كنت أظن واهما والى وقت قريب جدا شأني في ذلك شأن الملايين في أرجاء الوطن العربي ، بأن ” أدب المخيمات والمنافي والشتات” شأن خاص بالفلسطينيين من دون سواهم أبدع في وصف مأساته شعراء كبار أمثال ،عبد الكريم الكرمي المكنى بـ” أبو سلمى” ، هارون هاشم ، معين بسيسو، يوسف الخطيب، مريد البرغوثي، عبد اللطيف عقل، محمود درويش، فدوى طوقان ، وغيرهم، ولعل من أجمل ما قيل فيه ، برغم الحزن القاتم الذي يعتريه والجرح الغائر الكامن فيه :في الخيام السود في الأغلال ..سجنوا شعبي وأوصوه بألا يتكلم
هددوه بالموت المحتم ..أو بقطع اللقمة النتنة، إن يومًا تألم
ومضوا عنه وقالوا عش سعيدًا في ..جهنم !!
اليوم عممت تجربة الشتات المذلة والنزوح المر عراقيا وسوريا ويمنيا وليبيا ، وهاهي الحرائق المدمرة تأتي على مخيمات النازحين في العراق واحدة تلو الأخرى ، فيما ينتظر وبحسب ما أعلنت عنه منظمة الصليب الأحمر الدولية نزوح مليون شخص ضمن أكبر موجة على مستوى العالم في غضون الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة مع تزايد حدة القتال لاستعادة مدينة الموصل ، ما يشكل كارثة إنسانية كبرى سيحتاج ضحاياها إلى المأوى والطعام والشراب والخدمات الصحية لمدة تتراوح بين 3- 12 شهرا على أقل تقدير .النازحون في العراق وعددهم يربو على 3 ملايين يعانون من كثرة الحرائق التي تأتي على خيامهم بالجملة لأسباب عدة لعل طبخ الطعام بـ” الجولة ” وما أدرك ما الجولة ، فضلا عن إستعمال المدافئ النفطية والتماس الكهربائي بسبب الخطوط الناقلة للطاقة من المولدات الصغيرة داخل المخيمات ، و أعقاب السجائر واستخدام التنور الغازي او الطيني والشموع والفوانيس واللالات ، تأتي في مقدمة الأسباب المؤدية الى إندلاع الحرائق المؤسفة ، وآخرها تلك التي إندلعت بمخيم في ناحية (ليلان ) جنوب شرق مدينة كركوك ، وأتت على 70 خيمة بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، و 22 خيمة بحسب بعض وسائل الأعلام المحلية بما تضمها من فرش وأغطية ومتاع ومواد غذائية جافة وممتلكات بسيطة أغلبها من – صدقات – المنظمات الإنسانية و الإغاثية (التباين الكبير في الأرقام، زيادة او نقصانا ، له بعد سياسي على علاقة وثيقة بقومية النازحين او ديانتهم داخل المخيم وكلهم من التركمان ممن فروا من قضاء تلعفر منتصف عام 2014) .
الحريق لم يكن الأول ولن يكون الأخير ، اذ سبقه حريق مدمر إلتهم 43 خيمة للنازحين في مخيم (علياوة ) الواقع شرق خانقين والذي يضم ١٥٠٠ عائلة ، بسبب تنور غازي ، سبقه إحراق مسلحين مجهولين مخيم للنازحين في قرية (بروانة) التابعة لقضاء المقدادية ما أسفر عن احتراق اكثر من 10 خيام ، وقبلهما اندلاع حريق بسبب شمعة في مخيم ” بهار تازة ” الذي يضم ٧٥٠ عائلة ، ما أسفر عن وفاة طفلتين من اسرة واحدة ، الأولى في الثانية من عمرها والأخرى تبلغ من العمر 12 عاما ، بينما تعرض طفلان آخران الى حروق شديدة ، كما شب حريق مماثل في مخيم( بيرسفي) للنازحين في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك ،ما أدى الى إحتراق سبع خيام ” بغياب الكرفانات الموعودة ، وتبخر الوعود أو تبخيرها لإعادة النازحين الى مناطق سكناهم الأصلية بعد استعادتها من قبضة داعش – التغيير الديمغرافي له دور كبير في ذلك – وبالأخص في مناطق ديالى وأطراف الموصل وكركوك .
وأضيف أن الخيام المضادة للحرائق والتي شرع باستخدامها بدلا من العادية في مواسم الحج ، حالت من دون إندلاع عشرات الحرائق التي سبق اندلاعها في مواسم ماضية وأودت بحياة عشرات الحجاج وإصابة أضعافهم بحروق متفاوتة ، لذا توجب استبدال الخيام القطنية في مخيمات النازحين ممن باتوا يعانون اضافة الى شظف العيش والمرض والجوع والعطش والعواصف والأمطار والجرب والنكاف والحصبة وحبة بغداد والأفاعي والعقارب السامة ، من الحرائق التي تأتي على آخر ما يمتلكون من حطام الدنيا الفاني ، بخيام مضادة للحريق ، الأمر الآخر يتمثل بتزويد المخيمات بمطافئ صغيرة لكل خيمة فضلا عن مطافئ كبيرة بواقع أربعة منها لكل بلوك من الخيام ، علاوة على دلاء للرمال كتلك التي تزود بها محطات تعبئة الوقود في عموم العراق .وأنوه الى ان سعر الخيمة المضادة للحرائق المصنوعة من نسيح خاص تتراوح بين 25 – 99 $ بحسب جهة المنشأ والحجم .
#المطلوب_خيام _مضادة_للحرائق
# نازحون_يحترقون_سياسيون_يتنعمون
اودعناكم اغاتي