23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

النازحون ضحية مصالح الكبار..

النازحون ضحية مصالح الكبار..

يوما بعد يوم تنكشف الضبابية عن الصورة التي يمر بها العراق عامة والمنطقة العربية خاصة صورة الحروب الطائفية المروعة, إنها مؤامرة عالمية انها تصفية حسابات بين اللاعبين الكبار الذين لا هم لهم إلا مصالحهم القومية حتى لو تسحق الأمم بكاملها !!..
وللأسف الشديد ومما يدمي القلب إن أبناء هذه الشعوب أصبحوا أدوات بيد من لا يريد الخير لهم من الذين يريدون أن يجعلوا منهم حطب لصراعاتهم وتصفية حسابات الخصوم وقد أثبتت التجربة صحة مانقول إن الملايين من الأطفال والشيوخ والنساء عندما تركوا الأوطان والمنازل هربا من الموت فسكنوا البراري والصحاري ومن ثم الهجرة إلى بلاد الكفر ومن يجعل من التشيع ومذهب البيت ذريعة للحرب والقتل وسفك الدماء يتفرجون وكذلك الجانب الآخر ممن يدعي الحرص على السنة والصحابة وقفوا على التل وأغلقوا حدودهم أمام النازحين !!..
وقد صدم النازحون بهذه الحقيقة المرة, وهي ظلم المسؤولين وفسادهم, ممن أصبح ألم النازح والمهجر هو قوت له, نعم أناس يعتاشون على آلام الآخرين ويجدون في معاناتهم مصدرا لكسبهم وملئ كروشهم التي اتخمت من الأكل الحرام والسحت!!فلم يجد النازحون من يحتضنهم ويأويهم ويخفف عنهم لوعة النزوح وترك المسكن والمدينة ومصدر العيش, ويرحم عزتهم بعد الذلة, بل إنهم وجدوا من أذلهم وأذل عزتهم وكرامتهم وأهان إنسانيتهم حتى وصل الأمر إلى سرقة ما خصص لهم من أموال رغم قلتها وعدم كفايتها لسد أبسط حاجاتهم اليومية.
هذه هي معاناة النازحين العراقيين, هربوا من الرمضاء إلى النار من الموت إلى التعاسة والظلم, هربوا حفاظا على كرامتهم وإنسانيتهم إلى من يهينها ويمتهنها, هربوا من الإرهاب وسفك الدماء إلى إرهاب السرقة والظلم والفساد, حتى صارت مأساتهم هي سببا لمكاسب وسرقات ومفاسد وإفساد المسؤولين, بل أصبحت أموالهم وحقوقهم هي عبارة عن مساومات ومقايضات في مابين هذا المسؤول وذاك, بين هذه الجهة وتلك, كما عبر عنها سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية التي ألقاها يوم الخميس 12 / 2/ 2015 م … إذ قال سماحته…
(( إلى أي مستوى من الرذالة والدناءة والخسة عند هؤلاء عندما يعطى الفتات ، يعطى الأموال من اجل أن يوصل هذه الأموال للنازحين للفقراء للمحتاجين للأبرياء للأطفال للنساء للمرضى ويصل لهم الفتات الفتات، بعد المعاناة يحصل على الفتات، حتى هذا الفتات سُرقت من الناس, أين السارق ؟ قامت الدنيا في يوم من الأيام وقبل أيام وبعد هذا حصلت المساومات غط لي سرقتي وأغطي لك على سرقتك وانتهى الأمر كأنه لم يحصل أي شيء ولم تسرق الأموال, أموال الأطفال النساء، أموال المهجرين أموال النازحين أموال المظلومين، الله ينتقم منكم أيها السفلة أيها السراق, أموال الأبرياء أموال النازحين أين ذهبت ؟ سرقها الجميع ، سرقة مقابل سرقة، جريمة مقابل جريمة، تكفير مقابل تكفير، منفعة مقابل منفعة …))…
فقد أصبحت مشكلة وأزمة النازحين والمهجرين العراقيين هي مصدر رزق لبعض الساسة والمسؤولين المفسدين السراق, فالنازح العراقي الآن يعيش بين لوعة النزوح وظلم وفساد المسؤول أمام مرأى ومسمع الرموز والقيادات الدينية والسياسية التي اكتفت بالتفرج والصمت المطبق ؟؟!!.