23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

النائب شوان داوودي:  ان كانت بيتك من زجاج

النائب شوان داوودي:  ان كانت بيتك من زجاج

يشير النائب الكردي ( شوان داوودي  ) في مقاله ( المقامرة بالتركمان ) الى الجبهة التركمانية العراقية و كونها اداة لتنفيذ السياسة التركية في العراق و ان بين الدواعش ضباط تركمان من تلعفر و ان دواعش تركمان قاموا بقصف تازة بالكيمياوي و الى ارسال التركمان السنة في تلعفر سيارات مفخخة الى الجانب الشيعي من المدينة.
هنا، لن احاول الدفاع عن الجيهة التركمانية العراقية التي تحولت من مظلة لاحزاب تركمانية الى حزب يتكأ على تاريخ الجبهة التي كانت. لكنني اتساءل أي حزب عراقي ضمن ما كانت تسمى بالمعارضة قبل نيسان 2003 لم يكن يتعامل مع هذه الدولة او تلك و اجهزة مخابراتها و جميعها كانت تنفذ اوامر السي أي أي .. لا اجد سببا لماذا لا يشير النائب داوودي الى هذه الاحزاب و على راسها الحزبين الكرديين اللذين قامروا بالعراقيين عامة و الاكراد منهم خاصة و اوصلوا العراق الى ما هو عليه الان و قتلوا حلما طالما حلم به العراقيون بعراق امن و ديمقراطي يعيش به الجميع سواسية و التخلص من الديكتاتورية.
قبل ايام و في حوار مع TRT العربية، قال طارق جوهر الناطق باسم برلمان اربيل ان حكومة الاقليم وقعت اتفاقية امدها 50 سنة مع الحكومة التركية ، اليست هذه مقامرة بمصالح الاكراد ؟ قد لا يعترف داوودي بحكومة الاقليم بسبب انتهاء ولاية مسعود برزاني و استمراره في الحكم  غصبا، لكنه أي داوودي يجب ان لا ينسى بأن نائب رئيس حكومة اربيل هو قباد طالباني ابن مدرسته الكبيرة مام جلال.
و كيف يتناسى داوودي ان الدواعش الذين اعدموا اسرى البيشمركة كانوا اكرادا و يرسل كبيرهم رسالة بالكردية الى برزاني و غيره، بل ان الدواعش الاكراد يختلفون عن الباقي بارتدائهم الزي الكردي و كيف يتناسى بأن الاكراد الذين حاصرتهم الدواعش في عين العرب  ( كوباني ) كانوا من الاكراد. و كيف يتناسى الافتتال الكردي- الكردي في التسعينيات و الذي تسبب بمقتل حوالي 15 الف كردي ؟ و كيف يتناسى ان حزب الاتحاد الوطني الكردي لا يستطيع ان يخرج عن اوامر ايران كما لا يستطيع حزب عشيرة البرزاني الخروج عن اوامر تركيا الان و اسرائيل دائما.. و كيف يتناسى حوارا مطولا اجرته مجلة الوسط اللندنية مع مام جلال يشير فيه الى علاقة حزب عشيرة برزاني باسرائيل و يقول انها بدأت يعد انشقاقه عنه و تأسيسه لحزبه و انه أي طاباني يميل الى تقارب عربي- كردي.. هنا اشير الى ما قاله طالباني لانه الاقرب الى داوودي و لا اشير الى عشرات الكتب و مئات المقالات عن العلاقة بين الاكراد و اسرائيل و كيف استخدمت  الموساد  الاكراد ضد العراق و ضد الأكراد أنفسهم.. قد يبرر داوودي كل ما اشرت اليه بأنهم يعملون لاجل  ” استقلال كردستان ” لكنه سيتناسى بأنهم كانوا اداة بيد الشاه تارة و بيد الموساد في اخرى لتدمير العراق و لابد ان نقول بان العراق لم يكن صدام حسين او حزب البعث، انما كان العراق للعراقيين كلهم و هم أي الاكراد تم استخدامهم لاقصى ما يمكن لخراب العراق. و اذ اؤكد بأن لي ملاحظات كثيرة عن اداء حزب الجبهة التركمانية و فشله في استخدام علاقته مع تركيا كاداة ضغط على الاحزاب العربية التي دخل في ائتلاف و تحالفات معهم بامر تركي مما جعل التركمان يخسرون، لكنني اتساءل لماذا يتناسى داوودي علاقة مدرسته الكبيرة مام جلال مع الشوفينيين العرب من امثال جمال عبد الناصر و الذي نجح في جمعه مع البعثي الشوفيني  صدام حسين في القاهرة في 1964 و الذي وضع معه باشراف عبد الناصر بنود اتفاقية الحكم الذاتي التي أعلنت فيما بعد في ١٩٧١ تماما كما كتبها عبد الناصر مع صدام بحضور طالباني. هذا ما يشير اليه طالباني بنفسه في كتابه عن القضية الكردية ، فضلا عن اشارات لكتاب اكراد و عرب ايضا. و كيف يتناسى داوودي علاقة مدرسته الكبيرة بعربي شوفيني اخر و هو القذافي ؟ نعم، سيد داوودي، كركوك عاصمة تركمان ايلي و اتفق معك بأن تركيا و من خلال توجيه حزب الجبهة جعل التركمان ان يفقدوا الكثير و لكن كانت هذه الخسائر لصالح الاكراد و باتفاق معهم، لان مصالح تركيا كدولة اهم من التركمان و وجدت في الاكراد داعما لها من خلال سيطرة الاكراد على حقول النفط الشمالية و التي هي من المفترض انها ملك العراقيين كلهم.
و ان كان السياسيون التركمان فشلوا في مواجهة العرب الذين يصفهم داوودي بالشوفينين باسترجاع اراضيهم التي صادرها النظام السابق و منحها للعرب، فانه لا يشير الى الاراضي التي صادرها الاكراد، ليس في كركوك وحدها، انما في اربيل و التون كوبري و كفري و طوز خورماتو و داقوق و جلولاء و المقدادية و مندلي و غيرها و لا يشير الى تصرفات محافظ كركوك الكردي الشوفيني بهدم البيوت التي يشيدها التركمان على اراضيهم الزراعية و لا يهدم البيوت التي يشيدها الاكراد بدعم واضح من الاحزاب الكردية و ان تم هدم بيوت الاكراد فيتم صرف تعويضات لهم و لا يشير الى المئات من الموظفين الاكراد الذين تم ادخالهم الى كركوك بسبب عدم وجود صرف رواتب لهم في الشمال و يتم تعيينهم في دوائر كركوك رغما عن الجميع. عدا مئات الآلاف من الأكراد الذين تم إدخالهم الى كركوك بعد نيسان ٢٠٠٣ في حملة تغيير ديموغرافي لم يشهد له العراق او العالم مثيلا. 
و اتفق مع داوودي مرة اخرى في فشل الجبهة في كركوك اذ اختار رئيس مجلس المحافظة التركماني مجلس النواب و ترك منصبه للاكراد دون ان يفكر بما سيجري. 
و لكوني الرئيس المؤسس للجبهة التركمانية العراقية و اقصد المظلة التي ضمت تحتها الاحزاب القومية التركمانية و اعلنت عن نفسها في اربيل 1995، اؤكد انها  لم تكن اداة بيد ( ميت ) لان الذي كان معنا حين طرح فكرتها هو  البروفيسور الراحل احسان دوغرمجي و هو شخص فوق الشبهات و غني عن التعريف ، و قد وافق على طلبي بان يكون رئيس المجلس الشورى التركماني و وافق و هو الذي رفض في يوم ما منصب رئيس جمهورية تركيا و المجلس اشرف على تأسيس الجبهة.  و لا انكر وجود الخارجية و الاستخبارات التركيتين، و لكن لمكانة دوغرمجي داخل الدولة التركية، تم احترام قراره بأن تكون سياستنا مستقلة.. و بسبب هذه الاستقلالية تعرضنا لكثير من المضايقات رغم اننا عملنا حتى على تهدئة المشاكل بين الحزبين الكرديين و قطعا العمل باستقلالية و دون تدخل او رعاية أي جهاز استخباراتي تركي او غيره في اربيل حيث كانت و ما تزال تنشط اجهزة الاستخبارات المعروفة  و دون الارتباط بأحزاب خارجية يكون متعبا و يخلق القلق للآخرين  و عملية الاغتيال التي استهدفتني في 19 كانون الاول 1995 و التي ادت الى استشهاد عدد من عناصر الحماية شاهدة على ما كنّا نواجهه من متاعب و مضايقات لاسقلاليتنا،  و بعد التحقيق توصلنا الى ان وراء العملية الفاشلة كانت ايد كردية- صدامية و استخبارتية تركية و هذا ما أجدته وثائق المخابرات العراقية التي كسفت بعد نيسان ٢٠٠٣. و لا اتحدث عما حصل من بعد استقالتي من رئاسة الجبهة لاصراري على رفض التدخل في عملي و نشاطي و لم يستقيل أي رئيس للجبهة من بعدي!!  عملت الجبهة تحت رئاستي باستقلالية و كنت شاهد عيان على تراكض الاكراد، الحزبين و الشخصيات، لتنفيذ اوامر ( ميت ) و كانت مكافأتهم جوازات سفر تركية ساعدتهم في الخروج من الجبال الى العالم.
و اخيرا، سيد داوودي بيتك و جميع بيوت الاكراد الذين استخدمتهم مختلف اجهزة المخابرات الغير عراقية مرورا ب ( ميت ) التركية. من زجاج، و ان اخطاء الجبهة ليست سببا لتهميش التركمان و تكريد كركوك و المدن التركمانية الاخرى بشوفينية و غرور فاقت التعريب. و ان التعامل مع السي أي أي ليس امتيازا و ان اصبح كذلك في عراق ما بعد 2003 و تمكن الاكراد من خلاله التجاوز على حقوق التركمان.. و ان وجود القوات التركية في بعشيقة و استنادا الى احد تصريحات اردوغان كان بطلب من برزاني..