22 ديسمبر، 2024 10:56 م

المِنطقة وَ الصواريخ .!

المِنطقة وَ الصواريخ .!

إنّه حديث الساعة , وموضوع الساعة , ويجري تصفّحهُ وتقليبهُ ساعةً بعدَ ساعة , تحسّباً واحتياطاتٍ استباقيةٍ لساعةٍ مفترضة لحدثٍ مرتقب .. ونشير أنّ الأمر غير مرتبطٍ بصواريخ < إس 300 – ارض \ جو > التي ستمنحها روسيا الى سوريا قريبا ردّاً على تسببّ مقاتلات اسرائيلية بأسقاط طائرة ” ايل 20 ” الروسية مؤخراً , فالأمر لا يقلّ عن خطورة ذلك , ولعلّه يفوقه بكثير .
فحيث نقلت صحيفة ” وول ستريت جورنال الأمريكية ” يوم امس بأنّ البنتاغون ” وزارة الدفاع الأمريكية ” سوف تسحب اربع منظومات صواريخ ” باتريوت ” من : < الكويت , الأردن , والبحرين > في مطلع الشهر المقبل , واضافت هذه الجريدة نقلاً عن مسؤولين عسكريين امريكيين ” لم تذكر اسماءهم ” بأنّ الولايات المتحدة سوف تسحب عدداً من البطاريات المضادة للصواريخ والطائرات من عموم المنطقة , لكنّ ال ” وول ستريت جورنال ” فاجأتنا ولربما فاجأت المراقبين وعموم الأوساط الإعلامية العربية المختلفة , بقولها : – < أنّ تحوّل التركيز عن عن الصراعات القائمة منذ فترةٍ طويلة في ” الشرق الأوسط وافغانستان ” الى ” التوترات مع الصين وروسيا وايران ” > .! , ومهما يكن القصد او الهدف الذي اعتمدته و برّرته هذه الصحيفة عبر الربط بين سحب الصواريخ من المنطقة العربية ومن دولٍ خليجية لها وزنها النوعي , وبين افرازات الأحداث مع الصين ” تجارياً وضريبياً ” , وكذلك التوتر بين روسيا وامريكا في الجبهة السورية والذي من المحال أن يبلغ مرحلة التصادم العسكري مما يستدعي سحب منظومات صواريخ الباتريوت , لكنّما والى حدٍّ ما ” على الأقل ” فيترآى أنّ ” ما وراءَ الأكمةِ ما وراءها ” .! , بل قد لا حاجةَ حتى للإستشهاد بهذا المثَل , فالأحداث المحسوسة والملموسة لا تتطلّب صوراً ودلائلاً موثّقة سابقة لأوانها القريب .! , فالإجراء الأمريكي المفاجئ والجديد ” والذي لايفاجئ الأوساط السياسية والإعلامية المطّلعة على ثنايا الأحداث ” , وبغضّ النظر ممّا يعرّض الأمن الدفاعي – الجوي للكويت والبحرين من فجواتٍ ومخاطر ” وأنّ إدراج الأردن هو لذرّ الرماد في العيون وخلط الأوراق ” , كما أنّ المسألة لا تتعلّق باستنزافٍ ماليٍّ امريكي للكويت والبحرين لإعادة الباتريوت الى اراضيها ثانيةً , فهكذا استنزاف ممكن اجراؤه في ايّ وقت وحتى بدون سيناريوهات .!
هذا الحدث الصاروخي – الأمريكي ودلالاته شبه المتشعّبة , اضحى وامسى شديد الوضوح وربما اكثر من اللازم .! وبالرغم من تحليل الجريدة الأمريكية المسوّغ ” وربما دون قصد , فالموضوع مرتبط كلياً بأبعاد مواجهة عسكرية ايرانية – امريكية افتراضية ” عبر الصواريخ ” ولربما بوسائلٍ اخرى غير تقليدية وغير مكشوفة ” بعد يوم الرابع من تشرين – ثاني المقبل , اي بعد الشروع بأعلان وتنفيذ العقوبات النفطية الأمريكية ضدّ ايران , ومع ما قد يحمله من مضاعفات وافرازات , وسيما بعد تصريحات كبار المسؤولين الأيرانيين بأنّهم سيحرمون دول الخليج من تصدير نفطهم اذا ما منعتهم وحرمتهم الولايات المتحدة من تصدير النفط الأيراني , ومن الطبيعي أن ليس بوسع طهران منع تصدير النفط الخليجي إلاّ بقصف المنشآت البترولية الخليجية بالصواريخ او إغراق ناقلات نفطها في مياه الخليج بالصواريخ والألغام البحرية وسواها ايضا , وأنّ التصعيد الأفتراضي في ذلك قد يطال القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية في البحرين والكويت وغيرها كذلك .! , وإنَّ للأمريكان والأيرانيين حساباتهم في ذلك . ومن جانبٍ آخر او زاويةٍ اخرى فيبدو أنّ الحسابات الأمنيّة الأمريكية تتحسّب لأبعد الإحتمالات والتي من ضمنها تعرّض منظومات صواريخ الباتريوت في بعض دول الخليج العربي الى عمليات تخريب وتدمير ” من الداخل ” قبل نشوب المواجهة العسكرية المفترضة مع الأيرانيين .
لا نبتغي الإسترسال الإستباقي لتطورات ومضاعفات الأحداث المقبلة < والتي نشكّ كثيراً أن تبلغ حدّ المواجهات العسكرية والصاروخية > , لكنما تساؤلاً ” لا تصعب الإجابة عنه ! ” : – < فهل صواريخ الباتريوت الأمريكية اسقطت كافة صواريخ الحوثيين – اليومية المسددة نحو السعودية ! وإلاّ لماذا يستمرّ الحوثيون في اطلاق صواريخهم نحو المملكة .!؟ , وهنا لا نكررّ القول بأنَّ < ما وراء الأكمةِ ما وراءها > .!