تبدأ الحكاية من سمعنا ويقولون،
و تبدأ هذه الأحداث بالتداول في المجالس
ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل مرة التفاصيل والأحداث تتغير،
حتى القصة تصاب بالتخمة، ولن يتجرأ أحدهم للبحث عن حقيقة هذه القصة أو مصدرها،
إذ تتلون حسب المصدر عن طريق النكتة، الكراهية والتسقيط، ووجه آخر عن طريق التنبيه، وخوفه على مصلحة الفرد والمجتمع،
إنها الشائعات التي تتداول من غير أي حس بالمسؤولية،
ومما ساعد على سرعة انتشار الإشاعة وسائل التواصل الاجتماعي..
وتكمن خطورة الإشاعة في كونها تدخل في جوانب مختلفة
اجتماعية، صحية، اقتصادية، ثقافية، سياسية،
ومن هنا يكون لها التأثير على حياة الناس، بل وتؤثر على الانطباع العام.
أشخاص يعرض بشرفها وسمعتها،
وأشخاص تسقى مر التشهير والتسقيط،
وللأسف نحن نساعد في استقلالنا لنشر الشائعات
ونساهم في دمار أشخاص، ويتطور الأمر إلى أن يمس المجتمع،
إذ أن هناك نوع آخر لشائعة غير الإشاعة الفوضوية،
هناك إشاعة منضبطة إذ يكون لها أهداف وقواعد،
ولقد كان للأطراف المتنازعة في الحربين العالميتين
حملاتهم النفسية والاجتماعية، مثلاً بريطانيا
أنشأت في عام ( 1918 م ) قسماً للدعاية ضد العدو،
وهنا يتضح العلاقة بين الإشاعة والحرب النفسية،
وهي علاقة الجزء بالكل لتشعل النار بالهشيم،
تحتاج مجرد إشاعة لافتعال الفتن والأزمات وتسقيط مجتمع،
من هنا لابد أن نكون واعين ولا نكون وسيلة يستقلنا الغير في تدمير أشخاص أو افتعال أزمات في المجتمع، والقرآن الكريم قد وضع لنا القواعد التي تنجينا من هذا المنزلق.
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) 15 النّور.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات ٦