22 نوفمبر، 2024 6:12 م
Search
Close this search box.

الناعقون خلف ظلام الطائفية

الناعقون خلف ظلام الطائفية

ما يجري هذه الايام من عمليات قتل وتهجير في بعض مناطق الجنوب العراقي ووسطه لهي حلقة من حلقات المخطط الاستعماري الخبيث والذي تنفذه بعض الاذرع الماجورة في المنطقة، متحركة وفق اجندات استكبارية واقليمية الغاية منها تفتيت البلد وتشتيت ابناءه ومن ثم استهلاك طاقته واضعافه وانهاكه.
وهذا المخطط السرطاني الذي يعيد الى الاذهان ايام الصراع والعنف الطائفي وما خلّـفه من تبعات مولمة وموجعة لازلنا ندفع ضريبتها الى الان.
وليت شعري لو تمعنا جيدا الى ما يجري ونظرنا الى ما آلت اليه الامور من خراب وضياع وتفرقة وحقد وضغينة بين الاخوة في الدين والوطن لبكينا على حالنا وللعنّا ذلك اليوم الذي سايرنا فيه المغرضين والحاقدين المتلونين بالطائفية السوداء الذين يظهرون للناس حبهم للطائفة ودفاعم عنها، وبذل الغالي والنفيس من اجلها، وهم في حقيقتهم بعيدون كل البعد عن هذا الشيء، بل هم عكس ذلك تماما، فتراهم اما طامعون بمنصب لا يستقر الا ببث هذه الاشاعات وهذه الاكاذيب والسموم، او انهم يعملون تحت امرة وقيادة دول الاقليم فبالنتيجة ينصاعون لاوامر تلك الدول وينفذونها حرفيا، او انهم يمثلون الاستكبار الاستعماري في المنطقة، فيقومون بتادية هذه الاعمال بالنيابة عنه.
والا فانه من غير المنطقي والمعقول ان يقوم بهذه الاعمال المشينة الدخيلة اي عراقي غيور شريف محب لشعبه، كون هذه الافعال ليست افعال انسان، ولا تمت لثقافة الانسانية بصلة، بل هي افعال وحوش يقتاتون على دماء الابرياء وينتزعون احشاءهم ويساومون على جثثهم، وهؤلاء لا تعنيهم الطائفة في شيء كما يصرحون بذلك ويدّعون، لان تصرفاتهم وافعالهم خلاف مباديء وثوابت المذهب، فالمذهب ما كان يوما مفرطا بالاسلام والمسلمين، والمذهب ما كان يوما معاديا لاحد الا اعداء الله ورسوله، والمذهب ما كان يوما الا رحيما بالعباد، والمذهب ما كان يوما مشتتا للامة، والمذهب ما رفع يوما شعار الطائفية، فالمذهب، مذهب خير ورحمة ولمّ شمل، فمن اين اتى اليوم من يدّعي زورا حبه للمذهب ليرفع بيننا شعار التهجير والقتل والسرقة والمساومة مع المذاهب الاخرى؟!.
تورعوا قليلا وعودوا لرشدكم، وانتبهوا الى ما انتم واقعون فيه من فتنة لن يسلم من نارها احد، وافهموا اللعبة جيدا وشخّصوا المستفيدين منها.
وارعوا حرمة الدماء وحفظ الاخوّة في الدين والوطن، فان لم يكن لكم دين فكونوا عربا.

أحدث المقالات