18 ديسمبر، 2024 6:59 م

الناخب والمال السياسي والسلطة والمرشح الكفء

الناخب والمال السياسي والسلطة والمرشح الكفء

بعد اجراء لانتخابات ومن خلال ملاحظاتي على المرشحين والناخبين على حد سواء وجدت ان القوائم والمرشحين الذين يملكون برنامج وخبرة وكفاءة لقيادة البلد, لم تنل من اهتمام الناخبين لان الاولوية للاسف للعقل الجمعي هو انتخاب القائمة والمرشح الذين ينفق الاموال بلاحساب ويمنح الامتيازات والوعود الانتخابية ,وللاسف ان مثل هذه الاختيارات لاتبني بلد وانما تبني ديكتاتوريات وتسلط على رقاب الناس فبعض المرشحين الذين انفقوا الاموال بشكل لم يسبق له مثيل وكما يقول المثل (بلا وجع قلب )لانها اموال منهوبه ومسروقة واموال دولة مع ان هؤلاء لايملكون حتى الثقافة. وانما جيء  بهم لانهم مقربين من رئيس الحزب الفلاني اوالعلاني وللاسف ان العقل الجمعي ,كان له اثر في قيادة الاف او ملايين تلهث وراء المال والمغريات المادية والبعض سوف  يغضب من كلامي هذا ,او ينزعج لكنها الحقيقة وعلى مر التاريخ شاهدنا الذين اتبعوا امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب علية السلام , واوذوا كانوا اقلية وكذلك الذين اتبعوا الامام الحسين علية السلام وقاتلوا معه في كربلاء كانوا اقلية, وبعضهم حين قال لهم الامام الحسين علية السلام في الطريق الى كربلاء انه مقتول غادروا ركبه فيما انضمت ألاف مؤلفة إلى معسكر يزيد وعبيدالله لانهم يملكون المال والسلطة, وغرتهم الدنيا قاتلوا الامام الحسين علية السلام وهم يعلمون انه ابن فاطمة الزهراءعليها السلام وسبط الرسول صلى الله علية واله وسلم ,وهذا مانشاهد اليوم حين نرى الناس تلهث خلف المال والسلطة والذين يملكونها لهم الحظوة في الفوز,مع ان بعضهم  لايملك اي ثقافة لكن الديمقراطية والمال والمنهوب جاء به ليتسلط على الناس من خلال ,قيامه  بفرش شارع بمادة السبيس لشارع في منطقتهم باستخدام اليات الدولة وتوزيع الرز والهواتف النقالة والوعود بالتعيين وبعضهم باع صوته مقابل نقله   بمركبات  تم تخصيصها لهم من قبل بعض المرشحين التي جاءت بهم من محل سكناهم الى المركز الانتخابي واعادتهم الى منازلهم مرة  اخرى ,وقال لي احد المرشحين ان احد اصدقائه اتصل به في يوم الاقتراع وقال  له لما لاتقوم  بنقل الناخبين من المنطقة التي تسكن فيها الى المركز الانتخابي ,لكي يصوتوا لك فرده المرشح وهو اكاديمي  انا رشحت مثل مثل باقي المرشحين ,واذا كان الناخب مقتنع بانتخابي فعليه ان يتحمل مشقة الوصول الى المركز الانتخابي ليصوت لي  اما ان استأجر لهم سيارات لنقلهم فلا افعل ذلك ,فهذا ضد مبادىء ليس حرصا على المال فانا املك المال والحمد لله ,ولكن احس اني اشتريت صوت الناخب ولم ينتخبني لثقة بي ,سوف يضحك الكثير من هذا الكلام ويقولون عن هذا المرشح انه ضيع فرصة للفوز كانت بمتناول اليد ,ولكنه فعل الشي الذي يأمر به الاسلام ,وليس يفعل كما فعل البعض الذين يفوزون عن طريق شراء الذمم ,وهذا مايسب خلل في المنظومة الديمقراطية وفوز بعض المرشحين الذين سرقوا المال العام ووزعوه على اساس انه هدايا وهم لايستحقون ان يصلوا الى قبة البرلمان ,نحتاج الى 30 عام لكي نغيير هذه المفاهيم بعد ان تذهب طبقة العقل الجمعي التي يمكن ان تشتريها بكمية من الرز او هاتف نقال او وعود بالتعيين ,لانهم لايفهمون ان من ينتخبوهم بمثل هذا الامر سوف لن يقدروا على مطالبتهم  باي شيء بعد فوزهم ,لانهم سوف يقولون لهم اننا اشترينا أصواتكم ,وهذا ماقاله احد هم حين فاز  بانتخابات مجالس المحافظات  وذهب اهالي المنطقة التي صوتت له ويسكن فيها وطالبوه بتبليط احد الشوارع  فقال لهم بالحرف الواحد انتم لم تنتخبوني بل انا اشتريت اصواتكم بعباءة لزوجاتكم وبجهاز موبايل وهو للاسف, ووصل الى منصب رئيس مجلس لاحد المحافظات ,وهذا خير شاهد لذا نجد ان القوائم الفقيرة والمرشحين الذين لايملكون الاموال , رغم انهم يملكون الكفاءة والخبرة والنزاهة لااحد ينتخبهم ,ويقول لهم الناخبين انت نزيه وشريف ولديك خبرة لكن للاسف انت في قائمة غير معروفة او ليست لديها القوة, وهذا حصل مع مرشحين كثر ,فشلوا في الوصول الى مجلس النواب سواء في الدورات السابقة او الحالية اوحتى على صعيد مجالس المحافظات وللاسف هذا الذي يحصل ان الناخبين يلهثون وراء القائمة الكبيرة التي تملك الاموال والسلطة وليس وراء البرنامج الانتخابي ,وللاسف هذا ماسيدخل العراق في متاهات لاتنتهي مادام الناخب يفكر بهذه الطريقة البالية .يفكر بمن يمنحه كغم رز او هاتف نقال اووعود بالتعيين فيما يفشل الوطنيين والمخلصين الذين لايملكون الاموال التي نهبها بعضهم من مال الشعب ويوزعها يمن وشمال على بعض الشيوخ والمتنفذين وشراء الذمم ,وهذا يضر بالعمل السياسي لانه يأتي بأشخاص لايملكون خبرة ولاكفاءة بل يملكون مال وسلطة جاءت بهم الى مجلس النواب ولايقدمون ولاياخرون.