عندما تشتعل النيران في أي دار , فأن الناس تهب لإطفائها.
وهذا السلوك غريزي تشترك فيه المخلوقات كافة , وتعبّر عنه بتصرفاتها الهادفة إلى النجاة من النيران.
وأساليب الإطفاء لا تحصى وقد تطورت وتعددت وتقدمت كثيرا عما سبق.
أما إشعال النيران , فأنه عمل سهل قد لا يحتاج إلا إلى شرارة وتأجيج.
وعندما تكون الدار وطنا وتشتعل فيه النيران , يتحتم على جميع أبنائه المسارعة لإخمادها ومنعها من الإنتشار في أرجائه , أي أن النيران لا بد من محاصرتها أيا كان نوعها ومكانها.
ومن غرائب ما نقوم به أننا نسعى إلى تغذية النيران بما يساهم في إمتداد رقعتها وتأجيج لهيبها وفداحة آثارها , وبتواصل تأجيجها وإشعال نيران أخرى بجوارها , وجدتنا في مأزق إنفلات عقالها , وما عادت السيطرة عليها ممكنة وأنها ستلتهم كل شيئ وتحيله إلى رماد.
ومن الواضح أن الكراسي والأقلام المرتزقة منها , أسهمت وبقوة في صب الزيت على النار , وفسح المجال لها للإمتداد في مساحات شاسعة , حتى أنها أخذت تلتهم الأخصر واليابس.
كما أن أدعياء الدين قد شاركوا في إصطلاء الوطن بالنيران , وإحراق أبنائه وممتلكاتهم وحاضرهم ومستقبلهم.
فلماذا تساهم الكراسي والأقلام في إدامة نشوب الحرائق وتجددها وتناميها؟!
هل أنه إضطراب المتعة بالنيران؟
أم السذاجة والشعور بالتهديد والأخطار؟
أو الدور الذي يجب أن يقوم به الذين وُضِعوا فوق الكراسي المكسورة؟
وإن مهمتهم إحرق , إحرق حتى تسيطر على الرماد , عندها ستأكلك النيران ولكن أي مأكل؟!!