في الليل كنت جالساً أكتب الشعر؛ بدمعة العين البريئة؛ ولذة الغرام الهائمة؛ أشرقت الشمس من غير مشرقها؛ قلت: عيني متعبة من السهر والبكاء والتغزل بالشقراء؛ أجابت دمعتي: أن تلك شمس النجاح لا شمس الصباح يا مؤنس الليل!، فتأمل.
وقفت متأملاً؛ متحيراً؛ ناظراً إلى ضياء النجاح؛ سائلاً نفسي: لماذا أشرقت شمس النجاح بهذا النور السائغ، وهل سأدركه يوما ما؟!، أم سيبقى حلماً في الخيال؟، وهل توجد القدرة على تحمل المشقة؟!، خصوصاً ونحن في بيئة مقومات النجاح فيها ضئيلة، وطرقه غامضة، والتحديات قاهرة، أم سنعجز وينتابنا الملل ونبقى رجالاً بسطاء نعمل لنقضي يومناً فقط كسائر الرجال؟
إن أسباب الفشل تكمن في الخوف من الفشل نفسه، وعدم وضوح الهدف، ومعرفة وسائله وطرقه، وتذبذب اليقين بالقدرة والقابلية الذاتية في الإرادة، والتسويف في العمل الجاد في الخطوات الفعالة, التي تسهم في طريق النجاح، وسماع الصوت السلبي المتشائم, الذي قد يكون من قريب أو بعيد.
هنا لابد من معرفة الناجح؛ الذي يكون دائم السؤال، ومنضبط في أفعاله وقراراته، كارهاً للحياة الفوضوية، متحفظاً على أعصابه حتى في الشدائد، خياله واسع وطموحه عظيم، يتمتع بالجرأة والشجاعة، محب للمغامرة والمجازفة، يعطي لمن حوله ما يملك دون غاية البديل.
إضافة إلى عدم اهتمامه بالأمور المادية رغم أهميتها، فالذي قال “أن الفقر ليس عيباً كان يريد أن يكمل ويقول جريمة, لكن الأغنياء قاطعوه بالتصفيق الحار”.
لذا على الإنسان أن يدرك النجاح لابد من تبني فكرة أو مشروع، يضع لها الخطط والأهداف، ويكافح ويناضل من اجل تحقيقها؛ ويجعل الحلم حقيقة بقدرة إرادته الحتمية في الهدف، وإن كان يعيش في بيئة مقومات النجاح فيها ضئيلة، عليه التخلص من وهم الفشل واعتباره هزيمة مؤقتة تخلق له فرص النجاح؛ والاهم ترك الشخص المتشائم الذي هدفه إفشالك، وكلامه إزعاجك، وقربه إيذائك.