23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

عرف الاعلام منذ نشاته انه وسيلة لايصال محتوى رسالة المرسل ‘الخبرية او المعلوماتية او الاقناعية ,بطرق فنية , يستطع من خلالها ترسيخ تلك المفاهيم المحتواة في الرسالة , في ذهن المتلقي وبالتالي يحقق المرسل مايريد ايصاله , وفقا لضوابط ومناهج متعارف عليها في العرف الاكاديمي .

مهما تكن وسيلة ارسال الرسالة فهي ناطقة , لانها تحمل ما ينطق ويتكلم لسان حاله , بما في ذلك الصحافة , فهي تحدث المستهدف وتقوده الى الفهم المراد وبالتالي فهو يستقبل المحتوى كما الحال في التلفاز او الراديو .

ولكي تكن الرسالة الاقناعية مؤثرة في الشارع , لابد من تمتعها بعدة خصائص كما ثبتها اصحاب الشأن , من اهمها مصداقية المصدر , ولكي تكسب اطمئنان الجمهور لابد ان تكون بضاعتك مزجاة , وتؤطر تلك البضاعة بعدم قذف الاخرين بما ليس فيهم ان لم تكن ذاكرا لمحاسنهم ومستقلا تماما , فبالإضافة للانفلات السياسي والاجتماعي نرى للاسف الانفلات يضع بصمته في العديد من المؤسسات الاعلامية ان لم تكن جميعها .

فهناك من يخرج علينا بين حين وآخر ، حاملا بجعبته ترهات مصطنعة , من خلفها مآرب لاتتقن فن ايصال المعلومة النقية، بقدر ماتعمل عليه من دعاية مبنية على تسقيط الاخر، بإدعاءات مولودة من رحم الاتجار السياسي .

المنابر التي لا يأبه بها الا من وافقها الزيف وتماشى مع ارادتها المسيرة , منابر صامتة ،مهما نطقت وروجت، لعدم وجود اذان كافية تصغي لاقاويلها التي تخترق قوانين المهنية، وتهدف لخلق التوتر والانشقاق الذي يؤول الى انهيار شعوب بأكملها .

فالنحذر من هذه الابواق المأجورة تارة، او الخارجة من اللعبة خاسرة تارة, او مزدوجة الارادة في تارة اخرى .

فالاساس الصحيح، لوحة فنية اصيلة ،لايطولها التلوث والوان الزيف الزائلة ،بوجود المتبصرين المتحدين لدخلاء الدين والاخلاق .