23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

المُجاهِد “هادي العامري” والمُناضِل “جيفارا”.. يجمعهم خنْدَقٌ واحد!؟

المُجاهِد “هادي العامري” والمُناضِل “جيفارا”.. يجمعهم خنْدَقٌ واحد!؟

لماذا أمجده؟ .. لأنه مُجاهِدٌ زاهدٌ وصادقٌ أمين.
“تشي جيفارا” البوليفي؛ رفيق “كاسترو” الكوبي, رافقه في جميع معاركه ضد حكم “باتيستا” في “هافانا” وهو يعاني من مرض الربو!, حتى كتبَ لهم النصر ودخلوا العاصمة “هافانا” والقضاء على حكم “باتيستا” الموالي لأميركا والغرب وأقاموا أسس النظام الإشتراكي على بعد 200 ميل من شواطيء النظام الرأسمالي العالمي!! التفاصيل كثيرة ولكن الذي يعنينا هو طبيعة النضال ضد الظلم والقهر والفقر المتأصلة في نفس المناضل “تشي جيفارا”, فعندما أعلنت حكومة “كاسترو” ووزعت المناصب كان نصيب “جيفارا” وزارة الصناعة, وبعد شهر من تسلمه الوزارة قدم استقالته إلى رفيقه “كاسترو” قائلا له “إن هناك مَنْ ينتظر التحرر من المضطهدين في بلادي”.. ثم سلم العُهْدة! وغادر إلى “بوليفيا” على أمل أن يقود جماعة من رفاقه لتحريرها من الديكتاتورية على نمط الثورة الكوبية, ولكن الدرس الذي تلقته أميركا وحلفائها في “كوبا” أفشلت جهود “جيفارا” حاصروه في ذلك الجبل الذي جعله منطلق لتحرير “بوليفيا” وقضوا عليه وعلى جميع مَنْ كان معه بواسطة عصابات تجارة المخدرات الذين في البداية تظاهروا بالتعاون معه وكانوا يجلبون له الطعام والسلاح إلى أن تأكدوا من مكانه وقدموا تقريرهم إلى ضباط في الجيش وبالتعاون مع المخابرات الأميركية تم قتله وانتهى أمره.
 
المُجاهِد “هادي العامري” وإخوانه من المخلصين عزموا على مواصلة الجهاد والدفاع عن الوطن والشعب, وبعد نجاح عملية التغيير في العراق وتسلمت الحكم قوى وقيادات الكفاح والنضال ضد البعثيين الصداميين وأضيف لهم “الدواعش”؛ فإن المُجاهِد الشريف “هادي العامري” أعطى لنا مثلاً آخر في الإخلاص والتفاني و نكران الذات وهجر المصالح الخاصة! حين رفض تسلم وزارة في الحكومة الجديدة  أو أي منصب وفضل منصب الخنادق وساحات الصراع وعزم على التواجد في ساحات الشرف والنُبُل في مقارعة الإرهابيين القتلة ودحرهم وقد قال وفعل وهو الآن يتواجد في الخنادق الحامية الوطيس بعد أن أعطى المثل الأعلى في الزهد والتفاني والبعد عن المنافع والمصالح الخاصة التي يتمسك بها الكثير تاركين البلد يعاني من الخطر الداهم الذي تصدى له المجاهد “هادي العامري” وإخوانه في الجبهات المختلفة إلى جانب قواتنا المسلحة بجميع صنوفها, وقد انتصر حيث فشل الأخرون!؟
 
نرجو من الله بأن يدوم نصره لهذا المُجاهد ويمده بالصحة والسلامة وأن يواكبه النصر في كل معاركه ويعود سالما غانماً بعد إلحاق الهزائم المريرة بالأعداء الجبناء؛ ويسلم من غدر العملاء والخونة والحاقدين؛ وما أشبه “جيفارا” بـ “العامري” لأنهما.. قارعَ الأول نفس العدو الذي يقارعه اليوم الثاني؛ فهما في خندق واحد رغم اختلاف الزمان والمكان.