23 ديسمبر، 2024 2:48 م

النار العظيمة قادمة ستحرق الجميع

النار العظيمة قادمة ستحرق الجميع

 منذ قيام الحرب العالمية الأولى و خسارة الدولة العثمانية ونتائجها المترتبة على تقسيم الوطن العربي الى دول متعددة تحكمها أدارات ملكية وامراء تكوّنوا بأرادة المحتلين تغيرت بعضها بالقوة الى نظم جمهورية اتخذت مناهج عدة مختلفة متأثرة بالمتغيرات التي حدثت في العالم مثل الثورة البلشفية في روسيا وانتشار الفكر الشيوعي على المستوى العالمي . وكذلك ايظاً تأثيرات الحرب العالمية الثانية . وانقسام العالم الى نصفين ’ الحلفاء ودول المحور ’ نتيجة عوامل متعددة أبرزها العامل الاقتصادي والعوامل السياسية , تداعيات هذه الحرب كانت واضحة المعالم على المنطقة العربية وخصوصاً ماحدث من اغتصاب فلسطين وتسليمها لليهود من قبل بريطانيا وبمساعدة الكثير من دول العالم المؤثرة مثل روسيا متمثلة بالأتحاد السوفيتي وأميركا وفرنسا وغيرها من الدول , نتيجة الدور الفاعل والتأثير الكبير الّذي قامت وتقوم به المنظمات الصهيونية منذ برتكولات صهيون الى الآن . والسيطرة على الاتجاهات السياسية و مراكز القرار العالمية من خلال التأثير الفاعل على اقتصاد هذه الدول وإعلامها منطلقة من نظرية ( الاقتصاد عصب الحياة والمال عصب الاقتصاد ) فكان لها ما ارادت . نتيجة نظرة المستعمرين ونتيجة اطماعهم في المنطقة من خلال فلسفتهم الخاصة بهم على ان الدولة الاسلامية التي يحكمها ويقودها العثمانين الاتراك . وتشبيه تركيا ببريطانيا أوهولندا او فرنسا بأعتبارها دول استعمرت هذه الاجزاء من العالم هكذا كانت النظرة للعثمانيين فعليه كان رأي الدول الاستعمارية التي كسبت الحرب .   تقسيم الوطن العربي على وفق مصالحها في السيطرة على هذه المناطق ونهب خيراتها وجعلها سوق لتصريف بضائعهم ونتيجة المتغيرات في العالم وكما اسلفنا وتطور الاحداث بعد الحرب العالمية الثانية والتناقض الذي حدث بين الاتحاد السوفيتي الشيوعي الاشتراكي المناقض للفكر الرأسمالي , حدث التناقض الذي تطور سريعاً من ( ثانوي الى تناقض رئيسي الذي لا يزول الا بزوال احد الطرفين ) وأنسحب هذا الصراع على المنطقة العربية بأشكال مختلفة ومتعددة . حفزت على ظهور حالات جديدة تشكل خطورة بالغة التأثير على الدول الاستعمارية التي تهيمن على المنطقة العربية بشكل مباشر أو غير المباشر من خلال انظمة الحكم التي سهلت لها ونصبتها ‘ لأدارة دول الوطن العربي بعد تقسيمه كي تسهل السيطرة عليه . ونتيجة تطور الوعي والادراك والرغبة في التقدم والخلاص من الدائرة الاستعمارية المجحفة التي رَسّخت اسباب التخلف والتردي التي يعاني منها الشعب العربي . نتيجة هذه المعاناة أدت الى بروز التيار القومي الذي تبنى قيادة جماهير الامة العربية جاعلاً من ابرز اهدافه الوحدة والتحرر من الاستعمار والتبعية لهُ وتحرير فلسطين وكذلك الجزائر , كأهداف مركزية لهُ . ولعوامل ذاتية وموضوعية متعددة , ومحاربة هذا التيار من قبل الاستعمار مسند من الصهيونية والرجعية العربية المرتبطة به سهل عملية عرقلة تنفيذ ما جاء من اجله وبالتالي انحساره . وأنعكس ذلك على جماهير الامة وأصيبت بالاحباط والتردي نتيجة ذلك . فأصبحت وجلة مترددة في اختيارها لطريقها ومبتغاها . لهذا آثرت العزوف عن خياراتها ومراميها وتطلعاتها المشروعة في الوحدة والحرية والاستقلال وتحرير أجزاء الوطن العربي المغتصبة والمسلوبة . نتيجة ضرب التيار القومي . أدّت الى ظهور التيارات الاسلامية وبشكل فاعل وقوي على الساحة العربية نتيجة سطوة المستعمر في كل من أفغانستان والعراق ودعم الدول الاستعمارية المطلق لأسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية , أسرائيل الدولة الغاصبة المعتدية . لكل هذا الحيف المجحف والظالم  ثارت جماهير الامة العربية في عدد من الاقطارعلى حكامها المتخاذلين ( الثورات التي سميت بالربيع العربي ), ثورات ارعبت  المستعمرين واسرائيل وحكام العرب قاطبة وبدون استثناء وخصوصاً دول بذاتها مسؤولة عن حالة التردي والاهانات المتكررة التي يمارسها المستعمر وخاصة اميركا واسرائيل وايران . مما دفع هذه الجماهير للثورة والتمرد على حكامها وواقعها الفاسد . لكن ما يؤسف له أن هذه الثورات كانت عفوية بدون تنظيم وبدون قيادات قادرة على ادارة هذه الثورات واستثمارها بالشكل المنطقي , أو اهداف مركزية واضحة ومعلومة مما فتح الباب على مصراعيه لأختراقها وأدخال قيادات متعددة ومختلفة طارئة مسيّرة من الخارج . استغل اعداء الامة الثغرات  التي رافقت هذه الثورات وأدخلوا فيها ما يناسبهم من امور مفتعلة لحرف هذه الثورات وتشويهها وأفراغها من محتواها , في محاولة لأدخال الجماهير في حالة يأس جديدة وأنقاذ البقية الباقية من الحكام الفاسدين في المنطقة العربية وايران . كانت هذه الثورات مرعبة بحق . وهذه الثورات حدثت في تونس ومصر وسورية أما اليمن وليبيا فلم تكن ثورات بل مرتزقة أدخلتهم اميركا واسرائيل للقظاء على انظمة خارج السيطرة . و ألا لماذا تدخلت اميركا عسكرياً ضد نظام القذافي ولم تتدخل في سوريا لحماية الشعب السوري . وكما يحدث اليوم في العراق ايظاً فرضت حضر جوي على العراق من خلال خطوط الطول والعرض قبل الاحتلال بحجة حماية الاكراد والشيعة في المناطق الشمالية و الجنوبية بينما تطلق يد المجرم نوري المالكي لذبح سكان العراق المعارضين لهُ . من خلال هذا كله تكللت الثورة الجماهيرية في مصر بوصول ( الاخوان المسلمين ) الى السلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهه شارك فيها الشعب المصري بأرادة واعية مختاراً قيادته . عملية ديمقراطية نادرة في الوطن العربي وفي مصر خاصة . والنتيجة كانت المؤامرة الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي نفس تشكيلة الشر اتفق الاشرار اميركا واسرائيل والرجعية العربية متمثلة بالسعودية وأجهضوا الثورة الجماهيرية وتجربتها الديمقراطية خلال السنة الاولى من عمرها كل ذلك جرى في الحاضر مثل ما جرى في الماضي عندما تآمروا على رموز وقيادات التيار القومي . لأنهم يُحرّمون الحرية والديمقراطية التي يتشدقون بها على جماهير الامة العربية وأستشعروا خطر الاخوان على مصالحهم  . ونفس الحال حدث في العراق عندما فاز اياد علاوي . (العلماني) الذي لا يتماشى وبرنامجهم في تدمير العراق من خلال الاحزاب الدينية وأقحام الطائفية وتمكن ايران من العراق والانتقام على هواها كافية ً اسرائيل والكويت من ذلك . وقبل هذا كله وصول الاسلاميين ( جماعة عباس مدني ) في الجزائر وعن طريق انتخابات مشروعة ونزيهه الى السلطة وكيف كان دور فرنسا في منعهم وانتزاعها منهم بالقوة ومنع تجربتهم الديمقراطية . الثورة العربية لا زالت نارها تستعر بالرغم من خفوتها مؤقتاً ستشتعل بحجم اكبر وغير متوقع وَتُحرِق كل الانظمة المنظوية تحت جناح اميركا واسرائيل وايران . وهذه حقيقة وليست تَمَنّي , لأن واقع الحال والمؤشرات السياسية للسلوك والنهج الجماهيري وقناعاته الرابطة للعمق التاريخي بالحاضر المزري الضالم تؤكد على حتمية التغيير وتقرير المصير . من المحاولات اليائسة التي جاء بها محور الشر ( اميركا اسرائيل ايران والرجعية العربية وحكّام العراق الحاليين والنظام السوري ) متظامنين  , خلق تنظيمات ومجاميع جلها من المرتزقة أو من تجنده مخابراتهم تتلون بالصبغة الاسلامية ظمن أسلوب مخابراتي يعرف ( بالعمل الواجهي ) غاية ذلك تعطيل الثورة في كل من سوريا والعراق والاساءة للأسلام والمسلمين وَإبعاد الخطر وتأجيله ولو الى حين , عن عملائهم من حكام المنطقة  وتأليب العالم ضد جماهير الثورة في هاذين البلدين العربين المُسلِمَين . فخلقوا  ما يسمى ( داعش ) مختصر ( دولة الأسلام في العراق والشام ) أطلقت وروجت لهذا المصطلح الولايات المتحدة الاميركية , ودولة الاسلام لم تتعامل ولم تعترف بهذا المصطلح . وألا ليس من المنطق او المعقول أن يسعى فصيل محارب ثائر على نظام فاسد من تأليب العالم عليه وهوبحاجة الى دعمه والتعاطف معه , وقيامه بأعمال غير منطقية على الاقل في بداية الصراع مثل تهجير المسيحين من سكان العراق الاصليين وسلبهم ممتلكاتهم او استخدام وسائل أخرى في التعامل مع الناس ينفر منها المجتمع المحلي قبل المجتمع العالمي ولا تتناسب مع المفاهيم الاجتماعية المتعارف عليها والمعمول بها منذ زمن بعيد . كل هذا حتى يكون مشروعاً لبشار والمالكي من ضرب الثوار و جماهير الثوار وابادتهم بحجة مكافحة الارهاب والارهابين وأضفاء طابع المشروعية ايظاً للميليشيات المرتبطة ببشار وايران ونوري المالكي وزجها في قتال مع الثوار بحجة حماية مراقد دينية تدعي الاحزاب الدينية الشيعية وميليشياتها الموجّهَ من ايران وكأن هذه المراقد سلعة ملك صرف لهذه الاحزاب دون غيرهم من المسلمين . أضف الى ذلك خوفهم من امتداد الثورة في العراق الى المناطق التي تسكنها أغلبية شيعية في الوسط والجنوب . هناك فصائل كثيرة ومتعددة تشارك في ثورة العراق الحالية تفوق نسبتها اكثر من 85% فلماذا التركيز على داعش . السبب واضح لتخريب الثورة اولاً وأبادة سكان المناطق التي تتحقق فيها الثورة كعقاب جماعي وتظليل الرأي العام العالمي . نفس الاسلوب المستخدم من قبل اسرائيل في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني والماثل للعيان أمام كل العالم الآن كما في الماضي . أستخدام مفرط للقوة وأبادة جماعية دون اي مبرر معقول . مستغلين العمى الدولي لما يحدث في المنطقة العربية من استهتار وعربدة لفريق الشر الذي سميناه سلفاً . لم تكن ردود فعل عالمية عما يجري في منطقتنا وكأننا أو كأنهم من  كوكب آخر غير كوكب الار ض . ظهرت أدانات خجولة ومبادرات غير ملزمة لا للمبادر ولا للمقصود بالمبادرة . معلوم ان قرارات الاتحاد الاوربي غير ملزمة لآعضائه وهذا مبدأ معمول بهِ يعرفه الجميع لذا كل مايصدر عنه غير مجدي وغير نافع . لو ان أمرٍ مس فريق المستعمرين لقامت الدنيا ولم تقعد . لكن ذلك ان حدث على غيرهم فحالة طبيعية عادية لا تثير حفيظتهم . لا زلنا نتذكر ( حادث لوكاربي ) وكيف كان تصرفهم . لكن مافعلوه ويفعلونه بنا شيء آخر من قتل وتهجير وابادة سكانية وتخريب للبنى التحتية ونهب وسرقة خيراتنا وثرواتنا النفطية وغيرها شيء طبيعي وكما قال المجرم ( بوش الصغير ) ( أن وجود البترول في المنطقة العربية خطأ ألاهي يجب تصحيحهُ ) كل هذا يعني و كما قال الشاعر .

      قتل امرئ في غابة جريمةٌ لا تُغتَفَر * وقتل شعبٍ كاملٍ مسألةٌ فيها

    نظر

   كل مايجري في وطننا العربي عموماً والعراق خصوصاً في الماضي والحاضر والمستقبل . يتحمله الاستعمار الأوربي والاميركي واسرائيل وعملائهم من الصهاينة مثل ملالي ايران وحكام العراق والدول العربية  وعلى وجه الخصوص حكام دول الخليج وفي صَدارَتِهم الكويت والسعودية . النار العظيمة قادمة وستطيح بالجميع استعمار وصهاينة وحكام متخاذلين وعملاء أراذل . الرائع في أمر هذه الثورات درجة الوعي العالية جداً والأصرار الذي أدهش الجميع على المشاركة في هذه الثورات المتعاقبة والتصدي بلا كلل ولا ملل وبصدور عارية وايمان راسخ  كسرت حاجز الخوف والتردد لمواجهة القوة الغاشمة للمستعمرين والحكام المتخاذلين ـ أذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر والشعب العربي هذه المرة مصر وبعناد أن يحيا حياة تسر الصديق فلم تعد البندقية ولا الدبابة  ولا الطيارة ولا الاجهزة القمعية تُخِيف الانسان العربي الذي اصبح مارداً وأسطورة يخيف من يريد بهِ شراً سيعصف الشعب العربي بكم وبمصالحكم الا مشروعة لقد طفح الكيل ولم يعد في القوس منزع.