قامت الدنيا ولم تقعد بعد أن أعلن نادي النصر السعودي عدم حضور النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو إلى العراق ومشاركة فريقه في مباراة دوري النخبة الآسيوي (الأبطال سابقا) أمام فريق الشرطة العراقي .
تحليلات كثيرة وآراء عديدة ذهب بها الجمهور العراقي العاشق لكرة القدم فالبعض ذهب نحو مؤامرة سعودية تهدف إلى عدم توجيه الأنظار إلى بغداد الحبيبة
البعض الآخر ذهب نحو الفوضى العارمة التي شهدتها مراكز بيع تذاكر المباراة وبعيدا عن امزجة الناس دعونا نراجع الأحداث ونحدد أسباب عدم حضور النجم رونالدو الحقيقية وليس الأسباب التي أعلن عنها النادي السعودي حول تعرض لاعبه إلى وعكة صحية .
بدأت أحداث هذه المباراة تتسارع عندما فرض الإتحاد الآسيوي نقل المباراة من ملعب كربلاء الدولي إلى ملعب المدينة في بغداد فالبعض تسرع وأطلق تهم المؤامرة منذ ذلك الوقت معلنا ان السعوديين لا يريدون الدخول واللعب في مدينة الحسين وهذا تبرير غير منطقي فالرياضة والكرة شيء والمعتقدات شيء أخر .
وبلا شك أن إنتشار الفيديوهات التي رافقت عملية بيع تذاكر المباريات كالنار في الهشيم ولسببين الأول هو وجود أناس همهم نشر كل شيء سلبي مهما كانت ابعاده والثاني هو كمية التفاهة عند بعض المحسوبين على الجمهور من الذين هاجموا مراكز البيع والدخول إلى ملعب الشعب غير مهتمين لتبعات هذا الموضوع خاصة وان كل ما جرى تم نقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
شخصيا رأيت احد الإعلاميين الذي يحضون بمتابعة مئات الآلاف من المشجعين يكتب عبر صفحته الشخصية حول أحداث بيع التذاكر بأن (الأمور ذاهبة نحو الأسوء) ويطالب هذا الإعلامي بإقامة المباراة من دون جمهور !
ليعود في اليوم التالي متهماً السعودية بالعبث بالعراق ! ولا نعلم هل ان النصر السعودي هو صاحب القرار بإحضار لاعبيه ام نحن ؟ واذا كان شخص صاحب هدف سامي يكتب بهذه الصورة فما بال الأشخاص العاديين والأميين المدونين عبر تلك الصفحات ؟
إعلامي رياضي يكتب عبر صفحته الشخصية ان السعودية تهدف إلى عدم رفع الحظر عن بغداد عبر عدم جلب كرستيانو مع الفريق فإن كان هناك حظر على بغداد كيف تم نقل المباراة إليها ؟
السؤال الأهم في هذا الموضوع هو : هل ان نجاح المباراة اهم ام حضور النجم البرتغالي إلى العراق ؟
بلا شك أن تواجد هكذا نجوم في بغداد هو أمر مهم وله دوافع إيجابية كبيرة ولكن ، تحقيق الهدف المنشود وهو التنظيم الجيد وإخراج المباراة بصورة تليق بعاصمة السلام أهم بكثير من حضور جميع لاعبي ونجوم العالم .
الأمر الذي يجب أن نلتفت إليه يا سادة هو اننا نعاني من سوء في التنظيم وعلينا الاعتراف بهذا الخلل وهناك أمثلة كثيرة حول هذا الموضوع لذا علينا أن نراجع أنفسنا وأعمالنا قبل إطلاق التهم وتحميل الآخرين سبب فشلنا في تسويق المباريات والترويج لها …. والختام سلام .
