23 ديسمبر، 2024 2:05 م

النازحون وافعى الاناكوندا

النازحون وافعى الاناكوندا

صحراء قاحلة وارض تعصف بغبار الزمن المكفهر على وجوه شاحبة شاخصة ابصارها لربها استغاثة وتحسبا، واجساد واهنة تعتكف خوفا وهي تنبض الخوف من حفيف اجتاح طرقاتها بأنياب قاسية مؤلمة، لافعى عاصرة تحتضن فريستها حبا بالقتل بعد الأعتصار ورميها اشتاتا بالية، انها الضمائر العراقية والعربية والعالمية الخرساء، انها الافعى القاضية..اناكواندا الصمت.

نعم.. الصمت الذي استحوذ على الضمائر واخرس الافواه في واقع يستجدي الصرخة التي تنفض السكون عن كاهل شعب اضنته سنوات من الحروب والاحتلال والقتل والتهجير،  ومازال ينزف جراحاته ومايزال الصمت صوتا يصب الملح فوق الجروح، فما نتيجة ذلك الصمت الا عوائل هرعت مرغمة لترك منازلها، مخلفة احلامها وتطلعاتها المستقبلية  تبكي اطلالهم حتى باتوا اجسادا لاتسكنها الارواح بل ابدان تعتاش على مايؤمن لها من قوت توفرها لهم الجوامع وبعض الاكف الطاهرة التي ربتت على اكتافهم برعايتها لهم  واستضافتهم …ولكن؛ لا سبيل لهم سوى الترقب معهم لأنجلاء هذا الكابوس المرعب والمشهد المأساوي الذي يتكرر كل يوم دون توقف.

 

موجة تكفيرية احلت واباحت كل ماهو محرم ومحرف في الدين الاسلامي، قصدها نهب الخيرات وطمر الثقافة والمعالم الحضارية والاسلامية  والرجوع بالعراق الى عصر الجاهلية ، فما يقومون به هو اعادة لتاريخ الغزو الهمجي المتمثل بقبائل المغول و الخروف الابيض والخروف الاسود ووحشيتهم ضد العزل ممن لاحول لهم ولا قوة.

والان تستفحل هذه الغزوات اراضي عراقية، وتستبيح ارواح اهلها هدرا، فخلفت ورائها افواه تستسقي الدماء شرابا، تفطر عليه من ادعت الاسلام دينا، وافواه  اخرى ترتشف الزؤام  افطارا امتزجت نكهته بمرارة الغربة وقسوة الحياة لعوائل هرعت خوفا فأحتمت بخيمة السماء سترا وأفترشت  الارض وسادة امان تتوسدها آمالا عسير الولادة من رحم الزمان الجائر، تترقب الاذان فتصرخ بدعواتها التي فاق صوتها صوت من ادعوا العروبة والحرية والانسانية.

 

فلو كانت هناك اصوات حق ووقفة فعلية تتضامن مع معاناة ماخلفته ثلاثة عقود ونيف من اضطهاد واستبداد، وعقد رابع من الضياع والهمجية، لما آلت الامور الى ماهي عليه الان حتى كادت تخلو وتتجرد من ادنى حق يتمتع به الانسان، نفتقر لاصوات تثور وتحتفي اثر الواقع الذي تعانيه محافظات عراقية لها تأريخها الطويل وحضارتها العريقة، والتي اصبحت الان ضحية تحت فك افعى يتلذذ بألتهامها وطمر معالمها وسفر اهلها وتقاليدها، فتستغيث الانفاس من احتضارات القسوة والحرمان بصحوة الضمائر الخرساء.

فمتى يتحرك الضمير الانساني العراقي والعالمي لأنقاذ شعب واهن وانتشاله من لفائف افعى اناكواندا الصمت والنسيان الى دائرة الاهتمام والضوء، وايجاد حل لهذه الانتهاكات المفترسة التي تجتاح العراق دون تحريك ساكن.

النازحون وافعى الاناكوندا
صحراء قاحلة وارض تعصف بغبار الزمن المكفهر على وجوه شاحبة شاخصة ابصارها لربها استغاثة وتحسبا، واجساد واهنة تعتكف خوفا وهي تنبض الخوف من حفيف اجتاح طرقاتها بأنياب قاسية مؤلمة، لافعى عاصرة تحتضن فريستها حبا بالقتل بعد الأعتصار ورميها اشتاتا بالية، انها الضمائر العراقية والعربية والعالمية الخرساء، انها الافعى القاضية..اناكواندا الصمت.

نعم.. الصمت الذي استحوذ على الضمائر واخرس الافواه في واقع يستجدي الصرخة التي تنفض السكون عن كاهل شعب اضنته سنوات من الحروب والاحتلال والقتل والتهجير،  ومازال ينزف جراحاته ومايزال الصمت صوتا يصب الملح فوق الجروح، فما نتيجة ذلك الصمت الا عوائل هرعت مرغمة لترك منازلها، مخلفة احلامها وتطلعاتها المستقبلية  تبكي اطلالهم حتى باتوا اجسادا لاتسكنها الارواح بل ابدان تعتاش على مايؤمن لها من قوت توفرها لهم الجوامع وبعض الاكف الطاهرة التي ربتت على اكتافهم برعايتها لهم  واستضافتهم …ولكن؛ لا سبيل لهم سوى الترقب معهم لأنجلاء هذا الكابوس المرعب والمشهد المأساوي الذي يتكرر كل يوم دون توقف.

 

موجة تكفيرية احلت واباحت كل ماهو محرم ومحرف في الدين الاسلامي، قصدها نهب الخيرات وطمر الثقافة والمعالم الحضارية والاسلامية  والرجوع بالعراق الى عصر الجاهلية ، فما يقومون به هو اعادة لتاريخ الغزو الهمجي المتمثل بقبائل المغول و الخروف الابيض والخروف الاسود ووحشيتهم ضد العزل ممن لاحول لهم ولا قوة.

والان تستفحل هذه الغزوات اراضي عراقية، وتستبيح ارواح اهلها هدرا، فخلفت ورائها افواه تستسقي الدماء شرابا، تفطر عليه من ادعت الاسلام دينا، وافواه  اخرى ترتشف الزؤام  افطارا امتزجت نكهته بمرارة الغربة وقسوة الحياة لعوائل هرعت خوفا فأحتمت بخيمة السماء سترا وأفترشت  الارض وسادة امان تتوسدها آمالا عسير الولادة من رحم الزمان الجائر، تترقب الاذان فتصرخ بدعواتها التي فاق صوتها صوت من ادعوا العروبة والحرية والانسانية.

 

فلو كانت هناك اصوات حق ووقفة فعلية تتضامن مع معاناة ماخلفته ثلاثة عقود ونيف من اضطهاد واستبداد، وعقد رابع من الضياع والهمجية، لما آلت الامور الى ماهي عليه الان حتى كادت تخلو وتتجرد من ادنى حق يتمتع به الانسان، نفتقر لاصوات تثور وتحتفي اثر الواقع الذي تعانيه محافظات عراقية لها تأريخها الطويل وحضارتها العريقة، والتي اصبحت الان ضحية تحت فك افعى يتلذذ بألتهامها وطمر معالمها وسفر اهلها وتقاليدها، فتستغيث الانفاس من احتضارات القسوة والحرمان بصحوة الضمائر الخرساء.

فمتى يتحرك الضمير الانساني العراقي والعالمي لأنقاذ شعب واهن وانتشاله من لفائف افعى اناكواندا الصمت والنسيان الى دائرة الاهتمام والضوء، وايجاد حل لهذه الانتهاكات المفترسة التي تجتاح العراق دون تحريك ساكن.