18 ديسمبر، 2024 11:22 م

الم تعد القدس عروس عروبتكم

الم تعد القدس عروس عروبتكم

لم تقدم الإدارات الامريكية السابقة مثلما فعلته إدارة الرئيس ترامب باتخاذ قرار نقل سفارة واشنطن من تل ابيب الى القدس تنفيذا لوعد قطعه للجالية اليهودية إبان حملته الانتخابية ذلك بعد تأجيلات نصف سنوية سابقة منذ ان اصدر
الكونكرس الامريكي قانونا في عهد الرئيس الأسبق بيل كلنتون عام ١٩٩٥ ينص على وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب اليها
وستجهز حماقة وخطيئة ترامب تلك على أية جهود مستقبلية للتسوية السياسية أو الحلول التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيلين وستكون دون شك المسمار الأخير في نعش عملية السلام المزعومة بعد اثبتت الادارة الامريكية انحيازها التام لإسرائيل ومن المستحيل عندها ان تكون راعية لأية مفاوضات بين الجانبين والتى سوف لا تتصف باي معنى وعنوان واقعي وعملي لبلوغ اي اتفاقات جديدة فليس غير الفشل المحتمل باتجاه حل الدولتين بعد قرار نقل السفارة الى القدس رغم ادعاءات واشنطن ان ذلك لا علاقة له بالمسار التفاوضي
وحيث ان القدس مدينة لها خاصية القدسية بجمعها الديانات الثلاث فأن القرار شكل استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين وإساءة لمقدساتهم والمكانة الدينية للمدينة كونة يشرعن الاعتراف كعاصمة للاحتلال الاسرائيلي خصوصا بعد ضمه الجزء الشرقي منها
وجاء القرار في خضم استمرار الخلافات العربية العربية وكذلك الفلسطينية الفلسطينية الداخلية الى جانب ما يشهد الواقع السياسي العربي من مشاكل وحروب جعلت من القضية الفلسطينية ليست من أولويات واهتمام القيادات العربية بل ان ثمة دولا مازالت تسعى إقامة علاقات طبيعية وتطبيعية مع اسرائيل وإشراكها في أحلاف معلنة بدعوى محاربة الاٍرهاب !!
وهنا لابد ان يكون لانظمة الحكم العربية قرارها الوطني المستقل للتصدي بقوة وارادة سياسية فاعلة لكل المشاريع التي تستهدف قضايا الأمة ومسرى الرسول وقبلة المسلمين بعد قالت الشعوب كلمتها بخروج تظاهرات استنكارها في العواصم العربية والاسلامية رغم ان الشارع والصوت العربي لم يعد مثلما كان من قبل بسبب متغيرات وخفايا السياسة وتغليب المصالح والهويات الفرعية العنصرية والطائفية
فهل ستظل القدس عروس العرب ؟ سنرى ما هم فاعلون ازاء التغول الاسرائيلي والصلف الامريكي ٠