19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

النائب من مدينة الشعب

النائب من مدينة الشعب

يعد النظام البرلماني احد الانظمة الديمقراطية السائدة في دول العالم، وأكثرها شيوعاً، فهذا النظام يمثل روح الديمقراطية التي عرفتها المجتمعات كونه يعبر عن تمثيل دقيق وعادل للجمهور.
ويعزز هذا الكلام ما نراه دوما من جلسات لبرلمانات هذه الدول أو نسمعها في الاخبار التي ترد عبر وسائل الاعلام، اذ كثيرا ما تشهد سجالات وتراشقات كلامية في ما بين النواب بشأن مطالب أهالي المنطقة والمدينة التي يمثلونها، لاسيما عندما تتعرض تلك المدينة الى مشكلة معينة أو تعاني من سوء خدمات أي كان نوعها..
لكن للأسف، فأن ما تقدم لا ينطبق على برلماننا وأعضائها، بل العكس من ذلك، فالبرلماني عندنا يشكل في أغلب الأحيان عبئا يضاف الى الاعباء والمشكلات التي يعانيها أهالي المدينة، كما هو الحال في مدينة الشعب، أحد الاحياء الشعبية في جانب الرصافة في بغداد، التي ضاقت ذرعا من ممارسات نائبها، حتى بات مشكلة تضاف الى المشكلات التي يعانيها سكان المنطقة من قلة خدمات واغلاق الشوارع وسوء التعامل.
النائب يملك منزلاً يقع على شارع تجاري رئيس في مدينة الشعب، تسلكه المركبات بأنواعها، ومنها باصات نقل الركاب، اضافة الى كون الشارع يربط الأحياء المحيطة ببعضها، ويؤدي ايضا الى السوق الشعبية وشارع عدن، ومنه الى الطريق الرئيس الذي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية، لكن هذا الشارع أصبح أشبه بمدخل المنطقة الخضراء، حيث يغلق تبعا للظرف الأمني ويستمر لأسابيع وأشهر وقد يدوم أكثر من ذلك، وعندما يغلق هذا الشارع، يضطر أصحاب المحال التجارية المجاورة له الى غلق أبواب محالهم أيضا، فلا يمكن لسيارة أن تمر أو تقف عند حدود تلك المنطقة، بل حتى وان فعلت فأن الكتل الكونكريتية تمنعه من الوقوف أو الوصول الى تلك المحال، حتى أصبح جيران النائب يندبون حظهم العاثر لعشرات المرات يومياً، ويتمنون أنهم لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع ولم يشاركوا في الانتخابات، لكان خيراً من أن يرددوا المثل الشعبي: (ردناه عون طلع فرعون).
لقد انتاب الجيران والسكان القريبين حزن شديد قبل أيام بوفاة أحد أفراد عائلة النائب، ومازال الحزن يخيم على الحي برمته، لكن بالطبع، ليس لعزاء النائب، بل لأن الشارع أغلق من جديد، وما زال مغلقا حتى الان برغم مرور أكثر من أسبوع على انتهاء مجلس العزاء..
[email protected]