23 ديسمبر، 2024 2:19 ص

النازحون ومعاناتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية العاجلة… مهمتنا الاولى

النازحون ومعاناتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية العاجلة… مهمتنا الاولى

بحسب تقارير دولية، مازال هناك 2.3 مليون نازح لم يعودوا الى مناطقهم، فضلا ان العائدين يفتقدون بشكل واضح الى وسائل العيش الكريم. وهذا يعني ان هناك ملايين خمسة على الاقل من شعبنا في حاجة شديدة الى كل شيء,من مستلزمات الحياة الانسانية البسيطة، وتلك مسئولية، ليست وطنية وحسب بل وانسانية بالدرجة الاولى، لذا نعتبرها مهمتنا الاولى بالاطلاق التي ينبغي التصدي لها ببذل جهود استثنائية يومية تتطلب عمل جماعي وتضامني كبير من اجل انجازها على اكمل وجه.

ارقام الامم المتحدة والمؤسسات المعنية الدولية الاخرى ارقام مخيفة ومفزعة، تتعلق بالاوضاع العامة للنازحين من صحة وتعليم وغذاء واستقرار، ورغم كل الجهود الدولية والوطنية وغير الرسمية التي بُذلت من اجل مساعدة النازحين للتخفيف من معاناتهم الكبيرة، مازال ذلك يحتاج الى الكثير والكثير جدا, فالاطفال وتشردهم وابتعادهم عن المدرسة ووضعهم الصحي وتغديتهم, والامهات ومعاناتهم اليومية وقلقهم على الحاضر والمستقبل معا, والشباب وحيرتهم وضياعهم, والرجال الذين يقفون عاجزين تماما عن تقديم شيء حقيقي لاهلهم وذويهم فضلا عن حاجاتهم الاساسية المفقودة, هناك عمل كبير ينتظرنا جميعا تجاه اهلنا من النازحين والعائدين

كما ان شبهة الفساد طالت ايضا، التعامل مع المبالغ الكثيرة التي رُصدت لبرامج متعلقة بالنازحين الحكومية منها او الدولية، وبدا واضحا ان يد الفاسدين تدخلت مرة اخرى لتمنع وصول الكثير من هذه المساعدات الى اصحابها الحقيقيين، مما يزيد من مهمتنا تعقيدا. ان احدى مهماتنا الرئيسية هي كشف ملفات المتلاعبين بالمساعدات المادية والعينية المخصصة للنازحين وملاحقتهم قضائيا والتشهير بهم اعلاميا.

في الخلاصة، ينبغي العمل على مايلي:
1- تشكيل مؤسسة مركزية تعنى بالتنسيق مع كافة المنظمات الانسانية الداعمة والمساندة لقضايا النازحين، وتجميع كافة المساعدات المقدمة لهم والعمل على توزيعها باسرع وقت وفق اليات وقنوات سلسة وسريعة وتنشر مكاتب لها تقوم بذلك في جميع مناطق النازحين.
2 – دعوة الحكومة الى ايلاء هذا الملف العناية الاولى في برنامجها الحكومي القادم ووضع كافة امكانات الدولة في خدمة النازحين. مع تفعيل البرنامج الحكومي في اعادة اعمار المناطق المدمرة بسبب ارهاب داعش والحروب التي نشات من اجل التحرير. كذلك توفير المستوصفات والمستشفيات الميدانية المتحركة لتغطية الحاجات الصحية للنازحين وتمكينها من كافة الوسائل الطبية من اجهزة وادوية وتأمين رعاية صحية كافية للنازحين, توفير اكبر قدر ممكن من مستلزمات الحياة الاساسية من مياه وكهرباء ونظافة عامة. العمل ايضا على استبدال اوسع عدد ممكن من المخيمات بالكرفانات وتوفير تأمين الوضع الامني بين النازحين والحذر الشديد في التعامل معهم كمتهمين مفترضين في الارهاب الداعشي وغيره كما يفعل بعض المنتسبين لجهات امنية، مما اثار ويثير قلقا واستياءا كبير بين النازحين والشباب منهم بشكل خاص. واهم من كل هذا وذاك هو دعوة المسئولين الحكوميين من وزراء وغيرهم والبرلمانيين الى تكثيف حضورهم الشخصي وسط النازحين والاستماع مباشرة الى شكاويهم وطلباتهم والاشراف مباشرة على تنفيذ ذلك كل في اختصاصه. اعداد برامج اعلامية رصينة ودقيقة للتعريف بمعاناة شعبنا من النازحين وكذلك عن حالة الدمار والخراب الذي تعرضت له المناطق المحررة من ارهاب داعش.
3– دعوة المجتمع الدولي والمنظمات الخاصة باللاجئين والمهاجرين واليونسيف واليونسكو والاسيسكو ومنظمات المجتمع المدني مثل حقوق الانسان واطباء بلا حدود وغيرها ، لزيادة دعمهم، مساعداتهم العينية والمادية واللوجستية للنازحين. ودعوة دول العالم والمؤسسات الاستثمارية لتمويل مشاريع اعادة الاعمار.
4- العمل على اعادة الحاق الاطفال بالمدارس واعداد مدارس ميدانية في كافة مناطق النزوح و تأهيل المؤسسات التعليمية في المناطق المحررة من ارهاب داعش، و تنشيط دورمؤسسات الاعمال الاجتماعية المتنوعة والعمل على تأكيد حضورها المستمر في مناطق النزوح لتقديم الخدمات الاجتماعية العديدة ميدانيا.
ان ماذكرناه اعلاه لايمثل الا جهدا يبقى ناقصا ويحتاج الى تضامننا جميعا لاعادة الحياة الطبيعية للملايين من شعبنا النازح، وبعث الثقة في نفوسهم في مستقبل افضل..
اختي المواطنة … اخي المواطن… لكل ذلك ولأشياء كثيرة اخرى … ندعوك للذهاب دون تردد او تقاعس لتدلي بصوتك في الانتخابات القادمة… صوتك مسؤولية .. وانسانية … وقيم نبيلة، لاتدعه يذهب الى ايادي غير امينة.. النازحون من شعبنا الجريح ينتظرونك وهم امام الصندوق الانتخابي فلا تدعهم يحبطون.