الناصرية… صمتها.. يخنقها

الناصرية… صمتها.. يخنقها

هدات الناصريه.. واختفت سحب الدخان وحواجز الاطارات..  واصبحت المدينه كجسد مشلول مسجى  على  شوارعها. هي مدينه يخنقها الصمت وكل احلامها هي عصا السلطة  الغليظة.
فمدينه  لا يرتفع فيها صوت
مصلح، هي مدينه ميته.  ومنسية وحتما سيتوقف التاريخ عن ذكرها، ولن يجرالمداد على صفحاتها المضيئه بكلمات بالعز والفخار.
بالطبع لا ننسى دور الاجهزة الشرطويه والامنيه في استتباب الامن والسلم الاهلي وتخليص المدينه من بعض الفقاعات التي كانت تثير الفوضى والخراب، ويحسب ذلك لبعض القادة الامنيين الذين وضعوا  استراتيجية جديدة في معالجة هذه الاخفاقات.
 وما نقصده بحركة الاصلاح وتقويم الاداء الحكومي هو نقد وتقويم اداء السلطة المحلية وتثوير المطالبة  بالخدمات الاساسية وايقاظ العدالة الاجتماعية في توزيع الدرجات الوظيفية واستحقاقات المواطن والمناصب السيادية.
ان اهم أسباب اختفاء أصوات المعارضة في المدينة
 هي الرقابة المشددة والقمع : فقد تسببت الإجراءات الأمنية المشددة، مثل الاعتقالات التعسفية، التضييق على الحريات، وحجب المعلومات، في ترويع المعارضين ومنعهم من التعبير عن آرائهم بحرية.
 وكذلك الخوف والترهيب: قد يخلق جو من الخوف والترهيب بين المواطنين، مما يدفعهم إلى الصمت خشية الانتقام أو المضايقة.
 وكذلك الفساد والمحسوبية: فقد يؤدي انتشار الفساد والمحسوبية إلى إحباط المواطنين وإيمانهم بعدم جدوى المعارضة، مما يجعلهم يفضلون الانسحاب من الحياة السياسية.
 وربما تكون الظروف الاقتصادية الصعبة سببا هاما: فقد تتركز اهتمامات المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يقلل من اهتمامهم بالشأن العام والمشاركة السياسية.
  فاالمشهد السياسي المحلي يعاني  من غياب قوى معارضة قوية وبرنامج واضح، مما يجعل المواطنين يشعرون باليأس وعدم وجود خيارات حقيقية.
ان الطامة الكبرى  هي استخدام وسائل الإعلام والتضليل من قبل السلطة  ،فقد تستخدم السلطات وسائل الإعلام لنشر الدعاية وتشويه سمعة المعارضة، مما يساهم في تقويض مصداقيتها.
ان تراجع الديمقراطية واختفاء الاصوات الحره الشريفه الوطنيه يؤدي اختفاء المعارضة وإلى تراجع مبادئ الديمقراطية وحكم القانون، وتركيز السلطة في يد فئة قليلة.
 و يسهل غياب الرقابة على السلطة انتشار الفساد واستغلال الموارد العامة.
 كما ان تدهور الأوضاع المعيشية قد يؤدي  غياب الضغوط الشعبية إلى تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
 و زيادة التوترات الاجتماعية: قد يؤدي تراكم الأخطاء والظلم إلى زيادة التوترات الاجتماعية واندلاع الاحتجاجات والاضطرابات.
اذا كيف يمكننا من استعادة الأصوات المعارضة؟
 *اولا تعزيز الحريات العامة: فيجب ضمان حرية التعبير والتجمع والتظاهر، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
 * مكافحة الفساد: يجب مكافحة الفساد بكل أشكاله، وتعزيز الشفافية والمساءلة.
 * بناء مؤسسات ديمقراطية قوية: يجب بناء مؤسسات ديمقراطية قوية، مثل القضاء المستقل والبرلمان الفعال.
 * دعم المجتمع المدني: يجب دعم المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، وتمكينها من القيام بدورها في مراقبة السلطة ومحاسبتها.
 * توفير مناخ سياسي جاذب للمعارضة: يجب توفير مناخ سياسي جاذب للمعارضة، وتشجيع الحوار والتوافق الوطني.
ملاحظات هامة:
 * الأسباب المذكورة أعلاه هي مجرد أمثلة، وقد تختلف الأسباب من مدينة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى.
 * حل مشكلة اختفاء أصوات المعارضة يتطلب جهوداً متضافرة من قبل جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني والمواطنين.
 * يجب التعامل مع هذه القضية بحكمة وواقعية، والابتعاد عن الحلول السطحية أو الشعارات الجوفاء.
ان ما ورد في بحثنا هذا، هي ليست دعوة للعصيان او الخروج عن الخطوط المستقيمه لاداء المواطنة ،بل هي ايقاظ للروح العراقيه الوثابه دائما نحو العدالة والحرية والمساواة  .
فنرجوا ان لا يساء الفهم من بعض نفر قليل يظنون بان كل صيحه عليهم، ولنا حديث اخر.