19 ديسمبر، 2024 12:01 ص

النائب .. ينبع من النخب لخدمة العامة

النائب .. ينبع من النخب لخدمة العامة

• الحكومة.. ممثلة بمجلس الوزراء.. محاسبة أمام النواب عن خدمات الماء والكهرباء والصحة والتربية والعلاقات الدولية والسلم الاجتماعي بين مكونات الشعب والاستثمار و… إذا جاعت إمرأة او تعرى طفل او بردت عائلة شتاءً او إحترت صيفا؛ فالوزراء محاسبون.. تلك واحدة من الخلاصات الهادية لمنهج العمل النيابي.. تخطيطا وتنفيذا لتلبية رغية الناخبين في مواطنة مكفولة دستوريا .
——
الجلوس على دكة التأمل، لا تعني العزلة عن الشعب، لكنها الوقوف على ناصية الرؤية الشمولية؛ للاحاطة بأبعاد المشهد.. باطنا وظاهرا؛ فقراءة المشهد توجب التنحي مسافة كافية لاتضاح الرؤية؛ بغية الاستدلال على المختفي تحت المنظور، وبناء تصور عملي.. واقعي نابع من ميدان الحقيقة في قلب الحدث.
وبهذا فإن النائب الذي تتشكل شخصيته السياسية وفق منهج معرفي.. واضح إيديولوجيا.. سواء أكان دينيا أم مدنيا، فإنه ينبع من النخب ليصب في عامة الناس؛ كي يلزم السلطات بترجمة حاجة الشعب الى قوانين.. أؤكد على ان مهمة النائب هي إلزام مجلس النواب بتحويل حاجة الشعب الى قوانين نافذة.. تطبق عمليا.
فالحكومة محاسبة من قبل مجلس النواب عن خدمات الماء والكهرباء والصحة والتربية والعلاقات الدولية والسلم الاجتماعي بين مكونات الشعب والاستثمار و… لإذا جاعت إمرأة او تعرى طفل او بردت عائلة شتاءً او إحترت صيفا؛ فالوزراء محاسبون امام ممثلي الشعب النائبين عنه تحت قبة البرلمان!
تلك واحدة من الخلاصات الهادية لمنهج العمل النيابي الذي يجب التخطيط له وتنفيذه تحت قبة مجلس النواب، يوم يخرج المرشح من صندوق الاقتراع، مثل المارد في خروجه من القمقم تلبية لرغية الناخبين في مواطنة مكفولة دستوريا.
• تخسف
المسافة الممتدة بين المواطن والحكومة، تتعرج بتخسفات الفساد وتعقيدات الارهاب؛ مشكلة بونا ذا فجوة فاغرة فاها بين الشعب والسلطة التنفيذية، أي مجلس الوزراء… بروتكوليا و… أخلاقيا بإعتبار إنتخاب الناس للمرشح أمانةَ ثقةٍ يضعونها في عنقه، عليه حملها إهتداءً بالاية الكريمة: “يا يحيى خذ الكتاب بقوة”.
الدور المفصلي المناط تاريخيا في هذه المرحلة بمجلس النواب، هو تسوية التخسفات وتفتيت التعقيدات؛ بإعتباره سلطة تشريعية تعنى بمراقبة أداء الحكومة تسويتها.. الشعب ينتخب النواب ليرعوا شؤونه، مثلما يتشكل مجلس الوزراء بإختيار الشعب وموافقة النواب.
• موقف
لذا يتوجب على مجلس النواب الوقوف على مسافة واحدة من جميع المتصدين للتشكيلة الوزارية، محتكمين الى الحديث النبوي الشريف: “أقربكم عند الله أتقاكم” والكفاءة مقايس يتكامل مع التقوى، في ضمان حسن الاداء بنزاهة تخجل من الشعب إذا أخفقت وتخشى محكمة التاريخ؛ كي لا يسجل بإسمها مأخذ وطني، مثلما تفرح بالمنجزات.. من دون ما منة على الشعب تبدد الثواب، كما يقول حكمة الامام علي زين العابدين: “لا تذهبوا الفضل بالمنة”.
وهذا يتحقق باعتماد الكفاءة والتدرج الوظيفي في الاستيزار، من دون محاصصة!
هل يقدر مجلس النواب القادم، على إقرار الكفاءة والتدرج الوظيفي، في بلوغ منصب وزاري؟ تلك هي المهمة القصوى التي تعيد تأصيل إنتماء المواطن للعراق! فتوخوها سبيلا هاديا في تأمل خريطة السياسة العراقية المقبلة، للدورة التاريخية التي نتجه إليها.. من على حافة يوم السبت 12 أيار 2018 متخذين من صناديق الانتخاب سفينة نجاة في بين لجج أمواج بحر السياسة، الذي نخوض غماره.
فتلك هي مواصفات البطل الوطني الذي ينتشل شعبا من فساد وارهاب يدمران حاضره ومستقبل أبنائه؛ يقوده الى بر الامان؛ كي يتمتع العراقيون برفاه وطني عام.. البطولة أصبحت جماعية حتى في أفلام السينما؛ لذا فهِرَقْلَ وعنترة بن شداد وأخيل وسواهم من ابطال الاساطير التاريخية، باتوا متوزعين بين تشكيلات مؤسساتية حديثة، مثل مجلس النواب والوزراء والديمقراطية التي تعني في مفهومها الميداني: “الأخذ برأي الاغلبية مع تفهم حاجة الاقلية”.
وبهذا يتكامل النبوغ النخبوي.. الفردي، مع الاداء الجماعي البطل!