23 ديسمبر، 2024 7:48 ص

المِنطقة تغلي .. إبهامٌ روسيّ , وماذا بعد ؟

المِنطقة تغلي .. إبهامٌ روسيّ , وماذا بعد ؟

\ :1 اجزاءٌ لصورةٍ جديدة بدأت ترتسم وتتركّب في رؤى الرأي العام بأنّ وكأنّ روسيا لم تعد بمستوى دولةٍ عظمى من الناحية العسكرية او الحربية , فمنذ عام لم تستطع القوات الروسية من التغلغل في العمق الأوكراني إلاّ بنسبٍ معدودة في الأقاليم او المناطق الأربعة المعروفة , والتي لا تشكّل تهديداً ستراتيجيا لكييف او عموم اوكرانيا , كما أنّ ما شهدته معظم الشهور الماضية والى الآن , فلم يكن هنالك التحام مباشر بين الجيشين المتقابلين واقتصرت المعارك ” من الجانب الروسي ” على عمليات القصف الصاروخي المعدود , وبسلاح المدفعية بنطاقٍ اوسع قليلاً , بينما كان التركيز على الدرونات او الطائرات المسيّرة المحمّلة بالمتفجرات , وبالرغم من الخسائرالمتفاوتة بالجنود والمعدات بين الطرفين ” وتأثيراتها البالغة على اقتصاد الدولتين ” فمن الناحية العسكرية المجرّدة فلا يمكن تسمية هذا النزاع بالحرب ! من الناحية العملياتية والوصفية وفق تجارب المعارك والحروب التي دارت في العالم , فحتى الحرب العراقية الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي كانت أشدّ عنفاً وشراسةً وضراوةً ممّا يجرى بين الجيشين الأوكراني والروسي وبمئات المرات < وتكفي الإشارة هنا الى معركة شرق البصرة التي حدثت في عام 1987 , حيث استمرّت تلك المعركة لأكثر من 50 يوماً , كان القتال والأشتباك فيها على مدار الدقيقة والثانية , وقد ازيلت فِرقٌ والويةٌ عسكرية من الوجود لكلا الجيشين وبنسبٍ متفاوتة حتى اضطرّت القيادة الأيرانية الى الأعلان عن انتهاء المعركة التي بدأتها > والحديث هنا مقارنةً عسكريةً مجرّدة مع ما تجري من معارك بين روسيا واوكرانيا ..

2 \ : إذ اعلن نتنياهو ” جهاراً ” بأنّ اسرائيل بصدد تزويد اوكرانيا بأنظمة دفاع جوي واسلحة مقاومة للدبابات ومعدات عسكرية متطورة , ويعلم رئيس الوزراء الأسرائيلي مسبقاً بأنّ بإمكان الروس السماح للسوريين بأستخدام منظومة صواريخ S – 300 او حتى بتزويدهم بصواريخ S – 400 لإطلاقها على المقاتلات الإسرائيلية التي ما انفكّت ومافتئت في غاراتها على مناطقٍ مختلفة في العمق السوري وحتى في دمشق العاصمة , لكنّما ايضاً وكأنّ نتنياهو يدرك مدى تردّد الروس في ذلك لحدّ الآن .! وقد جرى الإعلان مؤخراً أنّ رئيس الوزراء الصهيوني بصدد زيارة العاصمة كييف قريباً , ولذلك بُعدٌ سياسيٌ يتّسم بالتحدي على الأقل , وله ما له من دلالات .

يُلحظ في او ضمن ذلك انخفاض اعداد المُسيّرات ” الأيرانية الصنع ” التي تستخدمها روسيا , على حد وصف تقارير وزارة الدفاع البريطانية , ويأتي ذلك بموازاة مضاعفة الدعم العسكري الأمريكي والأوربي لنظام كييف وزيارة بايدن لها , بينما اعلنت طهران يوم امس لإستعدادها لتزويد دمشق بمنظومات صواريخ للفاع الجوي السوري … الى ذلك وبعيداً عنه ايضاً فإنّ ما قد يُخفّض من ” درجة الغليان ” لأقلّ من درجةٍ .! هو دعوة سلطنة عمان الأخيرة للريس بشار الأسد , حيث ذكرت بعض التقارير والتسريبات بأنّ الهدف من هذه الدعوة هو محاولة تقريب وجهات النظر بين تل ابيب ودمشق لتوصّلٍ مفترضٍ لسلامٍ لاحق .! لكنّ ذلك بعيد المنال آنياً على الأقلّ , وهنالك تقارير اخرى لإحتمال اعادة سوريا الى الجامعة العربية , لكنّ ذلك ما برح يعاني من فُقر الدم السياسي وسيّما العربي , ويدخل في هذه اللعبة ايضا هو الإتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس المصري السيسي بزيلينسكي بحجّة او ذريعة توريد الحبوب الأوكرانية الى مصر , لكنّ ألأمر ابعد من ذلك ويوحي وكأنه بإيعاز من واشنطن لزيادة الصغط الدبلوماسي على الرئيس بوتين .!

أمور الحسم لازالت مؤجّلة عسكرياً وسياسياً وَسطَ شبه إغراق اوكرانيا بكميات هائلةٍ من الأسلحة الأمريكية والأوربية مما لا تستوعبه القوات الأوكرانية إلاّ بعد اوقاتٍ طوال , كما أنّ شبه انجماد التحرّك الروسي من الناحية العسكرية وتسخينها , فإنما يدفع بقوة الى اصطفاف المزيد من علائم الإستفهام والإبهام في صفٍ واح.!