19 أبريل، 2024 9:22 ص
Search
Close this search box.

النار التي اشعلتموها ..الان بها تكتوون !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد في الكلام بقية ..
فلقد قيل كل شيء قبل وبعد الجريمة النكراء باعدام الطيار الاردني  بهذه الطريقة الهوليوودية الفجة ؛ والتي يستهزيء بها حتى الطفل الرضيع .
وسواء صحّت رواية الحرق هذه ؛ او تمت بغيرها ؛ او انها لم تتم اصلاً .. فان الفكرة وصلت كما يحلو لمقدمي برامج ( الثرثرة الفارغة ) ان يقولوا للجم ضيف ينطق بحقيقة او يهرطق بكلام .
قلنا مرار ان النار التي اوقدتها الايدي الخفية التي تدير العالم لتدمير هذه الامة ؛ وهذه المنطقة ؛ وهذا الدين من دواخلها سترتد على الدول التي صممتها وصاغت مساراتها وخططت لها اهدافها تطبيقاً لقاعدة ان لكل فعل رد فعل ..
وقلنا مراراً ان دويلات المدن الحديثة التي ما فتأت تنبطح وتسلم كل المفاتيح من اجل ابقاء كراسيّها وعروشها وارصدتها واطيانها ستكون اول من يكتوي بالنار التي ارادوها بعيدة عن صياصيهم .. فاذا بها تداهم حتى غرف نومهم المهلهلة وستقوى وتشتد ..
قلنا ايضا ان داعش الجنين غير الشرعي لفتاوي التكفير والترهيب والازدراء والانتقاص من اديان ومعتقدات الاخرين سيكبر ويتحول الى مسخ يجتاحهم رعباً وويلاً وثبوراً ..
وقلنا ايضا ان العقلاء ( لو صح ان كان هناك عقلاء ) سيسمحون لهذا الغول بسكوتهم او جهلهم او تجاهلهم ؛ ان يكبر ويتمدد ويصبح حقيقة واقعة تجتاح الارض : حرقاً وتدميراً وعصفاً واجراماً وتلفيقاً وتكفيراً .. وكل ذلك باسم الدين ؛ واستنادا الى ( فتوى السلف ودستور الاسلام ) وهو منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف .
وهكذا كانت ارض الحرمين مهداً لكل فتوى تجيز الحزّ والحرق والتعزير والنفي والجلد وما لم ينزل الله من عقوبات تستهدف اولا الشماتة بكرامة الانسان وهو خليفة الله في ارضه بنص القران ..
وهكذا كانت اراضي اليمن والعراق وسوريا وسيناء وافغانستان والاردن وليبيا والصحراء الكبرى وتركيا ؛ وغيرها مهداً ومعسكرات لتعليم الاجرام بابشع صوره لمجاميع من سقط المتاع ولمام الجيف واحمال الحيض من كل اصقاع الدنيا صدّرهم الغرب الينا بغض الطرف احيانا وبتسهيل الامر اخرى .. بعيدا عن عدسات الاقمار الصناعية او عيون رجال المخابرات ؛ الذين سيصبحون اكثر من نصف عدد شعوب الارض في وقت قريب .. هذه العدسات التي صورت لنا رجالاً ينكحون حماراً في منطقة نائية من افغانستان .. ولكنها عجزت عن ان تصور عشرات الالاف من الدواعش ؛ ومن لف لفهم بسياراتهم والياتهم واسلحتهم الثقيلة ومعداتهم وهم يجتاحون مدن العراق وسوريا الواحدة تلو الاخرى .. والبقية في الجولة القادمة !! بل ان اقواماً من بيننا في العراق ومصر واليمن وتركيا وليبيا وبالاخص في الاردن ؛ مازالوا حتى اليوم يقدمون للدواعش الدعم .. ويتعاطفون مع مشروعهم الجهنمي ويهللون ويكبّرون لجرائمهم حتى بعد الطريقة الوحشية التي احرق فيها الكساسبة .. بل ان الانكى والادهى والامر من ذلك ان بعض الاصوات في الاردن تلقي باللوم على حكومتها لانها تاخرت في الاستجابة والاذعان لمطالب الدواعش في مبادلة الكساسبة بالمجرمَين : الريشاوي والكربولي.
الان ستعقد المؤتمرات .. ويكثر التنديد والشجب والادانة ويتعالى التهديد والوعيد ؛ وتخصص الاموال وتزدهر صناعة السلاح : وهذا هو جزء من المطلوب .. ليس من اجل هزم الدواعش وقبر فكرهم المنحرف عن مسار المدنية والحضارة .. بل لكي ندفع نحن البسطاء من ابناء الشعوب المغلوبة على امرها المزيد من الفواتير ثمناً للعبة الكبار من ادوات الايدي الخفية ..
ان الكساسبة احترق بالنار التي اوقد اوارها اهله .. كما ان العراق وسوريا وليبيا قد ضاعت لاننا لا نمتلك القوة ان نقول لا .. ولا نمتلك الادوات ولا الارادة في ان نغيّر انفسنا .. وانا على ثقة ان النار التي احرقت الكساسبة ستطال اخرين .. وان افعالنا الخجولة ستخبو .. وتصبح تحت رحمة ردات الفعل الانية .. وقضية الموصل مجرد مثال .. حيث يدفع ابناء العراق منذ سبعة اشهر ثمناً باهظاً من دماء وارواح الشهداء ومن خيرة الشباب ؛ ولسان حال اهله يردد دائماً قول المتنبي العظيم لسيف الدولة :
وسوى الروم من خلف ظهرك   روم فعلى اي الجانبين تميل ؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب