18 ديسمبر، 2024 7:07 م

النجاة في النهوض

النجاة في النهوض

كيف لأمة ان تنجوا من طوفان الفقر؟ إذا كان هناك الآلاف بل الملايين لم ينهضوا من ركوعهم، واهم من يعتقد ان النجاة في الصدق بل النجاة في النهوض، هل يا ترى امتنا تعيش عصر النهضة؟ نحن نعيش في عصر الظلام ما بعد عصر النور ولم نرى النور بعد هذا الخنوع المذل، اختبأنا في جنح الظلام لكي لا نرى ذلنا وخنوعنا، لا نعرف سوى التصفيق والتمجيد لقاتلنا، ولم نعرف من ابجديات الحياة سوى عاش الملك او عاش الحاكم.

ابينا ان نمارس دور المصلح والتزمنا الصمت، سِرنا خلف الظالم كقطيع غنم، نجر خطواتنا بصعوبة انهكنا الجوع والتعب، صفقنا بحرارة للظالم، لننجو بأنفسنا حتى لا يحرمنا من فتافيت الطعام الذي يلقيه الحاكم بعد انهاء وليمته، جبناء لأننا اصبحنا دمى، جبناء لأننا بلا مبدأ، جبناء لأننا خائنون، جبناء لأننا نبيع اهدافنا بأي ثمن، جميع الثورات نجحت إلا ثورتنا سقطت في اول اختبار لانتمائنا للوطن .

نعلن البيعة لمن يستبيح قوت يومنا ويسرق ثروتنا ويبيع وطننا ويجبرنا للولاء لغير الوطن، كيف ننهض في خضم هذا الذل المقيت؟ لا دين ولا مبدا في السياسة إذا كان الحاكم عميل والوطن مستباح والشعب صامت ، صرخات مدوية في سماء وطننا الملبد بالغيوم السوداء، فاتحه افواهها لرغيف خبز او سرابًا من الماء لتنعش العطشى في وطن شعبها محروم من ابسط حقوقه في الحياة، مسلوبة حقوقه تحت مسمى الولاء للطائفة، القطيع سائرون إلى ما لا نهاية، منتظرين ساعة الحسم لا يسمع سوى ضجيجهم كأتباع وكأن حالهم يقول قتلونا بقتل الكرامة وقتلناهم بأسم الطاعة.

لا حلول جذرية للعقول العقيمة الذي ترضى على نفسها الانحناء وتقديم الشكر والثناء لمن يسرق وطنها في وطن لم يذق الشعب يومًا خيرات بلاده، والجبناء لا يصنعون سوى الاصنام ليقدسوها و يا مكثرهم في بلادي، هل تطلب الاصلاح في وطن مقسم إلى ولاءات؟ يحتاج اصلاح الشعب اولاً لمحاولة انقاذ ما تبقى من كرامة الوطن.