انتشرت في الآونة الاخيرة صور السيد الخميني والسيد علي خامنئي على دوائر الدولة والمدارس وهو انتقاص فج لسيادة الدولة العراقية فكأنها غير موجودة .
لقد اختارت الحكومة ان تدخل بحلف امني مع ايران لكن كونها حليفة ايران لا يعني بالضرورة ان تكون تابعة لها إذ تقوم الشراكات الدولية والأحلاف المصلحية على قاعدة ” المعاملة بالمثل ” وأي تصرف خارج هذه القاعدة يعني فشل لها وبالتالي دخول العلاقة ضمن مفهوم التبعية . فلا اعتقد ان ايران تسمح بتعليق صور السيد السيستاني على اراضيها رغم انه ايراني الجنسية – ولو ان انتمائه العراقي اعلى بمراحل من كثير ممن يحملون الجنسية العراقية- فهي لم تسمح بذلك لحلفائها السياسيين فكيف تسمح به لسواهم فعند زيارتي لايران في 2006 شاهدت صورة للسيد مقتدى الصدر في مدينة مشهد يبدو ان احد العراقيين الصقها وفي اليوم التالي شاهدت الصورة وقد تم العبث بها .
ما ارغب بالحصول على معرفة لجوابه هو كيفية سماح الأجهزة الأمنية وتغاضيها عن تعليق هذه الصور وكذلك لا افهم العشق والولع المفاجيء بالعلماء الايرانيين بينما هناك من اراد ان يصحح الامور عندنا ويحرر الحوزة من السيطرة الايرانية ويعيد قيادتها للعراقيين ثم موقف الحكومة هل سماحها يعني تخليها عن حوزة المراجع الاربعة تلك التي اوصلتها للحكم وسبب التخلي انها لا تؤمن بهيمنة الفقيه وهل ان الحكومة اصبحت تؤمن بولاية الفقيه وتبحث عنها حتى لو كانت مستوردة من ايران .
وما ارغب بقوله لمن لديهم جينة التبعية واحناء القامة من طباعهم ان الانسان كائن يمشي على قدمين مرفوع الرأس ولا يمشي منحنيا ً الا وهو في اشد حالاته ضعفا ً والتبعية تبقى تبعية ولا يهم من تتبع له فأنت تابع بجميع الأحوال.
ولقد أثبتنا وللأسف اننا لا يمكن ان نعيش الا كبني اسرائيل حين وصفهم الله بقوله [ ضربت عليهم الذلة اين ما ثُقفوا إلا بحبل ٍ من الله وحبل ٍ من الناس ] (ال عمران 112 ) فبني اسرائيل واقعين تحت الظلم وغارقين حتى أعناقهم بالذل والتملق ولا ينقذهم من وضعهم الدائم هذا سوى حين يتدخل الله ويرسل لهم المنقذ كما فعل وأرسل موسى او ان يعيشوا تحت حماية احد الطغاة الأقوياء كأتباع مطيعين صامتين له او تحت مظلة دولة عظمى كما في الوقت الراهن .
وكذلك نحن شيعة العراق أذلاء خائفين لا ينصلح حالنا الا بأن ينقذنا الله من الظلم كما فعل بعد ما يزيد على الألف سنة فأنقذنا في 2003 او ان نختار التبعية والدخول تحت مرفق احدهم كما فعلنا واخترنا ايران . وانظروا الى تجارتهم السياسية بالدين حين كتبوا على الملصق ” الموت لأسرائيل ” حتى يتقبله الناس وحتى يكون هو المبرر لوضعه وليس المبرر مد منطقة نفوذ هيمنة الفقيه وهو المبرر الدعائي الوحيد مهما حاولوا التعمية والتغطية فهل اسرائيل تسقط بدعوات الموت وهل نتخيل ان ايران الفقيه ستهجم على اسرائيل وتحرر فلسطين هذا احتمال بعيد الحدوث فقد انقضت عقود من الصراع وكل ما قدموه زعيق وتهديد بل على العكس ان وجود اسرائيل ضرورة لوجودهم لانه يعني دورا ً لهم بالمنطقة وان كان تمثيليا ً .
اذن ايران لن تجتاح اسرائيل عسكريا ً فهي غير قادرة وغير راغبة بالمقام الاول وتراجع اسرائيل وقبولها بقرارات الامم المتحدة رهين بعمل جماعي عربي دبلوماسي واقتصادي وليس أي شيء دعائي اخر كيوم القدس الايراني ولا افهم لم ولاية الفقيه تصور الامر على غير ذلك فهذه حماس التي تدعمها وهي الذراع الوهابي العسكري للمقاومة لا تمانع هدنة مع اسرائيل على اساس دولتين تستمر لألف سنة لأنه حل واقعي وما عداه شعارات استهلاكية تصلح لتلميع الانظمة وخلق بطولات زائفة وادوار مملة معادة وخداعة للجماهير . وبالحقيقة فانا لا اهتم بذلك إذ ما يهمني منه ان نبقى بعيدين عمن يريدون توريطنا بحبائلهم واغتيال قرارنا المستقل وقضم سيادتنا وهو واجب السلطة التنفيذية حمايته ومراعاته فمن اجله تم اختيارها وعليها النهوض بمسؤولياتها .