23 نوفمبر، 2024 7:14 ص
Search
Close this search box.

النار التي اشعلها المالكي في ثوب الانباروصلت الى حزام مدينة بغداد !

النار التي اشعلها المالكي في ثوب الانباروصلت الى حزام مدينة بغداد !

حرب الانبار كانت آخر طلقة في جعبت  دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري كامل المالكي قبل نهاية حكمة في الثلاثين من الشهر الجاري ، لم تحقق إي تقدم حقيقي على صعيد وقف إعمال العنف التي تحصد أرواح الالاف من العراقيين لحد هذه اللحظة ، وتدفعهم الكثير منهم للهروب والهجرة والنزوح الى مناطق آمنة في داخل العراق وخارجه , وإذا حققت تقدما طفيفا على صعيد شعبيته امام ملالي طهران لأعادته للحكم لولاية ثالثة ، فان الهجمات تضاعفت وتعددت في جميع بقاع الارض في العراق عدا مدن كردستان ، لان الذين يقفون خلفها انسحبوا إليها لان حرب بغداد على الابواب بعد حرب الانبار, والنار الى اشعلها دولة الرئيس في ثوب الانبار قد وصلت الان على اطراف ثوب مدينة بغداد العاصمة ، وهذا ما تفسره المجازر واغتيالات والتفجيرات والتهجير وهدم البيوت والمباني وفقدان البنى التحية , السيد المالكي يترأس حكومة مهلهلة ، تعيش عزلة غير مسبوقة ، ولا تحظي بأي تأييد حقيقي في أوساط اقرب الحلفاء إليها ، فنصف وزرائها إما مهمشين رسميا  أو مقاطعين لأسباب متعددة  وهذه حكومة من المفترض أن تحقق المصالحة الوطنية وتعكس جميع ألوان الطيف السياسي العراقي أو معظمها , هناك شبه إجماع في أوساط المسؤولين الأمريكيين على فشل السيد المالكي في مهمته ، فجميع وعوده في تحقيق الأمن ، وانجاز المصالحة الوطنية ، ودفع عجلة التنمية لم تترجم عمليا على الأرض ، بل ما حدث هو العكس تماما ، الى جانب انسحاب الكتل السياسية الفاعلة من الحكومة وعدم تفاعلهم مع حكومة بعداد ، قوة السيد المالكي اليوم تتجسد في ضعفه ، وعدم وجود إي بديل مناسب أو حتى غير مناسب له ، وهذا هو سبب الارتباك الأمريكي تجاهه ، وخرج بعض قادة الأمريكان اليوم بتصريحات علنية قال فيها إن التقدم السياسي في العراق خلال العشرة سنوات الماضية مخيب للآمال ، وان الدعم الأمريكي لحكومة المالكي ليس صكا على بياض ، ولكن هؤلاء جميعا لا يملكون غير الكلام وترديد ما يردده معظم المراقبين، ويبدون عاجزين تماما عن فعل إي شيء , العملية السياسية الحالية التي جاءت بحكومة المالكي الطائفية ، وهم أيضا الذين يديرون شؤون بلادهم , فالديمقراطية المزعومة باتت مرتبطة في أذهانهم بالخديعة وانعدام الأمن ، وتصاعد إعمال العنف والإرهاب ، والحرب الأهلية الطائفية والتطهير العرقي، والميليشيات الدموية ، وفرق الموت ، والتعذيب والبطالة وملايين الشهداء والهجرة منذ قدوم  قوات الاحتلال الأمريكي , العراقيون في الماضي كانوا ينخدعون بكلمة الديمقراطية والانتخابات العامة الحرة ، التي أدمن المسؤولون الأمريكيون ترديدها ، لأنهم اعتقدوا أنها ستجلب لهم الأمان والرخاء ، ولكن بعد إن شاهدوا ما حل في بلادهم من خراب وتمزيق ، وبعد أن رأوا الساسة الفاسدين الذين أنجبتهم الانتخابات وعمليات النهب العلنية التي مارسوها لثروات البلاد ، كفروا بهذا المصطلح ، وباتوا يحنون ، أو معظمهم إلى أيام الدكتاتورية ، فلماذا يتشرد خمسة ملايين عراقي نصفهم لجأ إلى الى دول الجوار ويعيشون في ظروف صعبة ومؤلمة ، ويغادر اليوم اكثر من  مليون ألف مواطن من مدن الانبار حسب إحصاءات الأمم المتحدة بسب حرب طائفية ومع اسفنا الشديد وراح ضحية المعارك في مدن الانبار اكثر من 3000 مواطن من الشعب العراقي وجرح الالاف منهم , وإذا كان الأمريكيون والأوروبيون الذين أيدوا احتلال العراق وتغيير نظامه حريصين فعلا على الشعب العراقي مثلما كانوا يرددون دائما ، فلماذا لا يفتحون أبواب بلادهم لاستيعاب هؤلاء ، أو تخصيص معونات كافية لتوفير لقمة العيش والخدمات الأساسية لهم في الدول المجاورة  , الرئيس اوباما الحالي يبحث عن كبش فداء لسياساته الفاشلة في العراق ، ولذلك يلقي بالمسؤولية على السيد المالكي، وعلى الشعب العراقي نفسه ، وكأن هذا الشعب في أفضل أحواله ويملك أدوات التغيير، مثله مثل الشعب الأمريكي، الذي يملك مؤسسات دستورية راسخة ، وحريات ديمقراطية متجذرة ، وصحافة حرة , ارتباك الرئيس اوباما ، بين سحب الثقة بحكومة المالكي، ثم تجديدها ، هو بمثابة رصاصة الرحمة على الرجل وحكومته.

أحدث المقالات

أحدث المقالات