18 ديسمبر، 2024 9:18 م

النازحون يموتون والجميع يتفرجون مأساة النازح العرقي انموذجا

النازحون يموتون والجميع يتفرجون مأساة النازح العرقي انموذجا

تواردت الانباء عبر المؤسسات الاعلامية والمنظمات الانسانية عن تزايد عدد الوفيات بين صفوف النازحين ومنها ما ذكرته المفوضيه المستقلة لحقوق الانسان في العراق من خلال تقريرها الصادر في نهاية شهر تشرين الثاني عن وفاة 1500 طفل وللفترة المحصورة بين حزيران وتشرين الثاني من عام 2014 ثم جاء موسم الشتاء والبرد ليحصد ارواحا اخرى ومنهم طفلة ذات الايام الاربع لتموت في مهد كارتوني بسبب الرطوبة والبرد القارص وأخر يموت بعد ان تم منعه من الدخول والعبور من محافظة عراقيه الى اخرى وهو الصبي محمد من ابناء الحويجة المصاب بعجز كلوي حيث عجزت عائلته وهي تتوسط لدى المسئولين كي يحصلوا لها على موافقة مرور الى كركوك من اجل العلاج في أربيل والموت متواصل بين النازحين وبالأرقام والتصريحات الرسميه حيث اعلنت مفوضية حقوق الانسان مره اخرى عن موت 17 طفل من النازحين بسبب البرد القارص وتساقط الثلوج وكأن اللجنة لم بعد بمقدورها ان تفعل شيء سواء اصدار قوائم بإعداد الموتى والموت مستمر منه من يموت مستتر لا احد يعلم بموته إلا ذويه ومنهم من تتناقله وسائل الاعلام لغايات لم تعد تعني هؤلاء الاموات او ذويهم لقد تجاوز تجاهل الساسة لمأساة النازحين الحدود المهنيه والأخلاقية وبات صمتهم يدل على نوع من انواع التشفي وعجزهم او اهمالهم عن ايجاد حلول مناسبة تنهي معلنات النازحين او على الاقل تخفف من هذه المعاناة ان اهمالهم وصمتهم ولا مبالاتهم تضعهم امام طائلة كل القوانين السماويه باعتبارهم اولياء ورعاة امر وكذلك امام القوانين الوضعيه الدوليه منها والوطنية فالقانون الدولي الانساني وملاحقه وكلك الاعلان العالمي لحقوق الانسان اكدا على وجوب احترام كرامة الانسان والمحافظة على حياته وكل ضمن مسؤوليته الوطنيه منها او الدوليه حيث نصت الماده 25 ( لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولآسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية أللازمة وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته)
فهل ياترى هؤلاء نزحوا بطرا ام اضطرارا ام ان الكل يقر ويعترف بان الوضع هو خارج عن ارادة الجميع هذا في الاعلان العالمي كما ان الماده (30) من الدستور العراقي اكدت وركزت على مسؤولية الدوله تجاه الأسرة والفرد وألزمت نفسها دستوريا بتوفير الدخل المناسب والسكن الملائم وأوجبت على نفسها العمل لوقايتهم من الجهل والخوف والفاقة هل عملت الدوله بتحقيق ما الزمت بها نفسها تجاه مواطنيها ام هؤلاء النازحون ليس من المشمولين بما ورد في دستور بلادهم ولأذكركم بماده دستوريه اخرى وهي الماده (42) والتي اعطت الحق للعراقي في التنقل والسكن داخل العراق وخارجه , والذي يهمني هو التنقل داخليا فكم من سيطرة منعت هؤلاء النازحين وكم نازح ترك في العراء ليالي وأيام طويلة متوسلا بهذا او ذاك من اجل تسهيل تنقله او دخوله الحدود الادارية للمحافظة او للمنطقة الفلانية فأين مفوضية حقوق الانسان عندما ترى وتسمع انتهاك دستوري لحقوق المواطن وأين اللجنة النيابيه سواء المكلفه بحقوق الانسان او ا للجنة المهتمة بشؤون النازحين وأين اللجنة العليا التي لم نرى من علوها شي غير المهاترات وتبادل الاتهامات وعقد المؤتمرات الصحفيه كما ان غياب اللجنة الدوليه للصليب الاحمر باعتباره الحارس الأممي على تطبيق القانون الدولي الانساني جعلها هي الاخرى امام محل استفهام لصمتها او عجزها سيما وان الوضع في العراق يقع ضمن البروتوكول الثاني بالإضافة الى الماده 3 المشتركه بين الاتفاقيات الاربع والبرتوكوليين الاضافيين بغض النظر عن كون العراق جزء من البروتوكول الثاني ام لا وهذا الغياب ينطبق على جميع المنظمات الدوليه بشقيها الانساني والاغاثي والتخصصي حيث لم نشاهد الا دعم خجول وتواجد لأغراض اداريه تخص المنظمات اكثر من كونه يعتني بأحوال النازحين والمهجرين ان صمت وتجاهل الاطراف الوطنيه والدولية منظمات وشخصيات يعد جريمة بحق هؤلاء النازحين وفي ذات الوقت يعتبر انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين الدوليه المهتمة بحقوق الانسان وكرامته سلما او حربا كما انه يعد انتهاك دستوري لكافة الجهات المحليه التي تغاضت او تجاهلت هؤلاء الضحايا . ان صمت الساسة يعد انتهاك للدستور وحنث في اليمين كما ان تجاهل اللجنة الدوليه والمنظمات الاخرى يحملها مسؤولية ما يتعرض له ملاين النازحين في العراق بموجوب القوانين الامميه والتكليف الواقع على هذه المنظمات كل ضمن نطاق عمله وأمام هذا التجاهل سنقوم بتوجيه رسائل الى رئيس اللجنة الدوليه للصليب الاحمر والى مركز حقوق الانسان في جنيف والى المنظمات العامله الاخرى نذكر هم بواجبهم ونحملهم مسؤولية ما يحدث وسنقوم بنشر هذه الرسائل عبر موقع كتابات الموقع الذي يتبنى الرأي والرأي الاخر وفي ذات الوقت ادعوا الزملاء من الكتاب والإعلاميين ايلاء الموضوع الاهمية المناسبة والتي تتلاءم مع منهجية عملهم ومبدئية ذواتهم …… ومن الله التوفيق.