلام الوزارة أيِّ من الأموال، التي كانت سابقا في عهد من سبقوه .
وزارة التجارة، ومنذ بداية إنشاء الحكومة ولحد اليوم، تستنزف الأموال من الدولة دون إرتقاء، والنظام المعمول به فقط “شيلتي وأشيلك”، وصل فقط في ملف واحد، سرقة سبعة عشر مليار دولار لا غيرها! وعلى يد وزيرها السابق المحصّن عبد الفلاح السوداني، دون أن يطاله القانون! مع الحماية والحصانة الدبلوماسية، التي بناها حزب الدعوة في حمايته، بل وصل به شراء نادي في إنكلترا، ولا زال القانون يحميه، ولو تمت محاكمته سيجر معه قاعدة الهرم ورأسها .
بإفتراض أن الرجل، لم يعمل كما هو معهود منه في النجاحات، التي حققها، فهل سيكون في مرمى السهام؟ التي تُوَجّهْ اليه اليوم، ولو كان يملك فنادق أو بيوت فارهة، أو سعفة في برج دبي، إضافة الى ذلك الأموال والارصدة، لكان ضمن الذين على رأس الهرم، ويحميهم القانون الذي يحمي الفاسدين، وما سكوته وعدم الرد على الذين يتهمونه، إلا الثقة التي يتمتع بها، ويبقى واثق الخطوة يمشي ملكاً لا يهاب ولا يخشى إلا ربهُ.
من يعمل بجد وإجتهاد يجب أن ينال نتاج عمله، مهما صغر أو كبر حجمه، وقد نال الزبيدي نتاج عَمَلِهِ، من خلال التسقيط! لانه كشف زيف من سبقه، في تولي جميع المناصب التي تولاها، وفي العراق نهج جديد، لم نألفه من قبل، وهو أن تكون حرامي وسارق للأموال، فأنت محمي ولا تخاف، لانه لديك الأموال، وتستطيع بها أن تُخرِجَ نفسك وتهرب لخارج العراق، وتستثمر الأموال بالأماكن الحساسة والقريبة من تلك الدولة، لتكون تحت حمايتهم .
تحقيق وارد من الأموال يدعم الدولة، شيء جديد وغير مألوف في الحكومة، لان كل الوزارات تستنزف الميزانية من الدولة، فكيف تعاكس باقي الوزارات وتحقق أرباح؟ سيما والبلد يمر بأزمة إقتصادية خانقة، ومما جنت عليك يداك، عليك تحمل كل السهام التي تتوجه اليك، وأمامك خياران: إما أن تعمل كما يعملون، وتذوب معهم ويحموك، كما تم حماية كل الذين سرقوا المال العام، وإما أن تبقى تحقق نجاحات، وتستقبل السهام التي تتوجه اليك يوميا وبدون إنقطاع .