أين ذهبت الأسماء والمؤسسات الكبيرة التي أعلنت تصديها لملف النازحين ؟..أين نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ولجنته الوزارية العليا لإغاثة النازحين ؟ ..أين وزارة الهجرة والمهجرين وأختها حقوق الإنسان من معاناة النازحين ؟.. أين صارت الشعارات الإعلانية و الحملة الإعلامية الكبرى التي أطلقتها شبكة الإعلام العراقي تحت شعار (النازحون مسؤوليتنا) ؟ ..أين ولى استنفار مجالس المحافظات حول موضوع وملف النازحين ؟..
يبدو أن كل تلك اللجان الوزارية والمحلية و الشعارات الإعلانية و الحملات الإعلامية التي أطلقتها الحكومة ومؤسساتها الرسمية قد انتهت مع انتهاء المليارات التي خُصصت للنازحين والتي كانت كفيلة بضمان جُزءٍ من حياةٍ كريمةٍ لهم لو وزعت بشكلها الصحيح والعادل قبل أن تدخل مُستنقع الفساد الذي لم يَذر و يبقى منها شيئاً حالها حالِ موازنة 2014م التي أغلقت سجلاتها الختامية دون معرفة نفقاتها الانفجارية والخيالية . وليبقى النازحون متقاسمون في المساجد والحسينيات على طريق (يا حسين) من البصرة وحتى كربلاء , وفي كردستان بـ(خيم) تحت العراء .
أذن قد تخلى الجميع عن النازحين بعد سرقة أموالهم وحقوقهم تاركيهم للعراء وبردهِ (القارس) في هذا الشتاء الذي يُنذرُ بوصول موجة رياح وثلوج عالية قادمةً من شواطئ البحر المتوسط مارةً بدولِ لبنان وسوريا و الأردن مُتجهةً نحو العراق وبعض الدول الأسيوية ..
هذه الموجة التي أُطلق عليها أسم (هدى) في الشرق الأوسط قد مَاتَ من جراء بَردها وثلوجها و قساوتها مئات الأطفال والنازحين الذين يسكنون في مخيماتٍ بسيطة وسط عراء الصحاري الذي بات أبيض اللون لكثافة ثلوجه المُتدفقة نحو الأرض ..
ويقيناً عندما تصل (هدى) العراق فأن خسائرها وضحاياها ستكون أكبر بكثير من ما أحدثته في طريقها لأن موازنة 2015م (تقشفية) وأن مخصصات النازحين منها ستكون حتماً أقلُ بكثير جدا من العام الماضي لذا سوف لن يُكلف أحداً من مُمتلئي الجيوب (بسبب النازحين) نفسه ليهتم ويتصدى لموضوعهم ومعاناتهم مرةً أخرى وسيكتفي بالمؤتمرات الصحفية التي بدأت من الآن وهي تُناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لأغاثت نازحي العراق .. وهنا على شبكة الأعلام العراقي أن تبدأ بحملة شعاراتٍ إعلانية جديدة تحت شعار(النازحون مسؤولية أنفسهم!!) تُصرف لها أجورها من ما يُخصصُ للنازحين في الموازنة التقشفية ..
وهنا لا بُد أن نتساءل في آي مُجتمع غاب نعيش نحن والنازحون ..
فلو كان جزءٌ من عدل وحكمُ (محمد) و (علي) قائمٌ بيننا لما أُنفقت المليارات من موازنة وحقوق الشعب على الحملات الانتخابية و الأغراض الشخصية و التأثيثات المكتبية لفخامة فلان وفلان وغيرها من الشبهات الفاسدة التي لا تُعد لو أُحصيت ..