تمنى الكثيرون لو أن النائبة عالية نصيف كانت في يوم ما حريصة على سيادة العراق فعلا..لأن تلك السيادة منتهكة و ( مشروخة ) منذ أكثر من عشر سنوات، والجميع بضمنهم النائبة المبجلة يعرفون حق المعرفة ان البلد أصبح أشبه بـ ( خان جغان ) تسرح فيه عصابات الدول وكبار مسؤوليها تدخل وتخرج، ولا أحد بمقدوره ان يضع حدا لتدخلات دول الجوار ودول العالم في شؤون العراق!!
كانت النائبة نصيف تظهر حرصها على سيادة العراق لأن وزير خارجية قطر خالد العطية زار كردستان العراق، واجتمع بالبارزاني مثلما زار حكومة العراق قبل بضعة أشهر، لتحسين مستوى علاقات بلاده المتدهورة مع العراق، وتقديم الدعم للنازحين العراقيين في كردستان العراق كما أشار ذلك بيان الإقليم نفسه!!
ويبدو ان النائبة عالية نصيف مصابة ربما بالزهايمر ( داء النسيان ) ، أو انها تتعامل بـ ( إزدواجية المعايير ) في موضوع سيادة العراق ، لانها لم تعرف ان مسؤولين ايرانيين كبار ومسؤولين من دول أخرى يجوبون أرض العراق دون دعوة من أحد، بل ان الحكومة العراقية نفسها لاتعرف كيف دخلوا ومتى خرجوا من البلد، وهم بلا تأشيرة دخول، ولا دخل للخارجية العراقية في أمر دخولهم أو خروجهم، وقاسم سليماني أحد قادة الحرس الثوري الايراني قد يكون واحدا من تلك الامثلة لكنه لن يكون الاخير ولا الوحيد!!
حتى السفير الايراني يعد من وجهة نظر كثيرين هو ( الحاكم بأمر الله ) في العراق، وصلاحياته تتجاوز صلاحيات رئيس الوزراء حيدر العبادي، وكذلك نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ، او حتى كبار رجال الدين في العراق وعلى رأسهم آية الله السيستاني، وهو من يجتمع بقادة التحالف الوطني كلما كان هناك توجيه من طهران بشأن أي موقف يراد اتخاذه بشأن العراق، ولا أحد بمقدوره ان يرفض طلبات طهران، او يضع حدا لدخول مجاميعها المسلحة التي تصول وتجول على هواها داخل بغداد وخارجها بحجة، انها ( مقاومة إسلامية ) ، بل ان القوات الايرانية تدخل عشرات الكيلو مترات في محافظة ديالى وعلى مقربة من حدود كردستان العراق ولا أحد يقول لها ( على عينك حاجب ) كما يقال!!
كنا قد تمنينا مثل النائبة عالية نصيف لو ان احدا من قادة البلد من اقطاب التحالف الوطني الحاكم قد اهتم فعلا بسيادة العراق، ولم يسمح لعصابات الجريمة والارهاب ومنها عصابات داعش نفسها ان تدخل ارض العراق وكذلك العصابات القادمة من ايران التي تسرح وتمرح على هواها في ارض العراق ، ولو كان هناك حرص أصلا على سيادة العراق ووحدة أراضيه لما سمح لداعش بالتوغل داخل العراق واستباحة محافظاته في عهدي نوري المالكي وحيدر العبادي الذي سقطت في عهد ولايته القصيرة محافظة الانبار، بعد ان سقطت نينوى في عهد المالكي واجزاء من الانبار كذلك، وسمح لها بدخول العراق بحجة مواجهة التظاهرات المطالبة بالحقوق، التي ادخل المالكي بعضا من جماعاتها في تلك التظاهرات لتشويه سمعتها والحط من المطالب المشروعة لأهل الانبار والعمل على تسفيهها ورفض اية محلولة لحل تلك الأزمة في وقتها ، الى ان حصل الذي حصل وتقوى مركز داعش، حتى اسقطت محافظتين عراقيتين مهمتين هما نينوى والانبار، بل وضاعت كل سيادة العراق قبلها وبعدها ولم تعد للعراق (سيادة) أصلا!!
لقد سئمنا تصريحات النائبة عالية نصيف حد القيء، من كثرة ما تردد على اسماعنا من تصريحات منها ، ظاهرها ( الحرص على سيادة العراق ) وباطنها، تخريب أية (محاولة) لتحسين علاقاته مع الدول التي للعراق مواقف سلبية منها، لكي يمكن تحسين تلك العلاقات ليس مع قطر وحدها بل مع الاردن ولبنان والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الامارات ومملكة البحرين وسلطنة عمان وكذلك مع مصر وشمالي اقريقيا وكل دول العالم الراغبة بتدعيم تلك العلاقة معنا، عدا اسرائيل ، لكي يمكن ان نمحي معالم تلك الحقبة الأليمة التي كانت أشبه بالانتكاسة على صعيد علاقات العراق مع محيطه العربي والاسلامي، ولكن تلك العلاقات لن تشهد تحسنا ملحوظا مادامت هنك اصوات نشاز تعمل على وأد أية محاولة أو مسعى لاصلاح ذلك الشرخ الكبير في علاقات العراق مع محيطه العربي والدولي، على شاكلة تصريحات نصيف وغيرها من الجوقة التي تعزف على وتر تعكير أي نوع من العلاقة مع العرب، وعلينا من وجهة نظر نصيف ان نفرش أرضنا بالورود فقط للقادمين من ايران او تل أبيب ومن يدخلون ارضنا دون إذن منا ، وهم كثيرون!!