الافكار تنشر بين الناس بالقوة او بالمال او بالعقل وبالنسبة للعقل توجد طريقتين شرعية وغير شرعية وباختصار غير الشرعية هي التضليل الاعلامي ووجد الى الان اكثر من ثلاثين اسلوبا في التضليل الاعلامي ، وهذا يقابله ضرورة ايجاد اساليب في الترويج العقلي الشرعي للافكار .
مدرسة اهل البيت خزين لكل مستلزمات الحياة الفكرية وبغض النظر عن الديانة … الناس لو علموا وليس المسلمون لو علموا، او ديانة مخصصة .
هنا نقطة البحث الاصل في اعلام الناس بما لثقافة اهل البيت عليهم السلام من مفاهيم هي من صلب حياة البشر ولا تضاهيها لا العلمانية ولا الحزبية فالاعلام يعتمد بالدرجة الاولى على الاسلوب والاسلوب له فنونه ، ولكن للاسف الشديد هنالك قصور وتقصير في ابتكار اساليب تساعدنا على نشر علوم اهل البيت عليهم السلام .
اليوم اسلوب الرواية والدراما بكل انواعها هي السائدة والافضل في نشر اي ثقافة وقد استخدمها الاخر بمهنية عالية ، ونحن مثلا نتحرج شرعا هل يجوز تمثيل شخصية النبي او الامام ؟ وكأن لا يوجد اسلوب الا بتمثيل الشخصية ، هذا من جانب ومن جانب اخر التاكيد على هوية صاحب المهنية الفكرية والدينية في استخدام مهنيته خدمة لثقافتنا وهنا نقطة جوهرية في التعثر .
وقبل كل ذلك هو الخبرة في اختيار العنوان للكتاب او الرواية او العمل الفني المطلوب القيام به لترويج محاسن علوم اهل البيت عليهم السلام ، على سبيل المثال الصحابي حذيفة ابن اليمان يقول اكره الحق واشهد بما لا ارى واحب الفتنة واملك ما لا يملكه الله عز وجل واصلي من غير وضوء، حقيقة عبارات استفزازية ولكن عندما تكمل الرواية ستجد انه يقصد بالحق الموت والشهادة لما لا نرى هي الشهادة لله عز وجل ، ومحبة الفتنة هي الاولاد والاموال ، وما لا يملكه الله الزوجة والاولاد والصلاة على الميت جائز من غير وضوء، بهذا الاسلوب اصبحت الرواية مشوقة ومن خلالها تعرفنا على بعض الايات والاحاديث .
اسرى بدر من المشركين استعان بهم رسول الله (ص) لتعليم المسلمين مقابل اطلاق سراحهم ، واما مسالة البرامج الحوارية او اللقاء مع شخصية معينة فاغلبهم يعرضون الاسئلة على الضيف قبل بدء البرنامج لكي يقول او يعدل على الاسئلة وهذا خلل كبير ، كما واننا للاسف نتجنب اللقاء بمن يحمل افكارا لا تتفق ومبادئنا للنقاش معه حتى وان كان ملحدا ، فهنا تخلو له الساحة في استضافة الدخلاء والمنحرفين عن الدين ليجعلهم ممثلين عن الدين والنتيجة الهزيمة .
اما الدراما فهنالك افكار لا حدود لها في نشر الثقافة الامامية وقد شاهدنا كيف اخذ صداه مسلسل النبي يوسف عليه السلام ، فلماذا لا تكون هنالك مسلسلات يكون مثلا بطلها رجل حكيم يعلم بثقافة اهل البيت وينقل احاديثهم من خلال التمثيل ، لماذا لا تكون هنالك برامج مسابقات ومواهب على غرار برنامج المواهب العالمي والمسابقات من سيربح المليون ؟
اما الاعلام الالكتروني فانه يتوقف على السرعة ومواكبة الحدث والاشتراك في عدة مواقع عالمية مهما تكن تبعيتها لان المعروف ان لم يقتحم المنكر فانه سيبقى متقوقع في محرابه الى ان يلتفت الى الخلف فلا يجد المصلين .
في كثير من الروايات التي تخص اهل البيت عليهم السلام تذكر شخصيات معهم باسم ديانتهم دون معرفة اسمائهم مثلا يهودي اشتكى على امير المؤمنين او اصطحب امير المؤمنين او يهودي جار للامام الصادق عليه السلام او ايها النصراني اكشف لنا على جسد الامام الكاظم عليه السلام وهكذا الكثير من الروايات ، لماذا التركيز على الديانة دون ذكر الاسم ؟ ـ بعيدا عن صحة الرواية من عدمها …
اتذكر استشرعت من شخص هل لي الحق بان استخدم شخصية اعلامية لها متابعين كثيرين ودخول على صفحاتهم بالملايين لان يقدم برنامجا خاصا من اعدادنا يخص ثقافة الاسلام وهذه الشخصية معروفة بعدم التزامها الديني ، فرفض ذلك جملة وتفصيلا
الخطابة واللقاء بالناس اسلوب له تاثيره عندما نحسن اختيار المستهدف والشخصية المتكلمة ، في الغرب المستهدف بالدرجة الاولى طلبة الجامعات وهذا عين الصواب والمتكلم او الخطيب هو من الشخصيات التي لها شهرتها في المجتمع، ممثل، طبيب، مفكر، رياضي، رجل او امراة لان هكذا شخصية لها مقبولية وقوة تاثيرية على المتلقي وبالفعل يستخدمونهم لاشاعة افكارهم والنيل من الافكار التي لا يريدونها بطريقة غير مباشرة ، فلو اعتمدنا على هكذا شخصيات لنشر علوم اهل البيت عليهم السلام لكان اجدى وانفع .
عندما نريد ان نعالج انفسنا من مرض ما لا نلتفت الى هوية الطبيب مهما كان ونسافر الى ابعد بلد من اجل ذلك ولكن عندما نريد ان نعالج افكارنا بنشر الصحيح نتحفظ على الكفاءات التي تعمل في هذا المجال ولا نتحرك ابعد من المربع الذي نعمل فيه.