النبت يتسلق الجدران؛ ندى فاضل الربيعي

النبت يتسلق الجدران؛ ندى فاضل الربيعي

رحل الصديق الكاتب العصامي الشيوعي القلق فاضل الربيعي.
رفاق الحزب المختلفون مع فاضل لم يجدوا نقيصة الا والصقوها بمن كان يستفز تحالفاتهم السيئة بدءا من التحالف مع البعث ومن ثم مع أحزاب بريمر وصولا الى الجبهة” الشعبية”مع مقتدى.

الحزب الشيوعي كان يتفاخر برفاق لم يحصلوا على التعليم الابتدائي لكنهم بلغوا الذرى وبرز بينهم كتّاب لامعون أمثال أبو كاطع ” شمران الياسري” وعشرات وربما المئات من الكوادر العالمة .

في حالة فاضل الربيعي الذي سبح بعيدا في مغامرات الافكار وسطّر عشرات الكتب الممتعة للقاريء الباحث عن إجابات سهلة على معضلات معقدة، وأبدع في السرد مذ عمل في صحافة الحزب الشيوعي العلنية ، طريق الشعب و الفكر الجديد ومجلة الثقافة الجديدة ، فقد وصفوه بانه ” قميء قصير القامة”!

كنت أعمل بالخفاء مع ” الفكر الجديد” منسلا في الظهاري القائضة لبغداد من جريدة الجمهورية في باب المعظم وصولا الى مدخل شارع السعدون الى بيت قديم غالبا ما كنت أصادف في طابقه الأرضي خالد السلام الذي اكتشف مرة وبالصدفة ان اسمي من اسم جده الذي هو جدي ايضا، يتمدد على اريكة في المدخل يغفو ساعة قيلولة لم يتعود عليها ابن الكادحين الفقراء حد الجوع فاضل عبد الرضا.
وكان يعمل في الطابق العلوي بادارة سلوى زكو يشيع جوا من المرح بالحسجة الجنوبية ، ويتناقش مع عامر بدر حسون وسامي محمد لاختيار
” الضحية” المُحتملة اليوم للحصول على مبلغ يكفي لربع زحلاوي وشيش كباب في نادي الاتحاد.

مات فاضل وترك عشرات المؤلفات قد ترتفع فوق هامته الناعمة . ضمنها نظريات وروايات ورؤى يختلفون حولها وبعضهم يسخر منها.

لم يكن فاضل ابن مدينة الثورة المنحدر من ريف العمارة أرستقراطي التفكير ولم يدخن السيكار ليتامل التاريخ بل فلاح تحزّم بالدشداشه وحفر قدر المستطاع في صخور تأريخ مختلف عليه منذ البدء.

مات فاضل واورث العالم مع كتبه المثيرة، كريمته ندى الناشطة البرلمانية الأوربية ؛ خبيرة الادوية والصيدلة.
العزاء لندى واخوتها ووالدتها والسكينة لروح الصديق فاضل الكادح.