12 أبريل، 2024 12:20 م
Search
Close this search box.

الناصرية اليك انحنائتي

Facebook
Twitter
LinkedIn

سنوات طويلة من الماضي اعود بها الى تاريخ مليء بالعز والكرامة والثبات الذي عشته مع اخوتي ابناء الناصرية من الشطرة وسوق الشيوخ والفهود والزهيرية ومناطق الهور الذي عشنا بين قصبه وفي بيوته الجميلة في لهيب الحر والبرد القارص ، وجدت رجالا لا ينتابهم الخوف ولا يتراجعون عن هدف ولا ينامون على ضيم، فلا اريد الحديث عن البطولات التي يتمتعون بها في مواجهة المنايا عندما تصل المواجهة الى ذروتها وقد كانوا البيت الدافئ لكل عراقي ومن اي قومية او دين كان.

وقفوا بكل قوة لنيل حريتهم من نظام حديدي ديكتاتوري شوفيني حكم بالحديد والنار وحرق البيوت على رؤوسهم كما دمر الهور وجفّف كل تفرعاته حتى الطيور التي تغرد كل صباح أماتتها أيادي السلطة المجرمة ومع ذلك لم يضعوا سواعدهم السمراء فوق رؤوسهم ويتراجعون بل وضعوها على الزناد وهم يدافعون عن انفسهم وعن حرياتهم وكرامتهم وعن العراق اجمع ومن جانب اخر كان مثقفوها بأقلامهم هم الصوت الصادح الذي يرافق جهود ابناء الهور التي تواجه قوات الامن الاجرامية المدججة بالسلاح .

لم نتعود من تلك المدينة السمراء التي خط قلمها الحرف الاول ان تسكت على ضيم بل كانت على امتداد التاريخ هي المدافعة الشرسة عن العراق وكيانه وسيادته وحملتهم الغيرة بقوة ابن الجنوب صاحب الشيمة والعزة والكرامة ليدافعوا عن ثغور العراق من الغرابيب السود التي دخلته عام 2014 لتسجل الناصرية بأنها المدينة الأكثر شهداءً دفاعا عن الارض والعرض .

ولكن ابنائها لم تنصفهم الحكومات الاتحادية ولا المحلية في اعطائهم حقهم في العيش الكريم حقوقهم من خيرات العراق فثاروا كما عهدناهم على الظلم يبحثون عن الوطن الذي دافعوا عنه وناموا سنين طوال في وهج حر الهور لمواجهة نظام شمولي دموي وسكنوا جبهات المواجهة ضد اعتى تنظيم ارهابي دولي وأسقطوا كل مخططاته مع اخوانهم الاخرين من باقي محافظات العراق أملا من هؤلاء الشباب ان يجدوا عراقا يتسع لهم وللجميع ينعموا بخيره وبمساحاته ويبنوا بيتا وأسرة لكن الحكومة الفاشلة قتلتهم وجعلت منهم قوة خصم وساحة حرب وكأن القوات القادمة من خارج المحافظة وصلت تحت عنوان الطوارئ لمواجهة قوى إقليمية ارهابية.

يقع على الحكومة جانبا اخلاقيا وسياسيا تتحمله وتستقيل احتراما لدماء الشهداء وعلى البرلمان العراقي ان يصادق على قانون الانتخابات ومفوضية جديدة من القضاة ثم يحل نفسه احتراما لدماء الشهداء لانكم تحاصصتم على المناصب وتقاسمتم فيما بينكم فساد العملية السياسية فكونوا رجال دولة ولو مرة واحدة من أجل دماء الأبرياء التي هي اشرف من جميع مناصبكم التي تتصارعون عليها.

للناصرية وشهدائها وتاريخ ابنائها الشرفاء وفضلها على العراق وشعبه وعليّ أنا شخصيا اقدم انحنائتي لها بكل احترام وأسال الله الرحمة للشهداء وأضع القبلة على جباههم الطاهرة وأعزي ذويهم المفجوعين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب