18 ديسمبر، 2024 10:19 م

هذا اللفظة نستخدمها نحن المعدان في جنوب العراق وتقابل في لهجة اسيادنا ممن يعتاشون على خيراتنا،التي نحرم منها،وماعلينا الا التصفيق والتسبيح بحمدهم عندما يجودوا علينا بفتات موائدهم، لنشبع بطون خاوية ونكسوا جلود عارية!!!، الناحوش تعني من يحث ويتابع وينصح ويوجه ويقرء المستقبل ويوجه بكيفية التعمل مع قادم الايام،ويمكن ان نسميه الحكيم من الحكمة،ويروى عن قرية كان ناحوشها من الدراية والحكمة والحرص ان اهل قريته لم يتمكنوا من مجاراة حكمته،ففي المساء يدور حول البيوت ليتابع وجود المواشي في الحضائر التي نسميها نحن المعدان(المراح) ويتأكد من ربطها في مكانها،ومع ساعات الفجر الاولى يخرج الناحوش ليتابع خروج المواشي الى مراعيها وينبه من يتأخر عن ذلك،ومع قرب قدوم الشتاء يدور على البيوت ليلاحظ اكمال استحضارات العوائل لهذا الموسم،وهكذا يتابع كل صغيرة وكبيرة،ويوجه بكيفية التصرف ازاء كل حالة،نبذه بعض سفهاء القرية،واصحاب النظرة الضيقة فيها واتفقوا على التخلص من الناحوش من خلال مخالفة توجيهاته في بادىء الامر،وفعلا حاربوه وحرضوا ضده،لكن حرص وحكمة وحب الناحوش لابناء قريته دفعه  لياتي الى الحضيرة التي يجدها فارغة من المواشي ليقلد صوت المواشي للتذكير،ويدور حول البيوت قبل كل موسم ويقوم بعمل يذكر على الاستعداد للموسم،حتى جاء اعرابي ضيف للقرية وشاهد الناحوش وسئل عنه فقص عليه مضيفه امر الناحوش،عندها طلب الضيف ان يأخذ هذا الناحوش ليخلص اهل القرية منه،وافق اهل القرية على ذلك،وفعلا ذهب الناحوش مع الضيف،وهناك وضع في مكانه الصحيح واصبح مرجع في كل الامور،اما اهل القرية فما ان غادرهم الناحوش ترك بعضهم مواشيه بلارباط وفي الصباح لم يجدها،ومن ربطها غلبه النوم وحرمت مواشيه من الرعية واصيبت بالهزال،واصبحت مواشيهم طعام لوحوش الصحراء،وتدهور حالهم،ندموا على فعلهم مع الناحوش قصدوا ضيفهم عله يعيده لهم لكن الضيف رفض،وهذا  الان حال الاغلبية في العراق مع حكمائها،ترفض التمسك بهم،وتخالف ارائهم وتحرض عليهم ومع اول ضائقة تهرع اليهم،وبعد ان تجتاز الخانق الضيق تعاود مهاجمتهم وتهميشهم،وهي ترى كل الشركاء في الوطن وفي الاقليم وفي العالم،يشيدوا بهم وبفكرهم وبعد نظرهم،واستشرافهم للمستقبل،الا اخوانهم فيعتبروا حكمائهم ثقل عليهم،قالوا ان وضع العراق وضع غير مستقر وهو معرض للتدهور،ولايوجد ضمان لبقاء معادلة الحكم الحالية في ظل وضع اقليمي يجمع على رفض حكم الاغلبية فلايستبعد عودة المعادلة الظالمة لحكم العراق،لذا علينا ان نتحوط لذلك مادام القرار بيدنا،ولننشأ اقليم يضم محافظات الوسط والجنوب،ضج السفهاء ومن لايدركوا الواقع، فخسروا الخطوة الاولى بجهلهم،وهاهم نادمين بعد ان فاتهم الوقت اوكاد،قال حكمائهم لنجلس معا لنضع ضوابط نتفق عليها سويتا،حتى يبقى موقفنا موحد،لكن جهلهم ومصالحهم ونظرتهم الضيقة دعتهم لرفض هذا الدعوة،فذهبوا حيث اربيل ليكبلوا انفسهم بتعهدات واتفاقات لايمكنهم تنفيذها،وهاهم من ذلك الحين الى الان من ازمة الى اخرى ولم يقدموا لا لانفسهم ولالجمهورهم المحروم المظلوم اي مكسب،فسلكوا طريق الازمات لاستدرار العواطف والشحن الطائفي والتغطية على فشلهم في كل شي،اتخذوا الازمات نهجا،اختلفوا اكثر من مرة ولولا الحكماء لصار العراق الواحد في خبر كان،الغريب انهم لم يتعظوا ولم ينصتوا لصوت العقل والمنطق ناسين او متناسين ان العلاج بالمهدئات لايمكن ان يمنح الجسد الشفاء،نعم ينصتوا لصوت اصدقاء النصر ممن ينعقون وراء كل ناعق،حتى اوصلوهم الى الحضيض و اصبحت وسائلهم ارخص من الرخص نفسه،حتى غدى العمل في منطقة الحكومة الخضراء محط شبهة،يغطون على الفساد والفاسدين لانهم متطورطين به،يكذبون على الشعب،يعارضون اي شيء يصب في خدمته،كي لايحسب انجاز لغيرهم،مشكلتهم انهم لايتعظون من الماضي ولامن الحاضر ليجعلوا المستقبل مجهول،لان مصالحهم الضيقة اعمت بصرهم وبصيرتهم،لكن مال الشعب لايتعض ويسند الناحوش بعد ان ثبت ان حكمته وطروحاته هي ضمان الغد!