23 ديسمبر، 2024 11:58 ص

النازحون والإمطار… والإمبراطورية الفارسية

النازحون والإمطار… والإمبراطورية الفارسية

أربع ساعات كانت كافية لإغراق بغداد وبقية مدن العراق، أربع ساعات تحول العراق إلى مستنقع لمياه الأمطار ومياه المجاري تعوم فيه السيارات والمركبات فضلا عن البشر، وصارت البيوت بحيرات فرَّ أهلها إلى السطوح ليتخذوا منه منتجعا للإحزان والأشجان يندبون حظهم العاثر، وبيوت أخرى “خرَّ” سقفها من المطر فصار أصحابها كواقف تحت السماء يتلقى قطرات المطار المنبعث كالميزاب وقطع الثلج “الحالوب”، وغيرها من المشاهد المأساوية التي يطول المقال لذكرها…، لكن ثمة مشهد تتلاشى أمام صوره كل المشاهد، ومأساة تهون عندها كل المآسي، أنها مأساة ومصيبة النازحين الذين يسكنون العراء تحت الخيام، فإذا كان مَن يسكن في بيته هربَ إلى السطح من المياه، فإلى أين يهرب من في الخيمة؟!!!، وهل لخيمةٍ أن تصمد أمام تلك الأمطار الغزيرة والرياح العاتية وقطع الثلج الصغيرة “الحالوب”؟!!!، حتى مات من مات ومرض من مرض…، إنها أم المآسي التي يعجز اللسان عن ذكرها، والكلمات عن وصفها، والعقول عن تصورها، عاشها أكثر من ثلاثة ملايين نازح  منعتهم الحكومة من الدخول إلى بغداد أو غيرها من المحافظات إلا بكفيل وكفلاء، ومن حصل منهم على كفيل لم يسلم من بطش المليشيات…..
مأساة النازحين مستمرة ومعاناتهم متفاقمة في ظل تسلط المفسدين ومراجع الكهنوت الخاضعين لإيران الشر، الذين مات فيهم الضمير، وذُبِحت على مقصلة طائفيتهم ومصالحهم المشاعر والأحاسيس، وانسلخت عنهم الإنسانية، بل حتى الحيوانية، لأن العملية مبرمجة وممنهجة لخدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي، وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي وحذر منه سابقا مرارً وتكرارً  ومنها  فى تصريح خاص لــ” بوابة العاصمة ” حيث قال:
((إن قضية اللاجئين والنازحين الأنباريين وغيرهم ومنعهم من دخول بغداد والمحافظات الآخرى و طرد من دخل منهم الى بغداد والمحافظات الأخرى وإرتكاب كل القبائح والفضائح والجرائم لمنع ذلك والأسباب معروفة وواضحة وعلينا ان لا نغفل عنها ولا يفوتنا التذكير بها وهي أن إيران صاحبة المشروع الإمبراطوري الذي عاصمته العراق تعمل منذ الأيام الأولى للإحتلال وقبل جريمة تفجيرها لمرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وإفتعالها للمعركة والحرب والإعتداءات الطائفية الأولى عام 2006 فإنها تعمل على إبتداع وتأسيس ووضع خطوط دفاعية متعددة لحماية حدود إمبراطوريتها المزعومة وأهم خط دفاعي إستراتيجي عندها هو التغيير الديموغرافي المجتمعي على الأرض محاولةً إبعاد كل ما يحتمل خطره عليها وعلى حدودها ومشروعها ولهذا فهي تسعى بكل جهد من أجل إفراغ المحافظات الوسطى والجنوبية إضافة لبغداد من إخواننا وأهلنا السنة حيث يعتبرونهم إرهابيين أو حاضنة للإرهابيين من قاعدة ودواعش وبعثيين وصداميين وعروبيين وقوميين معادين للمشروع الأمبراطوري الإيراني فلابد من إبعاد هذا الخطر وقطع دابره من الأصل ويكون ذلك من خلال تخويف وإرعاب وترويع أهل السنة وتهجيرهم من تلك المحافظات كي تأمن الجبهة الداخلية لهذه البقعة من بقع الإمبراطورية وعاصمتها العراق !!)).